مشكلة نفسية
منذ شهرين كنت أعاني من مرض عضوي ولكنه كان أول مرض أقلق منه أو أول مرض أخاف منه ثم شفيت منه بفضل الله، ولكن حالتي النفسية لم ترتاح وبعدها بأسبوع مرضت بمرض آخر ولم يحدد لي الدكتور المرض إلا بعد أسبوعين من تاريخ زيارته فذهبت لدكتور آخر وحدد لي حالتي بالضبط وتم شفائي وحالتي النفسية تهدأ يوم بعد يوم، ولكن كنت ألاحظ أن حالتي النفسية ترتاح عندما أذهب إلى الدكتور سواء الأول أو الثاني..... ولكن الآن حالتي هي أتوتر وأقلق عندما أحس بأي ألم أينما كان حتى لو كان بسيط وأحس بهبوط وعدم القدرة على التركيز وأنا دائما أسرح مع العلم بأني عندي عسر هضم شديد والدكتور يقول لي حالة نفسية بسبب الامتحانات وأنا في الثانوية العامة.
أرجو منكم تشخيص حالتي وعلاجها
ولكم كثير الشكر.
27/06/2007
رد المستشار
إن ما تعاني منه الآن أيها الأخ الفاضل ووصفته بقولك ((حالتي هي التوتر والقلق عندما أحس بأي ألم أينما كان حتى لو كان بسيط وأحس بهبوط وعدم القدرة على التركيز وأنا دائما أسرح)) هو نوع من أنواع اضطرابات القلق Anxiety وأرجح أن يكون اضطراب التلاؤم أو التوافق أو التأقلم Adjustment Disorder وهي اضطرابات تظهر أثناء مرحلة التأقلم مع تغيرات مهمة في نمط الحياة أو بعد حادث حياتي مسبب للكرب، وأنت الآن في مرحلة حياتية مسببة للقلق و التوتر هي مرحلة الدراسة الثانوية، ففيها يتم تحديد مستقبلك العلمي والعملي، وأضيف إليها فترة من المرض مما رفع مستوى القلق لديك.. هذا من جهة..
من جهة أخرى: ماذا عن التفسير النفسي لعسر الهضم الشديد التي تعاني منه؟!
والجواب: إن ارتباط الجهاز الهضمي (أو ما يحلو للبعض أن يسميه العقل الصغير) مع الجهاز العصبي (العقل الكبير) ارتباط وثيق الصلة، والأخير يرتبط بعلاقة توأمة مع الجهاز النفسي. فمن هنا أي اضطراب في الحالة النفسية يسبب اضطراب في الجملة العصبية المسيطرة على الجهاز الهضمي..
ويبدو أنك أيها الأخ الكريم ذو تربة نفسية قلقة، وأن شخصيتك تحمل ملامح الشخصية القلقة. مما انعكس سلباً على عمليات الهضم لديك، فما يظهر لديك من شكاوي جسدية تدخل في سياق الاضطرابات الجسدية نفسية المنشأ Psychosomatic أي أنها آلام تشعر بها حقاً إلا أن مصدرها اضطراب حالتك النفسية، وقد لا يوجد منشأ عضوي في العضو الذي تشكو منه. وقد تكون آلامك النفسية غير قادر على أن تبوح بها وتعبر عنها بلسانك، مما يحدو بجسدك أن يعبر عنها بآلام عضوية غير مفسرة... واقرأ على مجانين: القلق المتعمم في الخلفية: خذ عندك!
إن علاج حالتك يا عزيزي على خطين متوازين:
الأول: العلاج الدوائي بوصف الأدوية المضادة للقلق، والتي لابد من الاستعانة بأخصائي نفسي ليصفها لك، وأظن أن من العقارات النافعة لك السولبرايد Sulpride أو ليبراكس Librax.
الثاني: العلاج المعرفي Cognitive Therapy بتعديل الأفكار المغلوطة لديك ومناقشة مخاوفك وعرضها على الأخصائي النفسي. ومما يفيدك أيضاً تقوية ذاتك Ego Enforcement على مواجهة شدات ومصاعب الحياة Stress، والتعبير بشكل هادئ وبسيط عن مشاعرك الداخلية مهما كانت سلبية.
واقرأ على مجانين:
نوبات القلق: أعراض جسدية
القولون العصبي
المعدة والقولون: والرهاب والظنون
السبب: علاج الأعراض وإهمال الأمراض
ومما يقوّي نفسك ويشد عزمها:
الإيمان بالله الحي القيوم القوي ومن ثم التوكل عليه والاستعانة به..
تذكر إنجازاتك السابقة وكيف اجتزت العديد من الامتحانات والعثرات بنجاح..
تذكر تلك اللحظات المشرقة في الماضي ولو أنها كانت قليلة لكنها ستشحنك وتقوي ذاتك!..
أخيراً أتمنى لك كل الخير والنجاح..