السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا أم عندي أربع بنات أتحدث عن ابنتي الثانية عمرها 12 سنة عندما أنجبتها أحببتها حبا شديدا وكانت مقربة مني جدا.
أنجبت بعدها وهي حوالي سنة ونصف....... ثم أنجبت مرة أخرى وهي حوالي 6سنوات....... وحتى بعد أن أنجبت بعدها ظلت هي المقربة مني والمفضلة إلى أن أصبحت مصدر شكواي. هيَ تغيرُ من أخواتها بشكل كبير جدا....... أكبر مشكلة عندها إن أخواتها كلهم شعرهم ناعم جدا وهي لا....
تعبت كثيرا في هذا الموضوع وحاولت إقناعها أن كل إنسان له مميزات عن الآخر،....... وهي كذلك بالفعل لها مميزات كثيرة في الشكل عنهن، وتكلمت كثيرا في أنه يجب الرضا بما قسمه الله تعالى لنا.......... وتجاهلت كثيرا لكن المشكلة تكبر................ وأشعر أن بها حقدا كبيرا وغلا كبير.
أصبحتُ بعيدةً عنها....... علاقتها بالأب ضعيفة رغم أنها تحبه وتخاف منه كثيرا، تحب خالها كثيرا علاقاتها الاجتماعية جيدة، ولكن تحدث مشاكل أحيانا في المدرسة. الأسرة كلها تحبها والكل يرى عيوبها ويحاول توضيحها ولكن مع الحب.
جدتها أمي تفضل الأخت الأكبر ويكون هذا بوضوح لكني لا أستطيع توجيه أمي وتغيرها في سنها الكبير، مستواها الدراسي معقول لكن أقل بكثير من قدراتها تلعب رياضة ومتميزة لكنها أيضا غير مجتهدة في الرياضة مهملة بشكل كبير جدا وعندية بشكل كبير.
أرجو التوجيه
جزاكم الله خيرا
وشكرا
29/7/2007
رد المستشار
ابنتي؛
أحببت ابنتك هذه وقربتيها إليك رغم أنها الثانية وليست البكرية... ورغم أنها مجرد بنت وسط أربعة... ولكنك لم تذكري سبب هذا التعلق الشديد منك إليها.. ما الذي يميزها عن إخوتها أو ينقصها أو مختلف فيها مما جعلك تتعلقين بها وتحبينها؟؟
أعتقد أنه لابد أن يكون هناك سببا منطقيا لهذا التفضيل ثم ما هي صور هذا القرب الزائد منك؟؟ هل كنت تختصينها بالتدليل مثلا أو بزيادة اللعب والهدايا.. ربما لم تكوني تعاقبينها كما ينبغي إذا أخطأت... أو هل كان هذا التمييز منك في كل ما تقدمينه لها؟؟
غالبا أنت التي خلقت وأيقظت الوحش الأناني بداخل ابنتك.. رغم أني لا أعرف كيف كانت المقربة إليك وسط منزل فيه أربع بنات -كما سبق وذكرت- وإن لم توضحي طريقة التفضيل،.. إلا أنها اعتادت يا ابنتي أنها الأفضل.. فلما كبرت وبدأت تفهم وتعيي لاحظت أنهن أفضل منها في مسألة الشعر الناعم.. وعلى فكرة الشعر الناعم أحد أكبر وأغلى كنوز النساء.... فاكتشفت فجأة أنها ليست مميزة جدا كما كان تعتقد وأن غيرها أفضل منها.. وهذا ما خلق المشكلة....
لا أتصور أن طفلة في هذا السن تعرف الحقد والكراهية كما تصفينهم إنما هي تشعر فعلا بغل.... وربما لو لم يكن هذا الشعور على رؤوس أصحابه.. ربما لو كان شيئا تطوله اليد لأتلفته...
عليك يا ابنتي دور كبير لإعادة ضبط سلوكياتها... فتصورها الدائم عن نفسها أنها مميزة... وأنها يجب أن تحصل على كل شيء... هذا النوع من التدليل يجب أن يتوقف ليحل محله حوار هادئ ومستمر منك.. ليس لتقنعيها أن لكل إنسان ميزة.. بل لتسردي لها عيوبها وتساعديها على التخلص منها...
يجب أن تعرف أنها تخطئ كلما أخطأت.. وأن هذا الخطأ قد يتبعه عقاب من نوع ما هي لن تستسلم بسهولة يا ابنتي.. وستقاومك وستصبح أكثر عنفا وعدوانية... ولكن عليك بالصبر... حاولي أن تتقربي إلى سائر بناتك بنفس القدر... يجب أن ترى نفسها واحدة وسط مجموعة... أما أمك فلا غبار عليها في تفضيل الكبرى... فدائما الابن الأول له مكانة خاصة عند الجدود وهذا شيء يجب عليك شرحه ببساطة... وعليها أن تتقبله كما يتقبله سائر الأخوات.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأم العزيزة أهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت مجيبتك د.نعمت عوض الله، لكن ربما تدعوني المثالية التربوية التي عرضت بها لأفراد الأسرة -بحيث بدت عائلة نموذجية، كل من فيها يعامل البنت بحبٍّ ويعرفها أخطاءها بحب- إلى كثيرٍ من التساؤلات، لكن ما يليق به المقام في تعقيبٍ كهذا هو الإشارة إلى أن عددًا من الصفات كالعند والغل وغيره إضافة إلى ما يشبه الغيرة المرضية قد يكون ذي علاقة بالوسواس القهري أو الاكتئاب أو ربما الاستعداد لهما، فاقرئي على مجانين:
الغلُّ والضغينة: أحلام يقظة أيضًا
التنافس والغيرة بين الأخوة
في علاج الغيرة : تهذيب مفاهيم
الغيرة من إخوتي
وتابعينا بأخبارك