هذه مشاركة في مشكلة أمي.. لا أريد أن أكرهك!
نحبهم رغم كل شيء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أولا: لا أعرف كيف أوفي حقكم علينا بمجرد كلمات شكر ودعوات, فغير المجهود العظيم الذى تبذلونه في فرز المشكلات والرد عليها بالرغم من تكرار مضامين بعضه، فالموقع يتيح فرصة عظيمة للاطلاع واكتساب الخبرة والإحساس بالمشاركة حتى المشاركة في المعاناة.!!!
جزاكم الله عنا كل الخير وتقبل منكم عملكم العظيم، عندما قرأت هذه المشكلة دعوت أختي لتقرأها فظنت أني أنا التي أرسلتها فأقسمت لها أني لم أرسلها ولكنى سأشارك عليها، أعتقد أني الآن لست بحاجة لسرد التفاصيل ولكني سأكتفي بإضافة بعض الأشياء، أمي هي تماما مثل أم الأخت صاحبة المشكلة في موضوع النظام والصوت العالي، ووالدي شديد النظام حسن الاستغلال لكل دقيقة في حياته علاوة على حبه للفنون الراقية واهتمامه بأن تكون لكل منا هواية يخرج بها طاقات يومه ويعبر بها عن نفسه ومشاعره وهو شخص متعاون جدا مع أمي في الأعمال المنزلية.
أنا أعشق النظام والهدوء وأهوى الرسم والعزف ولكن نادرا ما أمارس هذه الهوايات لأنه عندما يكون لدي بعض الوقت أبدأ أولا بالترتيب كي أستطيع المذاكرة أو عمل أي شيء يحتاج للتركيز وبعد ذلك أما ينتهي الوقت أو أكون قد أنهكت، لا أستطيع أن أقول عن أمي أنها فاشلة لأنها تعمل وحاصلة على الدكتوراه في مجال عملي, وكثيرا ما تحدثني عن المذاكرة والالتفات لمذاكرتي وأيضا تنمية موهبتي، ولا أستطيع أن أقول عنها أنها غير نظيفة لأنها في موضوع النظافة أقرب للوسوسة(إذا طلبت من أي شخص أن يقوم بأي عمل أول ما تؤكد عليه هو نظافة يديه)، فهي تهتم بنظافة الملابس نظافة الأكل ونظافة أدوات الطهي والنظافة الشخصية بدرجة مبالغ فيها، ولكن علاقتها بالنظافة لا تتعد ذلك الحد فهي لا تعتبر أن تنظيف الشقة من مهامها أساسا.
أشعر أن نظرتها للحياة بدائية فهي لا تنظر إلا لضروريات البقاء على قيد الحياة فقط، فاهتمامها الزائد بالنظافة هذا يكون سببه الخوف من التعرض للأمراض، أما النظام فهي إذا حاولت أن تقوم بترتيب أي شيء يزداد مظهره سوءا, فهي لا تملك هذا الحس لكنها تعجب بمظهر الشقة عندما أقوم بترتيبها أنا وأختي ولكنها أيضا تكون أول من يقوم بإفساده دون أن تقصد، أعذر أمي في ذلك لأني أعتقد أنه لتنشئتها في طفولتها دور كبير في هذه النتائج وبالفعل.
أن وصولها لهذه الدرجة في كل نواحي حياتها يعد نجاح كبير بكل المقاييس بل وإصرار على النجاح بالنسبة للتنشئة الفاشلة في بداية حياتها.
ملحوظة: هذه التنشئة ليس لها علاقة بالمستوى المادي, فتتعجبون مثلى تماما إذا علمتم أن والد أمي كان من أغنى أغنياء مصر في وقت من الأوقات، ولكن إذا رأيتم منازلهم(أحدهم بأرقى أحياء القاهرة وأخر في العزبة التي يمتلكونها)، فتعتقدون أنهم أفقر ما يكون, فإذا ذهبت هناك(وهو نادرا ما يحدث) فأشعر بالقرف الشديد إذا أضررت لأن أجلس في أي مكان، والسبب في ذلك هي أم أمي فهي امرأة جبارة وتسببت في فشل جميع أبنائها الذكور، بجانب إصابة أحدهم (أذكاهم وأنظفهم وأحسنهم خلقا) بالمرض النفسي ومن ثم الجنون ذلك بعد حصوله على الثانوية العامة بمجموع كبير.
أكثر ما يضايقني في أمي هو الصوت العالي داخل المنزل فتنفلت أعصابي ولا أستطيع السيطرة على نفسي أمام ذلك وأكثر ما يضايقني هو أني أضطر أن أرفع صوتي أنا الأخرى أمام صراخها فأشعر بالذنب لأني قمت بفعل كبيرة (ولا تقل لهما أف)، وأيضا لأنني أكره الصوت العالي وهذا ليس من صفاتي فأنا خارج المنزل صوتي منخفض جدا وهادئة وكل من يتعامل معي يأخذ عني هذه الفكرة أنا وأختي،(فذات مرة قالت لنا إحدى صديقاتنا أنها تعتقد أن بيتنا هادئ).
فأعتقد انه إذا جاء أحدُ من نعرفهم من أصدقاء أو أقارب ليسكن في الشقة المجاورة لنا لن يصدق أن هذا صوتنا أو حتى صوت أمي، لكنى دائما أحاول أن أسيطر على نفسي بقراءة القرآن والدعاء وعدم إطالة الوقوف أمام أمي في مثل هذه المواقف.
أما بالنسبة لأبي فهو رجل عظيم (ربنا يكرمه) فهو إنسان بكل معاني الكلمة، بالرغم من وجود بعض السلبيات(فلا يوجد إنسان يخلو منها) فهو يحاول دائما أن يكون أب مثالي ولولاه(من بعد الله ورحمته بنا) لاختلفت حياتنا كثيرا، فما يجعله يصبر هو نحن وطيبة قلب أمي رغم كل عيوبها كربة منزل، لكنى لا أنوي أن أترك هذه التجربة أن تمر على حياتي مرور الكرام, وعندي النية كي أستفيد منها في حياتي مستقبلا، وما أريد أن أوجهه لكل ابن وابنة يشعر بالضيق تجاه أي تصرف من قبل والديهما، أن يبحثا وراء سبب ذلك وأن يقوما بتبديل الأدوار فيضعون أنفسهم مكانهم فبالتأكيد سوف يقل هذا الشعور بالضيق لديهم ويتقبلون الأمر، والله أني أرضى عن والداي وأحمد الله كثيرا أنه رزقني إياهما وأدعو الله أن يغفر لهما ويرحمهما كما ربياني وإخوتي صغيرا.
أعتذر بشدة عن طول الرسالة ولكم مني جزيل الشكر والدعوات الطيبة.
1/12/2005
المشاركة الثانية:
والله عال!!!
أريد أن أسأل صاحبة المشكلة(أمي لا أريد أن أكرهك) عدة أسئلة وأرجو أن تمرروا إليها سؤالي لك أختي في الله، بعد كل الصفات التي وصفتي بها أمك، (وهي بطبيعة الحال ليست صفات حميدة) هل فكرت يوماً بمميزات والدتك؟ هل فكرت يوماً بأفضال والدتك عليك؟ من وجهة نظري، لا يصح أن يصف أي شخص في العالم كله أمه أو والده بأي صفة غير مستحبة، حتى لو كانت هذه الصفة حقيقية أمك غير مرتبة، فهل حاولت أن تكوني مرتبة ونظيفة؟؟ أمك صوتها عالي ويضايقك، هل استخدمت أنت الصوت المنخفض؟؟؟ كم مرة تلقيتِ اللوم من والدتك لعلو صوتك على أحد إخوتك؟؟
البيت غير نظيف، هل حاولت تنظيفه؟؟؟ كم مرة تلقيت اللوم من والدتك على عدم تنظيف غرفتك؟؟؟ من يلقي اللوم على غيره هو من يعتبر فاشل، وفاشل كبير، لا أجد أي مبررات تجعلك تستخدمين لفظ " لا أريد أن أكره أمي"، إنها الأم ياااا عااااالم، ألا تقدرونها؟؟؟؟
استحملتك في صغرك، ولولاها(بعد الله)، لما كنت في الدنيا، ولما كبرتِ، الأم تستحمل الكثير علشان أولادها، وهم لا يستحملون صوتها العالي!!! والله عال!!! لا أعرف لماذا شعرت بالغضب بعد قراءتي للمشكلة، لماذا يريد الأبناء أم وأب مثاليين؟؟؟
وأنا أتحدى أن أمك يا أختي هي أروع إنسانة، ولا أظن أنها تتحلى بهذه الصفات بطرقة فظيعة كما ذكرتِ، أدعو لك بالهداية أختي الحبيبة.
أحبك في الله دكتورة نعمت.
1/12/2005
رد المستشار
أحسنت تحليل الأسباب يا ابنتي(****) واستخراج الدروس المستفادة وهو أهم ما يفعله عاقل أمام أي موقفٍ يقابله، أمك لم تعتدْ في تنشئتها في بيت واسع الثراء أن تمدّ يدها للعمل أو التعلم، فهناك بالتأكيد جيش من الخدم يقومون بذلك وحين اختفوا مع التطور الطبيعي للأيام أصبح البيت في الزمالك وفى العزبة مدعاة للقرف والاشمئزاز فهي مظلومة لأن أحدا لم يدربها، وهى رائعة لأنها نبغت فيم تعلمته، أن تكون نظيفة في شخصها وملبسها وأن تتفوق علميا.
وأحسنت إذ قررت أن تستفيدي من هذه التجربة فتمرنين نفسك وأختك على إدارة شئون المنزل ثم بعد ذلك تدربين بناتك وأبنائك على ذلك حتى لو كان في بيتكم عشرات العاملين من الطراز الفندقي.
ولابنتي "Invisible Girl" أحبّك يا ابنتي الذي أحببتني من أجله، وأنا أحببتك وأحببت انفعالك الصادق بهذا التطاول على الأم ولوهلة تصورتك أما تشعر بغصة ولكني وجدتك زهرة صغيرة يانعة تدق أبواب العشرين على استحياء.
أعذريها يا ابنتي فأمها أخطأت أن لم تعلمها منذ الصغر معنى التشارك في تحمل المسئولية..... وبالتالي فهي لم تعتد إطلاقا أن تقدر ما يمكن أن ينجزه المرء في ما لديه من وقت بل هي تطالب بأقصى عطاء بأقل سعر في أضيق وقت، ولكنها على الأقل تفهم وتلاحظ وهذه ميزة كبرى قد لا يتحلى بها سواها.