حب إلكتروني، عذاب الضمير
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته؛
شخصية أمل مليئة بالجنون، هي البنت الكبرى والمفضلة لدى أبيها، والدها يعاملها كطفلة، يلعب معها، يضحك، يمرح، أنا بالنسبة له مستودع أسراره وكاتمة آلامه وأحزانه وهمومه.. كان بعيداً عني لفترة طويلة، ربما بسبب طباعي الجافة والحادة في سن المراهقة، فقد كنت عصبية ولا أُطاق، ربما كان يخاف من لساني السليط فقد غرست أمي في قلبي كره أعمامي وعلمتني التحدث عنهم بالسوء، فكلما حدثني والدي عنهم كلما دسست السم بين كلماتي.
عاد والدي إلي الآن، بكل حب، بحنان الأبوة، وبصداقة مرحه تجمعنا، آثرنا أنا وهو أن نعود طفلين، لننسى هموم ومشاكل الدنيا، رغم نظرات أمي الغاضبة واستهجان أخوتي لتصرفاتنا.. أبي، أنا أُحبك رغم أني أخونك على الانترنت، فاغفر لي خيانتي لثقتك العمياء..! فقط على الانترنت فلا طاقة لي على الحديث مع رجال على أرض الواقع ولا حتى التعامل معهم، فذلك من سابع المستحيلات..!
أمي، حبيبتي، رغم اتساع الهوة بيننا فلا هي تستطيع فهمي ولا أنا باستطاعتي فهمها الا أنها تملك قلباً حنوناً، تذوب له الصخور، أمي تثق بي ولكن ليس كما في الماضي، الشكوك تحاصرها حول طريقة استعمالي للنت (دخولي للشات) وهذا يسبب بيننا مشادة كلامية أكون أنا فيها سيدة الموقف والمنتصرة.
أنا متمردة على كل ما هو في مصلحتي، أحتاج إلى الترويض، فأنا عنيدة لحد النخاع، ربما لأن الروايات البوليسية أثرت على عقلي وبشدة، فأصبحت أُحب تزيف الحقائق، أُحب الكذب والانتقام من الناس بواسطة الكتابة.. الانترنت بالنسبة لي في الماضي مجتمع أمارس فيه هوايتي مع أشباح كيبوردية، لا أثق بهم، ولا أستمع لكلماتهم، أنفذ ما أشاء وعلى حسب مزاجي، كنت أعشق السيطرة وتحطيم الآخرين في المنتديات، لاعتقادي بأنهم أشباح لا مشاعر لهم ولم أدرك أنهم بشر من لحم ودم ويملكون أحساساً الا هذه السنة عندما أعجبت بأحدهم على الإنترنت.
والآن أنا شخصية مختلفة، ربما لإحساسي بأني أنثى ولستُ بصبي، أحاول تغيير تصرفاتي وترويض نفسي وتعليمها حُب الحياة، أن تحول الجدران الأربعة إلى جنة ناطقة، تسعى بنفسها إلى الأفق، تنتشل نفسها من مستنقع القذارة وتتعلم.. لكن اليأس هو رفيقي الدائم، والتأجيل عدوي اللدود، والوحدة القاتلة ترميني ببرود لـ عبث العابثين، أعرف الشات ورواده، أصحاب المنتديات، كُنت أعرف أنهم كاذبون وراضية بكذبهم، ربما لأتسلى، أو لأقتل الوقت.. سبحان الله، الوقت كأنه مشكلة بالنسبة لي حتى أقتله بـ هيك طريقة..!
لما النفس بتكون بعيدة عن الله، بتلقى نفسها في الهاوية، ضياع وتشتت وألم ووجع، دوامة بدور فيها، برفض الاقتراب من الله، وبتعمد أضيع حق العبادة له، وفوق هذا كله بتعمد العصيان واتباع الهوى..! بعرف حالي أني غير ضعيفة، تفكيري غير بسيط، أنا داهية لكني مرتدية قناعة البراءة، بعرف في أي نقطة أستمر وفي أي نقطة أوقف، كفى لنفسي مزيداً من الكذب..
حرام ما أفعله بنفسي، تلقيت صفعه قاسية، أدركت أن الدنيا زائلة سواءً بمناصبها، مباهجها، حلاوة الذنوب فيها، سئمت الأمل وغروره، أريد أرتاح، ما عدت قادرة على الاستمرار.. ما الذي أريده أنا؟ ترك الانترنت فقط.. حاولت وفشلت..
هروبي لم يُكن الحل، لا بد لي من المواجهة، أن أخبر من يهمني أمره برحيلي، لا تركه يعاني الأمرين وينسج الوساوس ويقلق علي.. أنا أكُنت أنانية بتفكيري هذا، فعلاً أنانية.. ولكنه لا يستحق..! ووصلت من خلال تعاملي مع النت إلى حقيقة واحدة، ألا وهي: لا أحد سيكون حريصاً علي إذا لم أُكن حريصة على نفسي.. إذا لم أربي نفسي، فلن أكون قادرة على تربية أطفالي مستقبلاً.. وعالم الإنترنت، حب الإنترنت، مجرد وهم، بنعيشه بصدق، لكنه بالأخير وهم، وهم، وهم..!!
رحماك يا الله.
8/6/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله؛
إذن انتهيت بنفسك لتوجيه نفسك وأقول لك عرفت فالزم ولا تكوني كمن قال عنهم رب العالمين كمثل الحمار يحمل أسفارا فهو مهما حمل لن يستفيد مما يحمله من المعرفة فرأس الأمر ليس حمل المعرفة بل العمل بها، صورة تمثيلية رأيت أنها قد تجذبك لأنها تشبه أسلوبك.
مما يساعدك على الالتزام بما استجد لديك من معرفة إن لم تكوني ترين فينا أيضا مخلوقات وهمية تتسلين بها هو اتخاذ خطوات عملية بديلة تساعدك في محاولة التخلي عن الشات والإنترنت وهي إعادة توجيهه أي استخدميه للتزود بالمعرفة لا للعبث وما كل النتين بعابثين على الأقل في المواقع الجادة نحن نعمل ونستغله للتواصل مع من يصعب عليهم الوصول لنا، يمكنك مثلا تغيير نوعية الاشتراك إلى خدمة أقل سرعة وتحديد فترات استخدامك له وإزالة برنامج الماسينجر عن جهازك إن كان لك وحدك أو بالطلب لمن يشاركك الجهاز أن يضع كلمة سرية على برنامج الشات كي لا تعودي إن وسوست لك نفسك.
ألقيت سطورا متناثرة فخورة بها ولم تنتبهي بأنها تحوي صورة سلبية لذات أنانية أكثر منها نفس لوامة فأفيقي لنفسك والجميها قبل أن توردك موارد الهلاك.
واقرئي على مجانين:
الحب على النت: ما بعد الكذب مشاركة
هل يوجد حب عن طريق النت: عتاب
تجربة النت.. عذاب وألم
وسقطت في شراك العنكبوت: أختي مدمنة إنترنت؟
ويتبع>>>>>>>>: داهية تتفاخر وتتسلى بالغلابة..! م