السلام عليكم؛
بعد التحية على المجهود في هذا الموقع أرسل لكم تفاصيل مشكلتي.
أنا شاب من أسرة ثرية إلى حد ما توفي والدي وأنا في العاشرة من عمري، قبل هذا كنت من أوائل الطلبة على مدرستي والمنطقة، واستمر هذا التفوق بعد الوفاة لمدة 3 سنوات ثم بدأ مستواي يقل تدريجيا بسبب شعوري بالوحدة رغم تعدد صداقاتي ولكن التي كانت من مستوى معين من الطلبة المتفوقين والمتدينين والتي كانت غالبا لا تخرج عنهم، ولكن رغم هذا بدأت أخالط بعض رفقاء السوء وبدأ مستواي الدراسي في الانحدار منذ هذا الوقت، لم ينحدر بدرجة كبيرة ولكني أصبحت في ذيل قائمة المتفوقين
وبمجرد دخول المراهقة، وبالصدفة تعرفت على العادة السرية التي كانت تخلصني من الضغط النفسي الذي أحس به نتاج الوحدة وعدم الثقة بالنفس والإثارة المصاحبة لبدايات الشباب، وبدأ مستواي ينحدر أكثر في الثانوية العامة، فأصبحت خارج قائمة الطلبة المتفوقين، وبدأت ثقتي بنفسي تتزعزع بقوة وهو كان شعور سلبي لم ينبني عليه فعل بل ازددت كسلا وإحباطا وتخرجت من المدرسة ولم ألتحق بالكلية التي كنت أرى نفسي فيها بفارق درجتين.
وساقتني الأقدار إلى أن دخلت والحمد لله أقوى جامعة خاصة في مصر والمشكلة أن جو مجتمع الجامعة كان غريبا جدا جدا عن ما تربيت عليه، فكان منفتحا للغاية، مما زاد مشكلة الثقة بالنفس عندي، زاد وزني إلى حد كبير وأصبحت أمارس العادة السرية بشراهة هروبا من المذاكرة وأصبحت أتخيل نظرات الطلبة لي وخصوصا البنات أنها إن لم تكن نظرات ضيق فهي على الأقل غير محببة، وأصبحت أنظر للبنات وأتمنى أن أصاحب أي واحدة منهن، ولكن في نفس الوقت أناقض نفسي يعني إذا جت واحدة قالت لي أنا عايزه أذاكر معاك أو أخرج معاك كنت أصدها حتى لا يراني أحد أفعل شيء محرم، يعني حتى مجرد الكلام مع البنات.
أنا الآن وصلت إلى المرحلة التي انقطعت فيها عن الصلاة فترات طويلة مع إني كنت أصلي بالمسجد، وانقطعت عن القراءة مع إني كنت قارئ ومثقف جدا، كما وصلت إلى المرحلة التي أصبحت لا أبالي بنظرات الناس حولي ولكن أنا نفسي أصبحت احتقر نفسي لتفريطي في مواهبي وعدم الاهتمام بجسمي ومنظري ولانسياقي خلف رغبات نفسي إن كانت شهوة أو تفريط في مذاكرة، علاقاتي الاجتماعية أصبحت محدودة، وليس لي أي شخص أثق فيه لأبوح له بما أشعر به، أصبحت معزولا بلا سبب، وفي نفس الوقت عندي هذا النداء الداخلي إني أحسن من الناس كلها وأذكى منهم ولكن أنا بس اللي مش با سعى (تناقض يعني) ماذا تنصحوني بفعله لأخرج من هذا الإحباط.
وشكرا
03/02/2007
رد المستشار
صديقي؛
إن ما حدث لا يغير من الأمر شيء في أنك تقدر تمام القدرة على اتخاذ أي اتجاه أو أي سبيل تختاره... فلقد جربت الالتزام العلمي والاجتهاد والامتياز والسعادة... ثم أغرقت نفسك فيما لا يجدي وفقدت اتزانك إلى درجة أنك اعتقدت أنك تفعل خيرا بعدم تحدثك مع زميلاتك أو التعامل معهن على مستوى الزمالة والصداقة.
ويمكنك استعادة اتزانك عن طريق أن تبدأ بدايات صغيرة وأن تأخذ خطوات بسيطة وسهلة وصغيرة في اتجاه التوازن والامتياز مرة أخرى... ليس هناك ما يمنعك حقيقة... وإذا كان هناك ما يمنعك، فما هو؟؟؟
يمكنك البدء في أن تعتني بنفسك من ناحية جسدك ومظهرك وملبسك.. ليس هناك ما يمنع هذا على الإطلاق... يمكنك أن تمارس الرياضة الخفيفة مثل المشي... يمكنك أن تختار ماذا تأكل وبأي كمية... يمكنك أن تعتني بهندامك في أبسط الأشكال.
يمكنك أن تقرأ إذا حفزت الفضول لديك في أي موضوع... يمكنك الذهاب إلى المسجد مرة أخرى من حين لآخر (مرة في الأسبوع مثلا ثم زد ما شئت تدريجيا).... يمكنك أن تبدأ في اكتشاف وتنمية مواهبك ويمكنك أيضا الاستمرار في احتقار نفسك... الأمر والاختيار يرجع إليك كلية.
الهروب بالشهوة والتفريط في العمل أو المذاكرة هما علامة على أن علاقتك بنفسك ليست جيدة... لماذا لا تصادق نفسك وتفعل تجاهها ما قد تفعله تجاه من تصادق أو تحب أو كما تتخيل هذا إن حدث إن كان لديك الآن أو كان لديك في الماضي أو سيكون لديك في المستقبل صديق أو حبيب، فما الذي ستفعله من أجله وبماذا سوف تنصحه إن رأيته في مثل حالتك اليوم؟؟؟ كيف ستساعده؟؟؟
تقول إنك أصبحت معزولا بلا سبب..ما رأيك في أن تغير اتجاهك بلا سبب أيضا؟ وأن تعي أن التعامل مع الآخرين له فوائد جمة وأنه في مصلحتك ويساهم في نجاحك وتوازنك كإنسان؟
واقرأ من على مجانين:
حالة ضياع .. معنا ستجدين نفسك
هل هو عدم ثقة في النفس؟
كيف تفهم نفسك؟ مبادئ
كيف تنمي ثقتك بنفسك، متابعة
كيف تكون نفسك؟
واقرأ أيضًا وتابع ما ينشر دوريا ضمن باب تأكيد الذات، وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
ويتبع ..........: أنا ضعيف أمام نفسي..مشاركة