البكاء والمواجهة مشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بارك الله فيكِ أختي العزيزة مشمشة، لقد احترمت إرادتك وتدينك أحسبك كذلك ولا أزكيكِ، وكذلك أحيكٍ د-حنان على آرائك القيمة وأنا معجبة للغاية بردودك، طرحت أختي الغالية مشكلة أعانى منها ألا وهى البكاء عند المواجهة.
أنا كذلك مع والدي فقط لكن مع باقي الأشخاص أواجه حتى لو أنهرت أعاود المحاولة والدي شخصية رائعة بمعنى الكلمة دين ودنيا وثقافة مروءة شهامة ورجولة مع أهل بيته وخارجه أحبــــه جدا حماه لي لــــــــكن الكمال لله وحده.. والدي يعبر عن حبه بشكل عملي رائع ..لكن اللمسة الحانية والكلمة الحلوة قليلة ونادرة جدا عنده.. تلك المشكلة تعلمت كيف أتجاوزها وأنظر للنصف الآخر من الكوب وأسعد بثنائه وتشجيعه إن حدث، لكن لب المشكلة أن والدي متمسك جداا بآرائه ودائما حتى لو خالفته أكتشف بعد هدوئي أن ألحق كل الحق معه لأني مازلت صغيرة وهو صاحب الخبرة والدين والسن،
فإن حدث وأبيت أن أستسلم وناقشته يثور ويعلو صوته وغالبا لا يقول الأسباب التي دفعته لاختيار هذا الرأي وإن ضغطت يوضحه لكن بعدما أكون بكيت أمامه غالبا وغضبت وأعماني الغضب عن رؤية الصواب.. ومشكلتي مركبة فأنا حساسة وسريعة البكاء فلا استطيع إكمال النقاش.. وكذلك أبى ينفعل ولا يناقش ابداا، ومن فترة أصبحت أؤثر السلامة وأوافقه حتى لو كنت غير مقتنعة لأني اعلم كيف ستكون النهاية وأعلل ذلك قائلة بأني لن أغير آراءه بعد ذلك العمر، وكذلك لا أحب أن أظهره في صورة المخطأ.. كما أنني إن أثبت صحة رأيي أنا وليس رأيه هو (بيقفل الموضوع) فكذلك هو الرجل الشرقي!!
وهذا الأمر يمثل خوف (معقول) من الارتباط فلتدين والدي تعديت الصفة الأساسية في شريك حياتي المستقبلي التي هي التدين إلى سمات شخصيته.. نقاشه.. تفهمه لظروفي النفسية.. الثناء الغير مفرط (التشجيع الإيجابي) الكلمة الحلوة.. أخشى أن أرتبط بأحدهم واكتشفت انه مثل أبى في ذلك الجانب أو يتعداه.
أعلم أن الله لن يضيعني بالاستخارة لكن كذلك واجب الأخذ بالأسباب، فكيف أعرف ذلك من مجرد عدة مقابلات يظهر فيها العريس بأبهى حلة؟!!! خصوصا إن هناك شاب سيتقدم لي قريبا واعذريني على الإطالة ولدى الكثير أتمنى أن أتحدث معكم فيه فانتظروني قريبا :)
حفظكم الله لشباب الإسلام.
15/7/2006
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
أرجو أن تعذريني إن أطلت عليك فملفك كان مختبئا في مكان غير مكانه (ابتسامة نادرة) الابتسامة صادقة بالطبع ولكن البداية مثال لما تفعلينه في التملص من مسئوليتك عن طبيعة العلاقة بينك ووالدك فأنا ألوم الملف وأنت تلومين والدك.
من الواضح أن والدك مثال نموذجي للوالد العصبي سريع الانفعال والذي يشجعه على سلوكه استسلام الآخرين له, فبينما تواجهين مرة تنهارين أمامه مرات ولا ألومك إن فضلت التنحي عن المعركة فالقوى في الحقيقة غير متكافئة لا من حيث العمر والخبرة ولا السلطة وطبعا والدك حفظه الله متفوق فيها فلا تلومي نفسك كما تفعلين بطريقة لا شعورية على استسلامك له أو الاكتفاء بالحد الأدنى من الاعتراض إن كان الأمر غير هام.
اختيار المواضيع التي تعبري فيها عن موقفك هي المحك المطلوب فلا تحولي علاقتك بوالدك إلى شحناء دائمة على أمور تافهة. تنهارين أثناء المناقشة لأنك تستخدمين درجات عالية من الطاقة النفسية تجعلك سريعة الاشتعال وأنت تفعلين ذلك لأنك تعرفين أنك ستواجهين معركة ليست متكافئة ومع ذلك أنت صلبة تماما كوالدك ترفضين الاستسلام بسهولة. ابدئي بمراقبة وتعلم طريقة مناقشته واجعلي هدفك مناقشته والتعبير عن رأيك لا الانتصار عليه ثم اختاري المواضيع الهامة حقا كي تناقشيه فيها فمثل هذه الشخصيات قد تقبل النقاش أحيانا في بعض المواضيع ولكن كثرة مجادلتها تجعلها كثيرة الغضب سريعة الاشتعال فلا تكوني وقودا لهذا الغضب ولا تعرضي نفسك للاحتراق إلا لغايات هامة فعلا.
أتوقع أن يكون والدك متعلما لدرجات عليا بالإضافة لإعالته الأسرة مما يشعره بالثقة في نفسه وهي أمور لا علاقة لها بدرجة تدينه, ولا يسمح عموما بالمناقشة التي قد تهز سلطته متناسيا ضرورة وأهمية إفساح المجال أمام الصغيرة كي تتعلم وتنضج, فلا بأس عليك تعلمي منه الأمور الإيجابية واقبلي أن يكون هو نقطة ضعفك إن كنت قادرة على النقاش والتعبير عن نفسك مع غيره فمع الوالدين قلما يكون هناك فرص حقيقية للتغيير.
لا مقياس للحكم على صدق الناس سوى التعامل الواقعي معهم وكما لن يستطيع أحد ارتداء بذلة رسمية طول فترة الخطبة لن يستطيع التظاهر في سلوكه وشخصيته ولكن لا تكوني صارمة كوالدك في الحكم على الناس وأفسحي المجال أمام الآخرين للتعبير عن أنفسهم دون أن يخشوا حكمك عليهم, ولا تنسينا وأسمعينا أخبارا مفرحة إن شاء الله.