لدي طموحات كبيرة جدا في خدمة الدين والمجتمع والإنسانية
ولدي بعض المواهب التي تمكنني من تحقيق أشياء كثيرة في المستقبل، كما حققت وأحقق بعض الأشياء الصغيرة على صعيد العمل والحمد لله، غير أنني أشعر وأعتقد بوجود طاقة دفينة في داخلي تدفعني للمزيد، ولكن هذه الطاقة أهدرها كل يوم بسبب التفكير المستمر والإحباط الشديد.
فأنا أعاني من بعض المشاكل الاجتماعية كالرهاب من بعض الأشخاص والمواقف، كما أنني قليلة الثقة في نفسي، وشخصيتي ضعيفة في كثير من الأحيان وليس كلها، أما بعض الأحيان فأحس بأن شخصيتي قوية! كما أشعر أنني سعيدة جدا رغم همومي الكثيرة التي لا أدري هل هي ناجمة عن اكتئاب أم ماذا، فأنا أتحسس من أشياء بسيطة حتى لتتحول حالتي فجأة من قمة السعادة إلى قعر الغم والحزن، ومن المرح والكلام إلى الصمت القاتل، كما أشعر بأنني أفتقد لكثير من المهارات.
وهذا يبعث فيَّ الإحباط والإحساس بالدونية، ويجعلني أرجع أدراجي كلما خططت لعمل من الأعمال، فأنشغل بنفسي بدلا من أن أنشغل بما حولي ومن حولي، وهو ما يجعلني أشعر بتأنيب الضمير بدرجة كبيرة، وهذا ما يجعلني أعيش في صراع طويل ودائم مع نفسي. باختصار.. مشكلتي تناقض شخصيتي التي لم أفهمها بعد.
لماذا أحلم كثيرا؟
لماذا أشعر بأنني قادرة على تحقيق أشياء كثيرة رغم أنني ضعيفة؟
ولماذا أصل إلى قمة السعادة ثم أتحطم فجأة؟
وما يزيد الأمر سوءا أن حالتي هذه تقلق من حولي حتى قلت ثقتهم بي، أتمنى أن تستقر نفسي وأرضى عنها. جزاكم الله عني وعن كل حائر كل خير.
26/5/2007
رد المستشار
الابنة العزيزة؛
أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين، وشكرا على ثقتك، أنت تتكلمين فعلا عن أعراض تنتمي لمنظومة أعراض القلق والاكتئاب، وتبدو أقرب للقلق المزمن الذي أخذ، أو يأخذ أحيانا صبغة اكتئابية، وكذلك تبدو عليك علامات التقلب الانفعالي المرضية، وأظن أن لديك مجموعة من الأفكار السلبية عن نفسك وعما حولك، ربما مستمرة معك منذ فترة طويلة بحيث أدت إلى اضطراب مشاعرك وأحيانا انفعالاتك الظاهرة أيضًا، وأظن أن هذه الأفكار السلبية فاعلة إلى حد كبير في إفشال مكافحتك الذاتية لأعراض القلق الاجتماعي لديك، مثلما تسبب لك كثيرا من الحساسية المفرطة والشعور ربما بعدم رضا الآخرين عنك.
نحتاج لتشخيص اضطراب كاضطراب الرهاب الاجتماعي إلى أعراض وعلامات، ولا أظن أعراضك تصل في شدتها وبقائها إلى ما يسمح بتشخيص اضطراب رهاب اجتماعي، ونفس الكلام ربما ينطبق على اضطراب الاكتئاب الجسيم، فليست شدة أعراضك ولا نوعيتها -حسبما وصلني- ببالغة حدّا يسمح بمثل هذا التشخيص، أما إذا كان ما تشتكين منه مستمرا معك منذ مدة تزيد عن سنتين متصلتين، فإن تشخيص عسر المزاج، قد يكون هو الأنسب.
وعلاج مثل هذه الحالة -أي عسر المزاج إن صح تخميني- الأنجع هو العلاج المعرفي السلوكي، والذي يقدمه لك متخصص في مثل هذا النوع من العلاج، وأنصحك بالقراءة عن توكيد الذات من منظور عربي إسلامي، ولكن هذا التشخيص قد يكون مواكبا لتشخيص آخر ربما لم أستطع استبيانه من إفادتك هذه، ولكنه غالبا من النوع الذي يستفيد من نفس نوعية العلاج المعرفي السلوكي.
وأنصحك بأن تفاتحي أهلك أو أحدهم في الأمر، وإنك بحاجة إلى علاج نفسي أو ما يراه طبيبك النفسي الذي تعرضين عليه، وتابعينا بعدُ بالتطورات الطيبة.