نفسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة تبلغ من العمر 19 عاما طفولتي غريبة وحيدة حزينة، أكره أمي وأبي هذا كان سري في صغري شبابي حزين من هملهم وتضييع لأمانة الاستخلاف وعبادة الرحمن كما ينبغي
أهلي ليسوا ممن يعذبون أبناءهم أو يحرمونهم لكني لا أجد لديهم الحب والحنان...... بيننا حواجز جسور الصين العظيم لا يفهمون لغتي كل آرائي خطأ وكل حياتي جنون ودلع وطفولة ساذجة، مع إنهم مثقفون ومتدينون إلا أن حياتهم جامدة ومملة، وأنا التي لا أشكر النعمة ولا أصونها لدرجة ذبذبتني ولم أعد أعرف شيئا وأصبت بمرض لا أدري وحيرة أبدية أتساءل هل ستنتهي دوامتها المهم سأدع الماضي للماضي وأقول لك ما أعاني هذه الأيام
أنا طالبة في كلية الطب سنة ثانية ما دخلت الطب إلا لأكون طبيبة نفسية لحبي لهذا المجال ومعاناتي منه وكما تعرف كم يحتاج الطب من جهد، أو المفروض أن يبذل من جهد لكني لا أحب المذاكرة لا أستطيع التركيز لا أستطيع ضبط نفسي رغم كل قلقي وحسراتي منذ أيام الدراسة ولكني كنت متفوقة ولم يقل ترتيبي عن الأول وفي الثانوية حصلت على معدل الطب،
ومر عامي الأول ونصف الثاني ونجحت بجيد جدا وكان ذهول أهلي وذهولي فأنا مهملة لدرجة لا تتخيلها لكن لدي طرق عجيبة للمذاكرة في وقت قصير ومعرفة الدكتور وتوقع الأسئلة لدرجة أن دكتور كل محاضرة أذاكرها يجيب نفس الأسئلة اللي توقعتها مع إنه عمره ما يلمح بس أنا عارفة شخصيته،
أنا حاسة إني مقصرة لأني أنسى كل شيء وأخرج من الامتحان لا أتذكر ما حليت سأكون طبيبة فاشلة إن استمريت هكذا، لكن عندما تفشل في اليوم ألف مرة أن تركز وتذاكر وتحفظ وتبكي على أحلامك وأنك لولا هذا الحاجز لكنت الأول بلا منازع، وأيام الامتحانات تنقلب شخصا آخر لا يترك الكتاب غير أن الوقت لا يسعف لإتمام كل شيء إني لأتساءل هل هذا طبيعي؟؟؟؟
المشكلة الثانية: كما قلت لك إني أريد أن أكون طبيبة نفسية وهذا دوما يدفعني إلى محاولة الغوص لأعماق الآخرين لكن بدأت أحس إني في طريقي للجنون بدأت أحكم على الناس من ما وراء كلماتهم وأحلل كل كلمة قلتها لإنسان أو قالها لي وكل نظرة وحركة دوامة تشعرني بالصداع والهروب إلى النوم إن أسعفني،
أصبحت أكره كل الناس لأنهم يكرهونني أو على الأقل لا يحترمونني خلل كبير صار بثقتي في نفسي وإني لا أعجب حين قالت لي صديقاتي أنهم يتعلمون مني الثقة بالنفس عجبت ولكن تذكرت أن هذا حالي دوما ما بداخلي لي وحدي والظاهر دوما عكس ذلك،
المهم أنا أصبت بالوسواس القهري في الصلاة والوضوء في الثانوية وإني لأدعو الله لك ولصديقتي التي أعطتني كتابك عن الوسواس القهري لأعرف أن ما بي مرض والحمد لله تعالجت وشفيت فهل عاد لي المرض بصورة أخرى؟؟؟
كلما أفكر أنهار جدا وإني لأحمد الله أن مر علي الكورس الماضي بسلام من كثرة بكائي إن أكون مرضت مرة أخرى ولا أحد يدري عني إلا ربي، وما يزيد عذابي إني في مرضي السابق كنت مقتنعة أني مخطئة أما الآن فأحس أن فعلا كل الناس يكرهونني ولا أشك بذلك
وما يدفعني للكتابة الآن بقايا إرادة أخاف أن تلتهمها الأيام فجئت أكتب على عجل لآخر بصيص من نور لأن أهلي لا يمكن أن يعيدوني إلى الطبيب مرة أخرى وسيقولون إني أستحق هذا
المشكلة الثالثة: مشكلة الزواج، أنا أخبرتك أني لا أحب أمي وأبي ولا أتحمل أي كلمة منهم لذلك كافية خيري شري لا أطيع ولا أعصي لكن أختي تقول إني بذلك عاقة وأنهم عندما يكلمونني أتنرفز بس والله غصبا عني ممكن تفهمني وأنا اللي بأحزن أكثر منهم وأي إنسان بزعله بأدفع أضعاف حزنه من دموعي ووقتي مع إني أبدو حجرية القلب
المهم فكرت إني لو تزوجت سأرى من أبنائي نفس معاملتي وكرهي لوالدي وهذا مالا أطيق ثانيا أنا لست على قدر عال من الجمال فأحس إني لن أسعد زوجي لأنه مهما كان رجل
وأيضا أعاني من مشكلة لا أدري ما أقول عنها لكنها عاملة لي عقدة وهي الشعر الكثيف على جسدي فقررت أن لا أتزوج أبدا ورفضت عريسين تقدما لي وأنا في سنتي الجامعية الأولى للأسباب الفائتة إني لا أستطيع أن أكون أما وزوجة إضافة لخوفي أن لا أعطي أبنائي الحب والحنان والتربية اللازمة وما ذنب من أتزوجه أن أظلمه بإنسانة كلها أحزان،
بالإضافة لشطحات عقلي التي وصلت أخيرا أن من أحلم به ليس موجودا على الأرض، فأخاف أن أضيع سنوات عمري وأندم بعدها
أتمنى أن ترد علي سريعا وتروي شيئا من حيرتي لأن امتحاناتي اقتربت وللآن لم أذاكر وأفكر بأن لا أمتحن للهم الذي أصابني من الشك في الآخرين والعودة للمرض
11/05/2007
رد المستشار
الابنة العزيزة أنا جدُّ آسف -لتأخرنا في الرد- فهذا تقصير أنا المسئول الأول عنه، سامحيني ..... لا وقت يا ابنتي الآن لديك إلا للتعامل مع نوبة الوسوسة التي أصابتك، والتي تبدو متأرجحة بين الوسواس والفصام أو ربما حتى أقرب للأخير، يجب ألا يكون هناك تردد من قبل أسرتك في عرضك على طبيب نفسي وعليك بمفاتحتهم في الحال.
الحمد لله الذي جعل من مخطوطنا الوسواس القهري من منظور عربي إسلامي فاتحة خير وطريق بحث عن العلاج وصولا للشفاء بإذن الله من مرضى وسواسٍ قهري ومرض بأمراض نفسية أخرى والحمد لله.
لكننا يا ابنتي نشفق عليك من كل هذا الذي حكيته على مجانين ونود تذكيرك بقولك: (هذا حالي دوما ما بداخلي لي وحدي والظاهر دوما عكس ذلك).....، فهذه واحدة من كبرى فخاخ مرضى الوسواس القهري خاصة المغرقين في أحلام اليقظة والتفكير الاجتراري ..... وأنا أناقش معك فقط في خلفية الفخ: (دوما ما بداخلي لي وحدي والظاهر دوما عكس ذلك) لأقول لك ما بداخلك لك وحدك ولكن ليس شرطا أن الظاهر عكس ما تحسين باطنا تماما فقد يكون مخالفا له بشكلٍ آخر، أي لا يشترط أن يكون نفيه أو عكسه..... وأنا أقول لمرضاي افترضوا أن حجابا يفصلكم عن حقيقة أو حقائق ما بداخلكم ولو اضطررتم تصرفوا حسبما يرى الآخرون! .... ليس بناء على ما تشعرون تصرفوا كما يجب التصرف بغض النظر عن بماذا تشعرون فقط لبرهة من الزمن........ فيمنح الله بعضهم الشفاء من عنده! -ولكن أنا هنا أتحدث عن أناس تعتعت العقَّاقير نفسانية التأثير أدمغتهم بشكل أو بآخر فصاروا أكثر تقبلا للتفكير بشكل إيجابي وللإقدام على مواجهة الواقع ...... فهل أنت على استعداد؟
فماذا لو أنك راجعت أفكارك الأولى التي أدت بك إلى الشعور بالانعزال عن والديك، لأنهما يريان فيك نقصا دائما، هل كرهك السري لوالديك مبررٌ فعلا؟ وهل له علاقة سببية بالمرض فعلا مثلما تقررين ؟ هما جامدان معك كما تصفين ولكن هل هم هكذا مع الجميع؟..... يبدو تشتتك وعدم تركيزك واضحا يا ابنتي وبالتالي لا أظنك ستحسنين التفكير فيما أقول، لكنك لم تقيمي حجة على كثير من الاتهامات أو الصفات السيئة التي اتصف بها الآخرون تجاهك، حتى تفسيرك لسر كرهك والديك لم يكن واضحا ولا كاملا ولا مقنعا فماذا ترانا نقول؟
شفي يا زميلة المستقبل -إن شاء الله قريبا- مسألة الشك في نوايا الآخرين تجاهك هذه لا تطمئن بالمرة وأنت تضيفين في إفادتك ما يخيف أكثر ويجعلنا نخاف من النوبة الحالية للوسواس أنها ذات أبعاد ذهانية حين تقولين (وما يزيد عذابي إني في مرضي السابق كنت مقتنعة أني مخطئة أما الآن فأحس أن فعلا كل الناس يكرهونني ولا أشك بذلك)، فهذا يعني تذبذب قدرتك على الاستبصار.
ولا أظن الوقت الآن يسمح بالكلام عن زهدك في الزواج ولا بمناقشتك فيه ولا في أسبابه، فمفروض أن تعالجي الاضطراب الحالي الذي يكاد يعيقك فعليا في حياتك كلها بما في ذلك دراستك،.... ومن غير المعقول يا ابنتي أن تحجمي عن طلب العلاج لأن أهلك (سيقولون إني أستحق هذا)، أرجوك لن تخسري شيئا إذا طالبتهم بحقك في العلاج.
ربما يصعب عليك فهم بعض ما ورد في الرد يا ابنتي، ولكن أنت وحيدة بلا طبيب إلا الله سبحانه ... ولا يصح أن تبقي كذلك، وأول ما يجب عليك هنا هو طلب العلاج، فأنت بحاجة إلى أحد عقاقير الم.ا.س,ا أو خلطة منها ومضادات الذهان، أو حسب ما يقرره الطبيب النفسي الذي يناظر الحالة واقعا.... ويجب أن يكون ذلك بسرعة ودعينا بعد هدوء الوسوسة أو الأفكار المبالغ في تقييمها أو الوهامية، عافاك الله نتابع معا تطورات علاجك يا شهد، ومرة أخرى آسف يا شهد لتأخرنا في الرد، وتابعينا.
ويتبع >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> دور مجانين في حياتي