نتف الشعر والأمل بالحياة الطبيعية

الأمل بالحياة الطبيعية

بسم الله الرحمن الرحيم
أود البدء بالشكر لكم على هذا الموقع الرائع, والذي أحمد الله على معرفتي به وبكم. لقد اطلعت بشكل مفصل على الموقع ومواضيعه التي تعلمت منها الكثير, حيث وجدت مقالات تخص مشكلتي التي أردت أن أطرحها عليكم بالتفصيل عسى أن تكون بداية الحل على يديكم إن شاء الله.

أنا الآن فتاة في الواحد والعشرين من عمري, طالبة في كلية الهندسة ومقيمة مع أهلي. بدأت مشكلتي منذ أن كان عمري 11 عام حيث كانت هناك الكثير من المشكلات بين أبي وأمي فمن حينها بدأت بنتف شعر رأسي و لكن بكميات قليلة بحيث لم يلحظ أهلي ذلك سوى بعد عام تقريباً ولكنهم اعتقدوا أنه مجرد مرض جلدي طبعاً لأني لم أخبرهم الحقيقة.

أخذوني إلى كثير من الأطباء حتى فقدوا الأمل وأنا وقتها كنت أرفض أن أذهب للمعاينة عند الأطباء حيث كنت مقتنعة بأنهم لن يستطيعوا علاجي. بقيت على هذه الحالة حتى دخلت سن المراهقة وهنا زاد معدل نتفي للشعر وأصبح مقترناً بالوقت الذي أنشغل فيه بالدراسة أي أصبح automatic trichotillomania.

وهنا أحسست بخطورة مشكلتي وذلك لأني كنت من الطالبات المتفوقات واللواتي تأخذ الدراسة معظم وقتهن طبعاً لقد فضلت التفوق على الالتفات لمشكلتي حيث كنت فاقدة الأمل كلياً.

لقد أصبحت أشعر بالحرج الشديد أمام عائلتي والمجتمع بأكمله حيث كنت أضع قمطة للشعر على رأسي بشكل دائم حتى وقت نومي.

والمشكلة الأكبر هي أني لم أخبر أهلي بالحقيقة حتى الآن وذلك لأني لا ثقة لي بهم لأنهم لا يهتمون بي ولا يسألون حتى عن أبسط الأشياء التي تخصني, وخصوصاً أمي التي أحس بأن علاقتي بها سطحية وكذلك أبي الذي لا أراه كثيراً, أي أنني أعتمد دائماً على نفسي في اتخاذ قراراتي لكنني اعتدت على ذلك ولم يعد يزعجني الأمر بتاتاً.

عندما أصبحت في الجامعة أحسست بأنني فتاة قوية تستطيع أن تواجه الحياة بمفردها وأن تحقق المستحيل, ربما أعزو ذلك إلى زميلي في الكلية, لقد تعلمت منه الكثير فهو من النوع الذي لا يعرف اليأس ولا الاستسلام وهذا الشيء الذي أعجبني فيه من البداية. ولا أخفيكم سراً بأنني قد أحببته كثيراً فهو الآن كل شيء بالنسبة لي.

وبعد سنة تقريباً من معرفتي به طرح لي فكرة الارتباط وهنا أحسست بأني تائهة وبدأت أذرف الدموع من دون أي كلام. وبعد فترة من الزمن عاود طلبه فقلت له بأنني لا أستطيع الآن وذلك بسبب انشغالي في الدراسة وأن أهلي لن يقبلوا بذلك حتى أنهي دراستي الجامعية فاقتنع بكلامي مبدئياً. ومرة أخرى ناقشنا الموضوع ذاته وقررنا الخطبة في العام المقبل حيث أننا لن نقبل أن نبقى مجرد زملاء طوال سنوات الدراسة، وذلك حتى نرضي رب العالمين ونرضي أنفسنا ونبقى في الطريق الصحيح.

الآن أنا أعطيت عهداً لأعز إنسان في حياتي ولا أستطيع التخيل بأنني سوف أنقض عهدي وأدمر كل أحلامي وقد أعلنت الحرب مع نفسي. نعم لقد قبلت التحدي وبدأت أمتنع عن نزع شعري والحمد الله لقد مرت ثلاثة أشهر من دون أن أنتف سوى شعرة أو شعرتين.

بدأ شعري بالظهور من جديد ولكنني خائفة من أن أعاود النتف مع بداية العام الدراسي. لا أعرف ماذا سأفعل إن بقيت أسيرة هذا المرض الذي كان كابوس حياتي وما يزال!!.
هل أستطيع التغلب على هذا الإدمان المميت؟

وهل سوف أستطيع أن أدرس وأتغلب على يدي التي يغلبها اللاشعور؟

أرجوكم ساعدوني فأنا قد أمسكت الأمل في يدي وما يزال الخوف من فقدانه يعكر حياتي. أرجوكم أخبروني هل سأنجح وخصوصاً بعد أن سمعت بأن هنالك الكثير قد حالوا لكنهم لم ينجحوا؟
فإذا كان هناك أي أمل أرجوكم أن تدلوني عليه وجزاكم الله الخير كله...

ملاحظة: لقد ذهبت مؤخراً إلى طبيب جلدية وأخبرني بأنه عاجز على مساعدتي ووصف لي بعض المغذيات والفيتامينات لشعري.

ولكنني أرجو منكم أن تدلوني على طبيب مختص بحالتي في دمشق إن وجد حتى أكون أكثر اطمئناناً .

وإذا كان ممكناً أن تدلوني على أشخاص كانوا مثلي ونجحوا في التغلب على مرضهم.

وشكراً لكم
المتفائلة
16/09/2005