إخوتي ..!؟
بسم الله الرحمن الرحيم، السادة الأفاضل أصحاب الموقع المتميز تحية طيبة من عند الله مباركة، الأطباء الأفاضل.. بارك الله لكم حسن مشاركتكم ومجاوبتكم المفيدة على أسئلتنا.
القراء المحترمين. شكرا لاطلاعكم على مشكلتي ومشاركتكم لي في الرأي، وبعد....
مشكلتي تنحصر في سوء معاملة إخوتي الأصغر مني... أنا يا سادة أخ كبير تربيت في عائلة بسيطة جدا ومتواضعة وذو وضع اقتصادي مضمحل يكاد يكون متوسط وحسن أحيانا وسيئ اغلب الأحيان فوالدي رجل يعمل موظف بسيط وراتب يكاد يكون منعدم كان والدي قاسي الطباع يرهب من أمامه خلق فينا الجبن والخوف منه ومن الناس في الشارع كان عندما يحدث أي مشكلة بيننا وبين احد المارة في الشارع يرهبنا ولا يأخذ بحقنا فعلمنا الجبن والخوف من الناس.
أمي سيدة ضعيفة الشخصية كثرا ما تشب المشاكل والسب والضرب لها من قبل والدي دون سبب مقنع... كبرت ودخلت الجامعة وبدأت أعرف الناس وأحب الصداقة التي حرمني منها والدي وبعيد عنه بدأت أشم وأتلذذ طعم وحلاوة الدنيا فعلمت أنني قد حرمت من أشياء جميلة وحاولت أن استفيد منها وقوبلت برده فعل جميلة من قبل من حولي حيث أحبني الجميع وتوسموا في الشهامة والرجولة والطيبة والعطف والحنان..
أنا إنسان كثيرا عاطفي وطيب القلب فالكل انحاز إلي وتعلمت منهم الكثير والكثير من الأشياء الحسنة والرجولة التي أفقدنيها والدي في بيتنا البسيط... وصلب المشكلة هنا أن لي أخوة يصغراني بفرق سن بيني وبين الأول حوالي 2 عامين والثاني فرق سن بيني وبينه حوالي 5 أعوام والحقيقة يا دكتور هنا تكمن مشكلتي حيث أن إخوتي لا يحترمونني فأرجعت السبب لأنهم متأثرون بشخصية والدي القاسية والهدامة ولم يكن لهم الحظ في الالتحاق بالجامعة مثلي وهذا من دورة اثر عليهم بالسلب فأصبحوا ذو شخصية ضعيفة وسلبيه ومستفزة لأبعد الحدود حتى أنني عندما انتهيت من دراستي بالجامعة فكرت في ضم إخوتي والتعامل معهم بالحسنى وان اشدد بأيديهم وأعوضهم ما فاتهم في الصغر من حنان وتعامل بالحسنى والطيب لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ولم تأتي الظروف مواتية لما فكرت فيه وخطط له... حيث عاملوني إخوتي بمنتهى قلة الذوق وأنا أعاملهم بمنتهى الأدب.. أقدم لهم الإحسان فيقدموا لي الإساءة..
والله العظيم يا دكتور كما أحدثك أعاملهم معاملة حسنة جدا.. فأقابل بمنتهى الاستهزاء وعدم الاحترام.. فيتكلم الصغير بأسلوب مستفز أمامي وعندما اردعه يقوم بتعلية صوته عليا ويقول لي أنا عصبي ولا أحب احد يكلمني بأسلوبك هذا.. وأخي الثاني لا يعجبه أي شيء أقدمه له حيث أننا الآن نعيش في بلد عربي غير وطننا مصر وبعيدين عن أهلنا فأقوم أنا بتولي المسؤولية وأصرف عليهم وأغديهم وأقوم بتوفير جميع طلباتهم فيقوم أخي الأخير باستفزازي ورمي الكلمات الهدامة على أكتافي وأنا أتحمل وأتحمل على عنقي السب والإهانة مراعيا رب العباد أولا ووالداي ثانيا.
هل كما يقال أنه من يزرع المعروف في غير أهله يكن زم عليه ويندم.. هل هذا ينطبق على حالتي.. فأكف عن تقديم المساعدة لهم حتى أردعهم وأحتج ويفهم كل منهم أنني أعيش معاناة... أم أقدم لهم الإحسان دائما حتى ولو قوبلت بالإساءة ومن من؟؟ من إخوتي الأصغر مني؟؟ هل هو مرض فيهم العصبية والنظرة التشاؤمية خلقها والدي فيهم من جهلة بمعاملتنا وتربيتنا؟؟ فأقدم لهم العذر وآخذ بأيديهم ومن يزرع الخير يحصده لا محالة..؟؟؟
أنا محتار هناك من يقول لي قف عن مساعدتهم حتى يعتمودوا على أنفسهم ويحترموك ويعرفوا أنك هنا في هذه البلد الغريب ولي نعمتهم وبدونك سوف يشردون جوعا ويهلكون فيرتعدون ويعملون أن لك شأنا كبيرا عندهم..
أفكر في ذلك ولكن حنيتي وعطفي وحبي لهم يمنعني عن فعل هذا فأكشر عن أنيابي أمامهم لحظات وقلبي يتقطع عليهم حزنا وألما من قسوتي التي سرعان ما تذوب في لحظات ويحل محلها الحنية والعطف والشفقة عليهم... وآخرون ينصحونني بان أقدم لهم الحسنة وأبتعد عنهم نظرا لأن النصيحة لا تأتي بثمارها معهم...
أنا تعبان جدا جدا يا دكتور وبدأت اشعر أنني ضعيف الشخصية لا أردع إخوتي الذين لم يربوا التربية الحسنة على حد قول جميع من يعرفهم ماذا تنصحونني أن أفعل مع إخوتي أي برنامج من قبلكم أنا مستعد أن أنفذه لأنني حائر وكيف أتصرف في قلبي الذي يملأه الألم عليهم دائما والتفكير في شئونهم رغم أنهم لم يفكروا في لحظة واحدة..
وهل هذا الذي أعاني منه مرض نفسي فأزور طبيب في اقرب فرصة.. أم ماذا؟... أنا حائر جدا في أمري.
وفقكم الله لما فيه الصواب والخير.
15/12/2006
رد المستشار
أتعلم لماذا كانت أحلى سنوات حياتك في الجامعة؟
لأنك حينها رأيت نفسك جيدا عندما رأيت الآخرين فعرفت نفسك وعرفت ما ينقصك فأصبحت أفضل. وساعدك على هذا أنك شخص سهل لست صعبا حين يلزم التغيير أو حين تتفاوض من أجل أن تكون أفضل فقد يأخذ ذلك من عمر الآخرين سنوات وسنوات دون أن يحققوا ما حققته أنت في أربع سنوات استطعت فيهم أن تعلو عما نشأت عليه.
ولكن.. أتعلم لماذا أنت الآن غير سعيد؟
لأنك أصبحت لا ترى إلا نفسك ونسيت الآخر الذي هو "أخواك" الأصغر منك!!
فأنت لا ترى كيف هم يرون؟ كيف هم يشعرون؟ أي اختبارات تتصارع بداخلهم؟
ونسيت أنهم لم يشهدوا الحياة كما عشتها -في الأربع سنوات- ونسيت أنهم لم يروا الاختلاف الذي غيرك، وقفزت للحصول على نتيجة سريعة فأصبح الأمر صعبا ولا يرضيك ووقفت أمامه تتساءل مرة هل أنا مريض؟ أو مرة لمن حولك ماذا تفعل معهما فيقولون لك ما يقولون وهم لا يفقهون شيئا!!
وسأعطي لك نقطة الانطلاق وأنا متأكدة من نجاحك لأنك شخص جميل بحق... فأنت في أوائل العشرينات وأخواك أحدهما يصغرك بعامين والآخر بخمسة أعوام فهما مراهقان، هل تستطيع أن تتصور حال مراهق عاش بين والدين كما قصصت لنا مضافا إليه "غربة" وعالم افتقداه تذوقته أنت فعرفت طعم الجمال رغم خروجك من بؤس فأنت لم تعرف الحلو إلا لأنك عشت مرا ولم تتذوق إلا لأنك حرمت فهل نطلب منهما أن يروا الجمال ويتذوقا وهما لم يعيشا إلا مرا ومحرومين؟!
فقد تكون رغم كل ما تفعله بالنسبة لهما سجنا جديدا وهما قد خرجا لتوهما من سجن والديك!! فعلام تحاسبهما أو ماذا تتوقع منهما الآن؟
فلا يكفي أن نقدم النصح لمن نحب ولكن يبقى الأهم كيف نقدمه!
ولا يكفي أننا نحب من نحب ولكن يبقى الأهم ألا ننتظر مقابل حبنا! حتى نكون محبين بحق.
ولا يكفي أن تكون الأخ الأكبر ولكن يبقى الأهم أن تكون الحضن الأكبر.
ولا يكفي أن ننتظر النتيجة المرجوة ولكن يبقى الأهم أن نتصبر بفهم.
ولا يكفي أن أقول لك أنهما مراهقان ولكن يبقى الأهم أن تقرأ في خصائص المراهقة وكيفية التعامل مع هذا السن من خلال الكثير من الروابط التي أثْرَت هذا الموضوع:
مشكلات المراهقة
مشكلات المراهقة مشاركة
التقلب المزاجي.. طبيعي في المراهقة
مراهقةٌ بعد العشرين!
ولكن تذكر قبل النقر عليها أنك لا تحمل "مرضا نفسيا" ولكن تحمل "قلبا حنونا" قلما يجود الزمان به
ليتك أخي يا "علي"....