السلام عليكم؛
بدأت مشكلتي في فترة الكلية. حيث أدى تشددي في الدين إلى نوبات رعب وخوف من الموت فتوجهت لطبيب نفسي الذي شخص حالتي بالوسواس القهري. وأنا حاليا أتعالج منه وحدث تحسن كبير والحمد لله. لكن المشكلة هي أنني منذ هذه الأزمة وكأنه قد حدث شرخ كبير بداخلي.
قلت كثيرا ثقتي بنفسي, وأضعت الكثير من الفرص للتقدم في حياتي العملية. وقلت جدا عباداتي حيث أصبحت أكتفي بالفرائض ولا أستطيع إطالة الصلاة أو أداء صلاة التراويح رغم أني أحب العبادة لكنها لاشعوريا أصبحت مقرونة بالنوبات.
أيضا أصبحت أتردد كثيرا ولا أخطط للمستقبل ووصفت من قبل أصدقائي كثيرا بالسلبية. كما أشعر أني أصبحت هشا من داخلي أتأثر لمواقف هينة وكثيرا ما أخاف من الليل. وكثير التقلب في الحالة المزاجية. أرجو أن تنصحوني كيف أغير هذه الحالة.
وشكرا.
25/05/2007
رد المستشار
أهلاً بالأخ الكريم؛
إن وقع المرض النفسي على الإنسان شديدٌ جداً، وأهنئك من قلبي على تخلصك من قسم كبيرٍ جداً من معاناتك.. أما ما بعد المرض أو الثمالة المرضية Residual فهي ما تشكو منه الآن..
الأخ الكريم؛ ما تشعر فيه الآن وتصفه بالشرخ الكبير الداخلي أو الهشاشة الداخلية النفسية هل تجد له سبباً من وجهة نظرك؟؟
هل هو نتيجة إحساسك أنك تقوم بزيارة الطبيب النفسي وتأخذ العلاج؟
وقد قرأت ذلك بقولك ((قلت كثيرا ثقتي بنفسي)) إن كان هذا هو السبب المحتمل كما هو عند البعض ممن زاروا عيادتنا
وشعروا بما تشعر به!!
فإنني أقول لك كما أقول لهم أيضاً: المرض النفسي كغيره من الأمراض، وليس من الذنب الإصابة به، فله أسبابه الجسمية العضوية. ويجب أن تكون زيارة مريض الوسواس القهري للطبيب النفسي كزيارة مريض السكري لطبيب الغدد!!
فهل شاهدت مريض سكري يشعر بالعار من تلك الزيارة؟!
ثم ماذا عن قولك
((وقلّت جدا عباداتي حيث أصبحت أكتفي بالفرائض))
الأخ الحبيب من النعم العظيم والجمال الكبير لهذا الدين الرائع أنه لم يكلف أتباعه ما لا يستطيعون.. قال الله تعالى: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) سورة البقرة، فإن وجدت في نفسك قوة فصلي السنن، وإن لم تجد فاكتفي في الفرائض ولك ثواب ما اعتدت عليه أيام صحتك حتى وإن لم تفعله..
ودائماً ادعوا الله تعالى وتوكل عليه واستعن به ولا تعجز..
لم تخبرنا في البداية عن نوع المساعدة التي قدمها لك طبيبك لكي يساعدك على الشفاء، بمعنى هل هي دوائية وحسب أم كان معها جلسات علاج نفسي كلامية Talk Therapy؟!
وأرى أنه من الضروري مراجعة طبيبك النفسي وشرح له ما تصفه من حالتك، لإجراء ما يراه مناسباً، وأظن أنه من الضروري إجراء عدد من جلسات العلاج النفسي المعرفي السلوكي الأسبوعية CBT التي ستكون نافعة لك بإذن الله..
تابعنا بأخبارك..
أتمنى لك كل الخير والعافية