دموعي لا تجف ولا تنضب.... لا حول ولا قوة إلا بالله
أكتب لكم ودموعي في عيني لا أدري السبب فأنا يا دكتور/ة صاحبة المشاكل الكثيرة على هذا الموقع صديقتكم المتذللة للرحمة.... لا أملك إلا كلمة آه.. آه على حياتي التي انتهت عندما انتهت بسمتي عند سن العاشرة, خمسة أعوام وأنا في اكتئاب مستمر لا أدري سببه..
حدثت لي مشاكل وهموم كثيرة تفوق طاقتي وسني وأظنك تعلم بذلك.. وتخطيتها والحمد للرحمن ولكن.. تركت بي آثار لا تداوى وأصبحت ابكي على كل شيء وأي شيء حتى عندما يوجه لي أبواي نصيحة أو تعليق معين.. أظل ابكي فأغلق على نفسي الحمام وأجلس على أرضه وبكي وأبكي وأبكي مع أنني لست بالفتاة الحساسة بل بالعكس فأنا باردة إلى حد ما.. ولكن أظن أن هذا ثمن صمتي وقناع وجهي الذي لا يكل ولا يتعب لمدة خمسة أعوام.. أنا أشعر بداخلي وكأن تفجّر بداخلي شيء لا أستطيع إخماده..
أشعر بأن لا أحد يحبني.. عندما انظر لحياة أي شخص في الطريق (أحب التأمل) أشعر بمدى انشغاله في أشياء وأن حياتهم حلوة وأنا لا ارغب بشدة في المووووت فوالله العظيم لو لم يكن هذا كفر لقطّعت نفسي اربأ ً ووضعتها عند أقدام كل من ظلمني وآلمني ليبتغوا وجه ربهم ويتعلموا..ولكن ما أغلى الأماني وأبعدها عن مرآنا وقدرتنا... تعبت, تعبت من حياتي, كل يوم استيقظ لأواجه ليل جديد لا ينتهي أشعر بوحدة قارصه تؤلم قلبي الحبيب..
أنا فقط أريد دعواتكم.. استحلفكم الله يا إخواني وأخواتي بكل عزيز وغالي, استحلفكم بدياركم وبأولادكم وبصلواتكم..... أدعو لي... فأنا منكسرة الرجاء ولكن أثق بالله وبفرجه.. أدعو لي لأجل خاطر حبيبنا محمد..
فأنا لا أبحث عن حل لأني تعبت البحث..
والسلام.
24/3/2006
رد المستشار
الأخت العزيزة....... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
إن سعادتنا وشقاءنا لا يصنعهما أحد لنا بل نصنعهما بأنفسنا، وهذا لا يمنع أن ظروفا وأشخاصا وأحداثا سوف تؤثر فينا ولكن في النهاية نحن الذين نوظف كل ما حدث للوصول إلى ما نريد. إذن فالتعويل على الآخرين في أنهم سببوا لنا التعاسة والشقاء وحرمونا من الحياة الطبيعية، أو التعويل عليهم في إسعادنا وإخراجنا مما نحن فيه، كل ذلك يسمى في علم النفس "وجهة الضبط الخارجية" وهي علامة على عدم نضج الشخصية لأننا في هذه الحالة نلقى بمسئولية شقائنا أو سعادتنا أو فشلنا أو نجاحنا على طرف خارجي وبذلك نخلي أو نتخلى عن مسئوليتنا الشخصية تجاه كل ما حدث، ومن يفعل ذلك يظل يراوح مكانه طوال حياته يبكى حظه ويشكو الآخرين أو يشتكى منهم أو يتسول عطفهم وحنانهم واهتمامهم وشفقتهم، وهذا ما نسميه بالتسول الوجداني.
من يمارسون التسول الوجداني يصبحون مدمنين له (مثل أى متسول) لأنهم يجدون فيه الراحة والشبع (على الرغم من إنكارهم الظاهري والمعلن لذلك) لأنه في النهاية يعفيهم من المسئولية ويعفيهم من العمل ويجعلهم معلقين في رقاب الآخرين يعولونهم ويحسنون عليهم فيدعون لهم بطول العمر أو يتركونهم ويهملونهم فيشتكونهم إلى الناس وإلى الله ولا يفعلون شيئا في الحالتين.
وبعض الناس (ربما تكونين منهم) يستمرئون حالة العذاب ودور المظلومين وربما يرجع ذلك إلى شعور عميق بالذنب لديهم يجعلهم لا يستريحون إلا إذا شعروا وتأكدوا أنهم في حالة شقاء وتعاسة، وهؤلاء قد يصلوا في مشوارهم هذا إلى حالة من الاكتئاب المزمن مع كثرة الشكوى ومقاومة العلاج، وهو ما نسميه "الاكتئاب النعاب" (والنعاب هنا بمعنى الزنان أو الشكّاء)، وأرجو أن لا تتعلقي بهذا التشخيص فتسألين (أو تتسولين): وأين العلاج؟... لأن العلاج هنا لا يكون دوائيا بقدر ما يكون استبصاري.
وأنا أصدق كلماتك الأخيرة في أنك لا تبحثين عن حل فأنت في الحقيقة لا تريدين حلا وإنما تريدين أن تظل الأمور كما هي لتواصلي عملية التسول العاطفي إلى مالا نهاية، أعرف أنك ستغضبين مني وربما تضمينني إلى الذين ظلموك، ولكننا تعودنا في هذا الموقع أن نصارح قراءنا بالحقيقة والتي ربما تكون مؤلمة أو صادمة ولكن الألم أحيانا يكون ضروريا لكي نتوقف عن سلوك متكرر نفعله فيهدم ذاتنا ويعطل نمونا ويوقف حياتنا ونحن ننتظر مالا يجئ ونتعلق بأهداب واهية تسقط بنا في الهاوية مرة بعد مرة.
أقول لك مرة أخرى أعيدي قراءة رسالتك وانظري التشابه بينها وبين كلمات المتسولين في الشوارع ثم ارفضي بقوة أن تكوني كذلك واغضبي منى ومن نفسك وقرري أن تتركي مهنة التسول الوجداني وأي تسول من نوع آخر، وكفى عن الشكوى وتوجهي مباشرة إلى نفسك وأعلني مسؤوليتك عن كل ما حدث بشجاعة وابدئي من هنا إصلاح ذاتك وصنع حياتك ووقتها تعلمي أنك أصبحت أكثر نضجا وأكثر قربا من الطريق الصحيح للحياة السليمة الإيجابية (وإياك أسمعك بتعيطي أو بتشتكي أو بتشحتي تاني من أي مستشار أو على أي موقع، واشتميني بأه زى ما أنت عايزه). مع أطيب تمنياتي ودعواتي لك بالتوفيق.