خطوبة، حب، زواج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ جزاكم الله خيرا على جهودكم، جعلها الله في ميزان حسناتكم، سوف أحاول أن أختصر مشكلتي لكم ولا أطيل عليكم:
• طبيعتي أنني إنسانة عاطفية عندما أتعلق بأحد أتعلق بشدة ويصعب نسيانه ولكنني لا أتعلق بسهولة، أي يجب أن أكون مقتنعة بالشخص وصفاته تمـــــاما، ولكن في المقابل يكون عطائي في حبي سخيا.
• تقدم لخطبتي قريب من أهلي منذ أكثر من سنة تقريبا ووافقت عليه لأني وجدت به صفات مناسبة لكن لم يكن هناك أي تعلق لأني قابلته 3 مرات فقط وكل الذي عرفته عنه كان من المحيطين حوله وحولي. أي لم تكن هناك ظروف مهيأة للتعارف المسبق مثل الزمالة أو ما شابه. ورغم أنه قريب لي إلا أنه لم يكن بيننا أي احتكاك .
• أخذت 3 أشهر حتى أوافق وهي فترة طويلة نسبيا مقارنة بمن سبقنني. قبل الموافقة كنت أكثر من الاستخارة واتبعت أسلوب التقصي وحاولت أن أسأل كل الذين يستطيعون أن يمدوني بأي معلومة.
• ثم أخذت أقارن بين الأشياء الأساسية التي أريدها بين ما سمعت فوجدت تطابقا في الأمور الأساسية ولكن تظل هناك أمور خافية.
• بعد الخطوبة انشغلت بأمور ثانية ولم تراودني أية أحلام وردية أو ما شابه.
• سافرت إلى بلد أجنبي فيما بعد للدراسة على أن يتم الزواج بعد الانتهاء.
• هناك تعرفت على زميل لي بعد فترة بدأت بشعور ميول نحوه ثم تطور إلى تعلق.
• كان هذا شيئا متبادلا.
• زميل الدراسة إنسان مناسب على جميع الأصعدة إلا أنه مرتبط ولديه طفلان.
• هو يرغب في الارتباط بي ولكن أنا رفضت الموضوع حتى لا أؤثر على استقرار أسرته رغم أنه وعد بالعدل وأنا أشعر من خلال تعاملي معه أنه صادق في كلامه، إلا أنني لم أستطع أن أوافق.
• موعد زواجي يقترب ومشاعري تجاه خطيبي فاترة، حرصت في الآونة الأخيرة أن يكون بيننا تواصل عن طريق المراسلة التي قد تكون يوميا أحيانا إلا أنني ما زلت لم أتغير..
• هو إنسان جيد ولكن المشكلة أن مشاعري متعلقة بإنسان آخر والأمر من ذلك أنني لا أستطيع أن أرتبط بمن أحب، ومن سوف يرتبط بي –هكذا يبدو لي- لا أميل إليه؟؟؟
• أشعر أحيانا أنني قادرة على تجاوز هذه المشاعر ولكن في الأغلب أشعر أنني سوف أواجه مشكلة في زواجي الذي يقترب، أخاف أن أظلم من سوف أرتبط به حيث أنني لا أستطيع أن أجامل وعلاقة الزواج علاقة قوية جدا وقريبة.
• سوف أعود إلى بلدي خلال أشهر ولا أرى زميلي الذي هو من بلدي ولكن ربما الظروف تجعلني أصادفه في مكان ما... وأريد أن أوضح أن مشاعري ما زالت قوية تجاه زميلي، وتمنيت لو ارتبطت به ولو كانت الظروف مناسبة.
• بعد عودتي بفترة ليست بالطويلة –شهرين ربما-سوف يتم الارتباط وأنا لا أعلم هل هي فترة كافية لأن أتجاوز مشاعري تجاه زميلي
• أحيانا أشعر أنني أنانية تجاه خطيبي حيث بما أنني لن أرتبط بمن أميل نحوه استمريت في الخطوبة، ولكن مشاعري ليست خالصة له بينما هو يفكر في وأحيانا أفكر أنه ربما كان من الأفضل أن أفسخ الخطوبة حتى يجد قلبا خالصا؟
• أخاف أن أكون مذنبة من الناحية الشرعية أن أتزوج وتكون مشاعري ما زالت غير خالصة، ولكن لا أملك أن أغير مشاعري؟؟؟؟؟
ماذا ترون في حالي؟
وشكرا لكم
22/06/2007
رد المستشار
إذا كنت شعرت بحق للحظة أنك ترفضين من داخلك خطيبك لسبب قوي لقلت لك اتركي الاثنين وانجِ بنفسك من تلك المأساة!!
فرغم عاطفتك الجياشة تجاه محبوبك إلا أنك لم تسلّمي أمرك إلا لعقلك وتفكيرك وهذا ما يطمئنني عليك...... فلقد تجاوبت مشاعرك مع محبوبك فاستسلمت له لكن عقلك ظل حاضرا يقعد لك بالمرصاد رغم توسلات مشاعرك المسكينة لحبك...... وكذلك برغم هزال مشاعرك تجاه خطيبك وكونها ليست كافية إلا أن عقلك مرة أخرى بل ومرات ظل يدفعك لإتمام الزواج منه لأنه يحمل من الصفات الأساسية الكثير.
ابنتي ستتألمين حقا...... ولكنك ستقاومين...... حتى تتمكني من نفسك مرة أخرى لتبدئي مع خطيبك بداية جديدة وسيحاول قلبك أن يتسلل تارة تجاه محبوبك الذي يحبك بالإيجاب وتارة تجاه خطيبك بالسلب، وستظل الحرب سجالا بين قلبك وعقلك ولكن تذكري أن: من استعد للحرب ليس كمن لم يفكر لها، فلتهيئي الظروف وتعدي الأسلحة وتستحضري عقلك لتخوضي المعركة واثقة من النصر.
فتعالي سريعا حبيبتي وألقي بنفسك في أحضان أهلك ولتري أجمل ما في خطيبك وسيشفى قلبك رويدا رويدا رغم تألمه ولكنك ستستطيعين المواصلة، ولكن الشرط الوحيد الذي أطلبه منك أن تعطي لنفسك ولخطيبك فرصة حقيقية لتنمو المشاعر على مهل.
فعلينا أن نعترف بأنه رغم أن للمشاعر القوية النابعة من دواخل القلب لمن نحب لذة جميلة لن نجد مثلها.......... إلا أن الزواج يحتاج مشاعر أخرى -تختلط بحسابات وصفات وقدرات- قد تكون أقل لذة.... أقل قوة... إلا أنها كافية لسير الحياة الزوجية الشاقة بأكبر قدر من السلام ما دمنا على اقتناع بشريك الحياة، فهيا شدي الرحال وأعدي عدتك ولا تقفي كثيرا أمام قصة الذنب المزعومة أو الوقت الكافي لأنه............ قرار.