مش عارفة ليه انا بقيت كده
السلام عليكم؛
أنا بنت عندي 19 سنة طالبة جامعية وحياتي عادية يعنى ما فيهاش مشاكل غير مشكلة واحدة بس أنا مرتبطة بولد هو مش مؤدب وأنا متأكدة من كده يعنى عاوزني معاه نعمل حاجات مش كويسة هو لحد دلوقتى مش لمس غير إيدي بس بس هو عاوز أكتر من كده المشكلة بقى الحقيقة أني أنا المفروض لما عرفت كده وكمان هو اللي قال لي وبكل صراحة المفروض أنا أزعل أو يعنى أسيبه أو أي حاجة.
أنا لقتنى مش قادرة أحس بضخامة الموضوع وإن ده حاجة غلط جدا والمفروض مش أصلا أفكر فيها على الرغم من أني أنا مش بحب الولد ده ميتة في هواه يعنى لا هو أنا بفضله عن غيره
بس مش عارفة أنا ليه مش قادرة أحس بأن الموضوع غلط أوي أوي أوي مش عارفة يمكن مش بقى فارق معايا أي حاجة أو أنا نفسي في كده (إنه هو يعني يعمل معايا كده) ولا أنا أطنش الموضوع ده كله ومش آخذ في بالى وديه مشكلة عادية مش محتاجة أكبرها أنا والله العظيم محتارة يعنى أنا ليه بقيت كده مش قادرة أحس بضخامة الموضوع وانوه غلط جدااااا جداااااا.
هو قال لي هيحافظ علي بس طبعا مش ده اللي هيسمح لي إن ممكن أعمل معاه هو أصلا أنا المفروض أكون زعلانة من نفسي عشان هو حرام وغلط وكل حاجة ويا ليت الدكتور وائل هو اللى يرد على المشكلة وأنا آسفة لو طولت عليكم
وحاجة أخيرة صحيح أنا كمان مثلا لما بكون قاعدة في وسائل المواصلات ومثلا ولد يلزق فيا أو لو حتى زميلي في الجامعة مش بتأثر أوي ولا بعترض في كل الأوقات على الرغم من أني المفروض غلط جدا والمفروض إني أزعل أوي من نفسي وإني أتضايق وأزعق له أو أي حاجة لكن أنا بلاقى نفسي عادى ولا هاممني مش عارفة ليه.
أرجوووووك والنبي يا دكتور تساعدني
هل أنا بقيت بنت وحشة ولا مش فارق معايا حياتي، ولا إيه يعني؟؟
21/04/2006
رد المستشار
الابنة العزيزة:
أهلا بك، هو الظاهر المواضيع كبرت أكثر من اللازم، أو أكثر مما توقعنا، ولا إيه مش عارف!!!
كنت معتادا أن أصادف مشكلة أو مشكلتين من نوع ما تشتكين منه وبهذا الوضوح قولي مثلا كل شهر أو شهرين، لكن الحاصل الآن أنني أجد أن ما كنت أتكلم فيه وأنا أجيب على مشاركة بعنوان اعترافات فتاة هواجس حول الحب والنقاب، هو نفسه ما أتكلم فيه وأنا أرد على واحدة من بناتنا عل يحفظها الله هنا على مجانين، والمصيبة الكبيرة هي أن يحدث ذلك الاستخفاف بالتجارب الجنسية غير المنضبطة في وقت تتزايد فيه أعداد الخطاب الذين لأن خطيبته تقبله وتداعبه يفكر الواحد منهم في "فسخ" خطبتها، فبينما يعتبر رجل تقدم لخطبة فتاة أن رغبة تلك الفتاة أو استعجالها للقرب الجسدي منه دليلا على عدم صلاحيتها لتكون زوجة نجد بين بناتنا من تستغرب في نفسها ذلك التهاون بما تعرف أنه خطأ وحرام، وأمثلة هذا وتلك كثيرة في مجتمعاتنا، وكلاهما يبدي تطرفا في المواقف والآراء وعواقب ذلك مع الأسف غير محسوبة ولا مُسْتَعدٌ لها.
يبدو إذن أن المجتمع بالفعل بدأ يشهد تغيرا في الموقف من التجارب الجنسية خاصة فيما يتعلق بالشباب ولا أذكر أين كنت كتبت عن تلك الفتاة التي كانت تسرق وقت الدروس الخصوصية لتقابل حبيب صديقتها باعتبارها صاحبها في الجنس، والمشكلة ليست في أن هناك من تفعل ذلك فهذا قديم لكن المشكلة كانت أنها تكلمني وتحكي لي ذلك وتتوقع أنني كطبيب نفسي سأساعدها على تهيئة الجو الأسري عندها بما يسمح لها بالاستمرار في تلك العلاقة لأنها جميلة!، ويبدو أن الذي يحدث هو مزيج من نزع القداسة عن القيم وتقليل الحساسية بشكل عام لما كنا حساسين تجاهه كمجتمعات.
أنتِ أصلح وأصح كثيرا من ذلك طبعا خاصة وأنك تستغربين في نفسك عدم النفور والهرب منه بعد صراحته أو وقاحته تلك معك، وتربطين ذلك الاستغراب أو يضخم إحساسك به أنك لست ميتة في هواه مثلا، والحقيقة أنه حتى الموت في هوى أحد من الجنس الآخر لا يبرر ممارسة الجنس معه، خارج الإطار المقبول اجتماعيا وشرعيا، وأن الفتاة التي كنا نعرفها في أيام شبابنا كان يقتلها الخجل والخوف عند الحديث عن شيء يخص الأمور الجنسية، حتى أنني فوجئت في السنوات الأخيرة بأن تغيرا حصل في طريقة تفاعل البنات مع المعاكسات من الشباب وكنت أستغرب قائلا: في الماضي كنت إذا نظرت في عيني فتاة في الطريق أو لاحظت هي أنك تتفرس جسدها فإن الفتاة تذوب من الخجل إلى الحد الذي يشعرك أنت بالحرج، وأما اليوم فإن الفتاة أصبحت تبادئ هي بالنظرات وربما بالمعاكسة وردة فعلها على نظرة أحدهم لعينيها أو وجهها أو جسدها إنما تكونُ فرز ذلك النظر وتفحصه يعني باختصار كأنها ترى ما إذا كان ينفع أو لا ولا تسألوني ينفع ماذا!،..... ولكن يبدو أن الذي كنت أستغرب منه أقل كثيرا مما وصل إليه الحال الآن!
بالنسبة لك أنت يا ابنتي ليس ما حكيته لنا دليلا على أنك سيئة الخلق أو مفرطة وإنما هو انعكاس لحالة مناخ عام تعيشه مجتمعاتنا كلها، ولعل أجمل ما فيك هو أنك منتبهة لذلك وتحاسبين نفسك ولو حتى على مستوى الاستغراب منها، لست سيئة إذن ولكن عليك أن وبسرعة أن تصححي من مسارك وأن تبتعدي عن ما يمكن أن يؤدي إلى انزلاقك فيما لن تسامحي نفسك عليه، ويبقى أن أحيلك إلى عددٍ من الروابط فيها إن شاء الله ما يفيدك:
بعيدا عن الأهل : لقاءات ولمسات يد
الانحراف احتمال وارد في غياب الأهل م
أخلع ملابسي فيجلدني ويخنقني : محنة هيفاء
كيف أتصرف بعد أن قمنا بالجنس خمس مرات؟
وأنصحك أيضًا بأن تنقري ما بداخل تلك الروابط من إحالات، وأكررُ لست سيئة ولكن أوقفي تلك العلاقة وحاولي أن تعلمي من حولك كيف يصونون لجسدك حرمته ولعل في قراءتك لسلسة التزنيق في المواصلات العامة ما يعلمك كثيرا من الوسائل التي تدافعين بها عن جسدك،
وتابعينا بالتطورات.