هذه مشاركة على استشارة أم أسطورة إلى امرأة غريبة: الأم العربية
عزيزتي صاحبة الرسالة في بادئ الأمر أريد أن أعلمك بأنك بالفعل أخذت الخطوة الأولى في العلاج ويا رب إن شاء الله تستمرين في خطة العلاج كما أريد أن أعلمك أيضا في بادئ الأمر أن الاكتئاب هو مرض العصر نعم إذا نظرت حولك ستجدين أن الجميع لديه اكتئاب وإذا نظرتِ إلى والدتك ستجدين أنها أيضا لديها بعض المشكلات في حياتها، واعلمي جيدا أن لا أحد يجرح أحد إلا إذا كان نفسه مجروح فإليك بخطوة أرى أنها سوف تفيدك قبل الذهاب إلى طبيب نفسي وأرجو من الله أن يوفقك إلى ما فيه الخير والصواب.
يمكنك أن تجلسي إلى والدتك جلسة هادئة وتبدئين في إعطائها مفتاح الحوار وأعيدي ذاكرتها إلى الوراء قليلا وحاولي معرفة أساس تلك المعتقدات الراسخة بداخلها وكذلك معرفة تجاربها السابقة ثم بعد ذلك يمكنك أن تعطيها بعض التجارب المختلفة ولكن دون أن تشعريها بأنها متهمة أو خطأ ولك أن تعرفي ما مدى شعورها وما هي الآثار السلبية الموجودة لديها دون أن تعلمي
وإن شاء الله يعيد إليك حياتك الطبيعية
ويعيد إليك نشاطك السابق.
14/7/2007
رد المستشار
الابنة العزيزة "نهى "؛ أهلا وسهلا بك على مجانين يسعدني جدا أن يفتح أحدهم أو إحداهن أرشيف مجانين وأنت تتحدثين عن مشكلة عرضت في السنة الأولى من عمر هذا الموقع 4 مايو 2004، يا ترى ما هي أخبار هبة؟ صاحبة المشكلة لا أنا ولا أنت ندري.... لكنها إن شاء الله في خير تزوجت وأنجبت صبيان وبنات..... ربنا يرزقها بما نتمناه لها.
للأسف هبة لم تتابع غالبا... ولا أدري إن كانت نصيحتك الحكيمة لها قد جربتها من قبل ولم تفلح؟ الله أعلم لكن أغلب الظن عندي أنها جلست مراتٍ كثيرة جلساتٍ هادئة مع أمها وحاولت ربما مجرد شرح وجهات نظرها لا محاولة الاقتراب من الأم كصديقة تتبادل معها الأسرار مثلما تتمنين لها..... ولا أدري هل هو صعب على الأم العربية؟ أم لا
ثم أن البنت صاحبة المشكلة كانت تحتاج إلى دعمٍ سريع ومنظم وقد أوضحت أن أحد أهم أسباب تفاقم مشكلاتها هو عدم قبول الأم لفكرة أن بنتها مكتئبة! هذه وحدها تقطع سبل التلاقي بسهولة بينهما حتى تتخلص البنت من عسر مزاجها أو اكتئابها القصير الأمد وبالتالي فإن الخطوة التي تقترحين قد تكون أفضل بعد أن تصل تلك الفتاة إلى من يقدم العون النفسي اللازم، وقد لا يكون طبيبا نفسيا وإنما شخصا ملما بكل ما يصلح للعلاج والتغيير فإذا توفر ذلك الشخص في غير الطبيب النفسي فهو إن شاء الله مفيد.
الأم عندنا نادرا ما تشعر أنها متهمة أمام ابنتها -طالما لم تقصر الأم مع ابتنها بانفصالٍ طويل عنها في الطفولة أو المراهقة- مثل هذه الأم غالبا ما ترى نفسها بريئة مضحية وابنتها مخطئة أنانية... وغير ذلك تخاف الأم خوفا كبيرا دفينا على ابنتها.... ليس الخوف الطبيعي وإنما هو خوف عصر السيولة القيمية والمعرفية -وأكملها حتى السيولة الكلية- الذي نعيش، أنت يجب أن تتخيلي أثر دخول المحمول إلى كل ركن في كل بيت إن الأم تجاهد لتشعر ببعض من المراقبة –المطلوبة- لابنتها... المشكلة أن الأم العربية تواجهها تحديات جمة وهي غير معدة لصعود حصاة! إلا من رحم ربي!
كثيراتٍ من الأمهات يعجزن إذن عن المرور بسلامٍ ببناتهن في فترة الطفولة المتأخرة والمراهقة وربما حتى الزواج، كثيراتٍ يتسببن إما بجهلٍ أو خوف أو خجل في تعسير المهمة على البنت على أقل تقدير وفي كوارث نفسية أو اجتماعية بكافة أشكالها، لكن يا نهى هذا أمرٌ شرحه يطول، ونحن بعد لا نعرف شيئا عن هبة فدعينا نتوسم... خيرا ونقول ربما هي في حالٍ طيب ولعلها يوما تتابعنا مخبرةً بحالها،
شكرا على المشاركة وأهلا بك وبمشاركاتك دائما.