إلى متى يستمر هذا الموقع في الضحك علينا؟
أخي العزيز وائل، تحية طيبة وبعد؛
لقد ساءني ما أرسلته أختنا دعاء في أننا لا نرد على بعض الاستشارات؟!، فهل معنى ذلك أننا نضحك عليها أو على غيرها، وأنت أخي وائل كطبيب نفسي تعلم تمام العلم أنه ليس من المفروض على أي طبيب نفسي في العالم كله وبالإجماع: أن يقبل ويتقبل أي نوعية من المرضى النفسيين، ونحن بشر نحب ونكره، ونميل ونتعاطف مع البعض من المرضى، ونبغض أحيانا سلوكيات بعض المرضى، ونحن لا نملك قلوبنا تمام الملك!، وكان قدوتنا صلى الله عليه وسلم يقول ذلك عن ميل قلبه لبعض زوجاته أكثر من الأخريات، ولكن هذا لا يمنع عدله بينهن في الفراش والنفقة؛ فكان يقول صلى الله ع ليه وسلم: اللهم إن هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما لا أملك، يقصد ميل قلبه صلى الله عليه وسلم لبعض زوجاته.
أختي العزيزة دعاء؛
أقسم بالله العظيم أن هناك من استشارات وتعليقات البعض من القراء ما يرفع ضغطي ويثير حفيظة نفسي، وهذا عن نفسي شخصياً، وما أدري ماذا يحدث لبعض زملائي من المستشارين؟!، وأسألك أمن الأفضل ألا أجيب؟! أم أرد وأصب جام غضبي على من استثارني واستفزني؟!، ونشعل معركة كلامية نحن في غنى عنها؟!، بالطبع العبد لله يفضل غالبا ألا يرد لقوله تعالى: "......... وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " (آل عمران: من الآية 134)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء (الجدال) وهو مُحق".
فهل أرفض فضل كظم الغيظ وترك الجدل بلا فائدة وأخوض مع الخائضين في حوارات الكاسب فيها هو خاسر حقيقي؟؟!.
وسأعطيك بعض الأمثلة:
شخص ما قام المستشارون الأفاضل بالرد على رسالتين أو ثلاثة من رسائله وهو موسوس ويريد مستشارا رابعا بعينه يرد عليه!، ولن أقول لك عن طول كل رسالة! فهي لا تقل عن خمس صفحات وفي كل سطر منها على الأقل ثلاثة أخطاء مختلفة بحاجة إلى تصحيح، ولأن التصحيح شيء ممل ويثير كثير من الاستفزاز والمضايقة لدى المصحح أو المستشار، والمهم أن المشكلة قائمة كما هي ولم ينفذ شيئاً مما طلبه منه المستشارون السابقون، والله لو هناك مستشفى ملك للسيد والده ومتخصصة في الطب النفسي وطلب المريض من والده هذا الطلب فلن ينفذه له؟!
وتسألين لماذا وهي مستشفى تابعة لممتلكات السيد والده وله فيها الأمر والنهي؟ وأجيبك أن هذا أمر يعيق علاج المريض نفسه، ونصطلح أحيانا على تسميه سلوكه "بإدمان تسوق الاستشارات"، فهو يرازي (من الرذالة والمرازية) فقط في المستشارين ويكتب لهم ولكنه لا يحاول أن يغير نفسه إلى الأفضل!، أضيفي إلى ذلك أنه لن يتفق على الإطلاق طبيبان اثنان على اختيار نوع واحد من العلاج لمريض واحد؛ وهذا معروف للاختلافات بين البشر، والمستشارون من البشر، فلمن سيسمع ولمن سيستجيب من بينهم؟!!.
وأزيدك أختي دعاء من الشعر بيتا:
هناك من طلاب الاستشارات مجموعة هدفها نشر الفاحشة بين المؤمنين!!، فهو يرسل وبأسماء مختلفة وبريد إلكتروني مختلف نفس الاستشارة عن الشذوذ الجنسي لنفس الموقع ولأكثر من موقع آخر عارضا تفاصيل شذوذه، ويسمع نفس الإجابات؟! فلصالح من هذا النشر للفاحشة؟؟!!
ولدرجة أن الطبيعيين جنسياً بدأوا يشكون في ميولهم الجنسية الطبيعية؟!، ومنها استشارة لطيفة أرسلتها أخت لنا، وكتب عنوانها أخي الدكتور وائل: هل العَبْط من الماسوشية؟، ولا أدري لماذا قرأتها أنا العَبَط من الماسوشية؟!، بفتح العين وليس بالسكون وطبعا استمررت أراسل الدكتور وائل أن يغير العنوان طوال اليوم حتى لا يظن أحد أننا نسخر ممن يستشيروننا!!، وإن لم نفعل هذا ولم نقصده في الحقيقة!.
أختي دعاء؛ هناك مجموعة ثالثة مستفزة وهم ما أطلق عليهم "أهل السفسطة" وهي كلمة قديمة تعني حب الجدل وبدون فائدة تُرتجى، والمعروف أن المسلم لا يضيع وقته إلا في الجدل المفيد الذي يثري الفكر أو يغير فكراً معوجاً أو يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر، أما الجدل محبة في الشهرة والجدل وطق الحنك وإشباع شهوة الكلام وخلاص فليس من صفات العقلاء على الإطلاق!.
وأضرب لك مثلا ممن رددت على استشارتهم حتى أختصر لهم الوقت، وإذ بي أُفاجأ بواحدة منهم تفرض نفسها علي في الشات، وغصب عن أبويا الله يرحمه لازم أرد عليها وإلا فأنا وحش ونصاب، وكأن غلطة عمري أنني رددت على استشارتها، فقلت في نفسي رغم انشغالي الشديد سأرد عليها وأجري على الله، وإذ بها تسألني: لماذا بعض الناس غير المؤمنين بالله تماما لديهم بعض الأخلاقيات الجيدة؟ وأجبتها عن سبب هذا السؤال أولا فردت: حب استطلاع واحتمال أعمله بحث في المستقبل!!!!، فرددت عليها، يا بنيتي العزيزة هم يفعلون ذلك بجزء من فطرتهم السليمة والتي لم تلوث بعد، ووالله إلى الآن لا أدري ما قيمة هذا السؤال؟!.
وهي إلى الآن مصرة على أن أجيب وأدخل معها في شاتنج والعبد لله ودن من طين وودن من عجين؛ والسباب ينهمر كالمطر بل كالسيول الغاضبة أمام عيني على شاشة الكومبيوتر والحمد لله أن الصوت عطلان عندي؟!!. وهذا ليس إلا غيض من فيض ولدينا أكثر إن أردتم أن تسمعوا، ولكن نقول "حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
ابنتي دعاء؛ بعد كل هذا الكلام أطلب منك الدعاء لنا بالرحمة والمغفرة والعون منه تعالى على تخصصنا الصعب، ولعلك تلتمسين لنا عذرا في التأخر أو عدم الرد على بعض الاستشارات، وابعثي لنا بمشكلة حقيقية مؤثرة تؤلمك وستجدين منا الرد السريع الشافي بإذن الله
أخوكم أ.د مصطفى السعدني
23/4/2007
رد المستشار
أشكرك يا دكتور مصطفى ربنا يكرمك فأنت من أكثر الناس إدراكا وشعورا بما نلاقي في هذا المجانين، وها أنت ترانا رغم ذلك "مش عاجبين"... الحمد لله الذي نبتغي وجهه، ونحتسب الأجر عنده سبحانه، ماذا أقول لك غير بارك الله فيك وأجزل لك العطاء، وبارك لك وعصمك ورضي عنك ورضَّاك.