عاوز أنجح
بسم الله الرحمن الرحيم؛
بداية أشكر القائمين على هذا الموقع الجميل... فجزاكم الله خيرا كثيرا على هذا الجهد وجعله الله في ميزان حسناتكم وياريت تعذروني إن أطلت أو طلعت الكلمات غير مرتبة ولكن أرجو من الله أن تعبر عما بداخلي.
مشكلتي تبدأ منذ التحاقي بالكلية... الكلية التي يتمناها الجميع... كلية الطب البشرى.. حصلت على مجموع كبير في الثانوية وكنت متفوق جدا جدا... ودخلت الكلية المرموقة...
منذ اليوم الأول ولم أجد نفسي في هذه الكلية.. المواد لا أتطيع فهمها بسهولة... ولا استطيع فهم المحاضرات واللغة أيضا جديدة... ولم استطع التأقلم مع الكلية إطلاقا وأنا بطبعي أحب الانطواء والوحدة وأصدقائي قليلون وجاء عدم فهمي للمواد أيضا ليسبب لي عائق أكبر في التواصل مع زملائي وفى النهاية... رسبت في سنة أولى، وكانت صدمة كبيرة لي وعدت السنة وكلي أمل في أن القادم أفضل...
وفكرت في التحويل من الكلية ولكن تراجعت عن الفكرة وقررت الاستمرار... ونجحت في سنة أولى ودخلت سنه تانية ونفس الموال معايا المواد صعبة ولا أفهمها... وأبدأ في الهروب من المذاكرة إلى الكمبيوتر والنت ولا أذاكر... ويضيع اليوم وراء اليوم ولا أفيق إلا في نهاية العام.. ولكن يكون الوقت قد تأخر وأرسب مرة أخرى في سنة تانية... وأصاب بإحباط أكبر.. وتعود الكرة مرة أخرى وأرسب أيضا للمرة التالته، وكدت أفصل من الكلية لتعدد مرات الرسوب... ولكن قدر الله أن أجتهد وأذاكر مواد العام كله في شهر ونصف... وأستطيع النجاح في تلك السنة.
أمر غريب فعلا... ما لم أحققه في 3 سنين حققته في شهر ونص..!!!، والآن أنا في سنه تالته أعيد السنة لتالت مرة برضه...نفس الدائرة هروب من المذاكرة إلى النت والكمبيوتر... ولا أفيق إلا في نهاية العام... إحباطات وراء إحباطات... كل سنه باقول هابدا من جديد وأذاكر ومش قادر أبدأ مرة صح... ومش قادر أذاكر خالص.. ولا عارف أذاكر.
كل شيء في الدنيا أصبح مظلم أمامي... لا أفرح ولا أشعر بالسعادة... عند الفرح أتذكر فشلي في الكلية أصاب بإحباط وكآبة تكاد تقتلني... قلبي ينزف ألم... ييييييييييييياه بعد الطموح والمستقبل المشرق أصبحت لا مستقبل ولا أمل لي في الحياة...أصبحت طالب فاشل في الكلية، ااااااااااااااه يا قلبي... لا أستطيع أن أصف لكم حزني ولوعتي من هذا الوضع.. ربما أكون أنا السبب فعلا فيما حدث ولكني أريد أن أتغير لا أريد أن أكون فاشلا... فأنا بالفعل أفضل من زملائي الذين أنهوا كلياتهم ويفتحون الآن عيادات وناجحين في عملهم.. هم ليسوا افصل مني.. وعقليتهم ليست أفضل مني... فلماذا أنا أفشل.؟؟؟
أنا هادئ بطبعي أصدقائي قليلون... لا أحب التحدث في مشاكلي مع أحد.. أكتم في نفسي وأكتم حتى أكاد أنفجر من الهم والكمد والحزن ولا أبوح لأحد...، نفسي أرجع زى الأول نشط ومرح وناجح... أنا للأسف متفوق في أشياء كثيرة جدا بعيدا عن الكلية أكتب في الصفحات الرئيسية للعديد من المواقع الرياضية ويعجب الناس بمقالاتي... ولكن في الكلية أنا فاشل لا أجد طعم السعادة في أي شيء... أكره الكلية عند دخولي الكلية أشعر بالإحباط والخوف من مواجهة أقراني... فشكلي كبير وكل واحد يسألني أنت في سنه كام أحرج واكذب عليه مرة في رابعة ومرة في سادسة ومرة أنا مخلص... اووووووووووه كدب وإحباط وقلق وخوف ورهاب... طب اعمل إيه... نفس الحال عندنا في البلد.. نفس الأسئلة نفس الاستفسارات نفس النظرة، اغلب الناس يتكلمون دا بقاله 10 سنين في الكلية ومش عارف ياخدها وكلام جارح سمعته كتييير جدا بأذني... وأنا اللي كان بينضرب بيا المثل في النجاح والتفوق طب ليه.؟
أصبح الناس ما بيحبوش الكلام معايا بعد ما همه اللي كانوا بيتوددوا لي يريدون مصاحبتي... وده كله ليه علشان فشلي في الكلية أنا دلوقتى قاعد في البيت ما بطلعش من الاوضة إلا للصلاة فقط... لا بكلم حد ولا بقيت عاوز أشوف حد.. أقضي الوقت ما بين النت وما بين البكاء، أبكي وابكي على حالي ولا أجد مخرج ولا حل..؟؟ هل بعد كل تلك الإحباطات والفشل... من الممكن أن نجح أو أن أعود لسابق عهدي كما كنت ناجحا متفوقا..؟؟؟ هل من الممكن أن أصبح طبيب مؤتمن على أرواح..؟؟؟ هل فيه أمل ولا خلاص.........!!!! نفسي أنجح وأفوق لنفسي بقى... ازاي...
ساعدوني الله يكرمكم لأني خلاص ممكن فعلا يحصل لي حاجه من كتر الحزن والألم اللي أنا فيه ارجوووووووووووووكم ساعدوا ابنا لكم على شفا الهاوية أو السقوط إلى الأبد،
على فكرة أعتقد دكتور وائل يعرفني كويس...لأني رحت له العيادة وقعدت معاه مرتين...
5/5/2006
رد المستشار
أهلا بك من الزوار المتابعين للصفحة، تكثر دوماً مشكلات المذاكرة والامتحانات في هذه الفترة من العام، والحقيقة أن ما أراه في رسالتك لا يتعلق أساسًا بمشكلة في المذاكرة فأنت إن أردت أن تذاكر لفعلت!! ستقول لي أنا أريد أن أذاكر وأن أنجح... سأقول أنك تريد أن تنجح في الوقت الذي تجتر فيه أحزانك وإحساسك بالذنب وتريد أن تنجح دون الاستفادة من الوقت الطويل المتاح.
أنت تحتاج إلى من يقف بجانبك ويتحملك في الفترة الحالية الخاصة بالامتحانات، اطلب المساعدة ممن حولك اطلب من الله تعالى أن ييسر لك المذاكرة، واطلب من أهلك أن يحددوا لك ما لا يزيد عن ساعة يومية على الكمبيوتر، واطلب أن يخرجوا الكمبيوتر من غرفتك!!
كما أن هذه المساعدة قد تكون ممن يشرح لك الدروس أو يراجع معك... وقد تكون المساعدة من صديق قريب، أو من زميل لا يمانع في أن يذاكر معك، واطلب المساعدة أيضاً من طبيبك النفسي، فطالما أنك قمت بزيارة الطبيب النفسي د.وائل أبو هندي فعليك أن تتابع معه العلاج وظن أنه من المفيد أن يكون تنضم إلى العلاج النفسي الجماعي إضافة إلى العلاج الدوائي.. وأتصور أنه وجهك بالفعل إلى العلاج النفسي..
كل هذا لتمر فترة الامتحانات بسلام، وبعد أن تنتهي الامتحانات ستحتاج إلى أن تراجع أمورك مع نفسك وتستشير ذي الخبرة من أهلك ومن أساتذتك بالجامعة، فما قلته لم ليس هو الحل الجذري للمشكلة بل هو حل مؤقت! فإما أن الأمر يتعلق بحالتك النفسية أو أن الأمر يتعلق بهذه النوعية من الدراسة، أو الاثنين معاً وفي كل الأحوال بداية الألف ميل تبدأ بخطوة... والبداية نصف الطريق –كما يقول المثل، المهم أن تكون هذه الخطوة في الطريق الذي يناسبك.. حالتك النفسية يسودها الحزن وعدم الرغبة في التواصل مع الناس، مع استرجاع الأفكار السيئة حول الفشل وقلة الأمل في المستقبل وغير ذلك من أعراض الاكتئاب، ويمكنك قراءة:
حزن وكسل الحل: ض ح ن
رسالة من تحت الماء: ستسبح بإذن الله
سأحكي لك قصة لزميل ناجح ومتفوق في عمله، التحق بكلية الطب والتي لم يكن يريد الالتحاق بها وظل يدرس بها ثمان سنوات دون الحصول على شهادة التخرج، ثم وقف مع نفسه وسألها ماذا أريد؟ علي أن أستمر في هذه الكلية أربع سنوات أخرى حتى أكون طبيب.. وهو مجال لا أحبه، ولماذا لا أدرس ما أحب؟ لماذا لا ألتحق بكلية تكون مدة الدراسة بها أربع سنوات؟ وبالفعل غير اتجاهه والتحق بكلية أخرى.. وهو الآن يعد رسالته للدكتوراه ويعمل في مكان مرموق!!
ومن هذه النماذج يوجد كثيرون ممن فكروا وحددوا أهدافهم التي تتناسب مع إمكانياتهم العقلية والذهنية والنفسية وغيرها ثم غيروا اتجاهاتهم وبدأوا من جديد... وبرغم الصعوبات التي واجهوها إلا أنهم وصلوا إلى الهدف...أخيراً يمكنك مراجعة ما كتب حول مشكلات المذاكرة فيما يلي:
كيف أذاكر ؟؟؟
قبل الامتحان : خوف أم قلق؟
كيف أذاكر موادا كثيرة في وقت قصير؟
النسيان : أمي وأختي والزمان
إضافة إلى مقال د. محمد المهدي: قلق الامتحانات، أهلا بك دوماً وتابعنا بأخبارك.