الوسواس
السلام عليكم بداية أشكركم على هذا الموقع الرائع.
لا أعرف من أين أبدأ. فالحمد لله أنعم الله علينا بنعم كثيرة ولا ينقصني شيء. المشكلة هي أنني منذ الصغر وأنا أشاهد أبي يتعصب في مواقف كثيرة ولا أقصد بهذا أننا كنا نتعرض لأي إيذاء جسدي من أبي فهو يحبنا جدا. المشكلة أنني عندما كبرت أصبحت أخاف من كل شيء -جبانة بمعني أصح- كنت أرى والدي وهو يحب أن يعزل نفسه دائما فهو حساس جدا لأي قول أو تعليق ويشعر دائما بأن الآخرين يعادونه.
الآن أنا أدرك أن لي نفس شخصية والدي تماما في كل شيء. أنا أحاول مساعدته على الاندماج معنا لكن لست دائما أنجح في ذلك فأنا لا أستطيع أن أرفع من تقديره الذاتي. أحيانا كثيرة أنا أدخل في عالم من الأحلام أعني أنه في بعض الأحيان أعيش في عالمي الخاص من الخيالات عندما أريد الهروب من مشكلة ما. أنا أعرف أن هذه الخيالات غير واقعية لكن أخشى أن تسيطر علي يوما ما. أنا كثيرة التفكير وشخصيتي أنا وأبي تميل أكثر للشخصية الobsessive.لأني منذ الصغر كانت تأتيني أفكار في الصلاة وكنت أقاومها إلى أن أصبت بمرض الوسواس العقائدي منذ عام والحمد لله شفيت منه تماما.
منذ شهر تقريبا حدث شيء غريب وهو أنه ألحت علي فكرة أن أفعل شيء ما (هذه المرة كان فعلا وليس أفكارا) وكنت أقاوم إلى أن أصبت بما يشبه الاكتئاب لكني فعلت هذا الشيء. كان شيئا تافها ولا يستحق التفكير ولا مقاومة فعله إلا أنني لا آخذ الأمور ببساطة ودائما أعطيها صبغة دينية لذا أقاومها لأني أعتقد أنها حرام إلى أن يصبح كل تفكيري فيها. أحيانا أريد أن أخبط رأسي في الحائط لكن هذا كان مجرد أفكارا عابرة من الشيطان ولا تلح علي هذه الفكرة أنا الآن لست مريضة لأني أشعر أني بعد حادثة الوسواس العقائدي أشعر أني تغيرت للأفضل المشكلة الآن هي كما ذكرت في البداية أني أحيانا أستغرق في عالم من أحلام اليقظة صحيح أن الموضوع ليس سيئا جدا لأني ما زلت مدركة للواقع إلا أنني لا أعرف ماذا ستكون النهاية.
كما أنني أجد صعوبة في اتخاذ قرارات حاسمة وأدخل دائما في صراعات نفسية داخلية بين الدين والنفس وأضخم الأمور حتى لو كانت بسيطة وأريد دائما أن أكون الأفضل في كل شيء وأريد الكمال لكل ما أقوم به (حتى أنني أخشى أن أصاب بجنون العظمة) وهذا الشعور بالرغبة في المثالية يجعلني لا أفعل كثير من الأشياء لأني أعتقد أنها أصبحت معقدة.
بالطبع أشعر بالذنب كثيرا ولا أقبل أن يتهمني أحد بالتقصير لأن ذلك يولد لدي شعور عميق بالذنب. أنا أحب أن أعمل وحدي وكذلك أبي.-أنا أحب مساعدة الآخرين وأتمنى أن تتحقق المثالية في العالم. أما بالنسبة لأبي (أستاذ جامعي) فلأنه دائم التفكير في كل شيء وحساس جدا فهو يشعر بأننا نهمشه وهذا مصدر لكثير من المشاكل داخل البيت. كما أن تفكيره الكثير يرهقه ذهنيا. أنا أشفق عليه وأود مساعدته لكن كيف؟ فما الحل لي ولأبي؟
(ملحوظة: أبي نشأ يتيما وتعرض للإيذاء من بعض الأشخاص (معاملة سيئة) لكنه كان متفوقا وأصبح الآن رئيس قسم بالجامعة)
بانتظار الرد وشكرا
07/09/2007
رد المستشار
ابنتي "هند"
واضح من رسالتك يا ابنتي أنك مثقفة تثقيفا جيدا عن الوسواس القهري وعن الشخصية القهرية، ولكن واضح أيضا أنك تستخدمين الإنكار كحيلة دفاعية إلى حد ما، وهذا واضح في قولك: "أنا الآن لست مريضة لأني أشعر أني بعد حادثة الوسواس العقائدي اشعر أني تغيرت للأفضل المشكلة الآن هي كما ذكرت في البداية أني أحيانا أستغرق في عالم من أحلام اليقظة صحيح أن الموضوع ليس سيئا جدا لأني ما زلت مدركة للواقع إلا أنني لا أعرف ماذا ستكون النهاية؟!. كما أنني أجد صعوبة في اتخاذ قرارات حاسمة وأدخل دائما في صراعات نفسية داخلية بين الدين والنفس، وأضخم الأمور حتى لو كانت بسيطة، وأريد دائما أن أكون الأفضل في كل شيء وأريد الكمال لكل ما أقوم به (حتى أنني أخشي أن أصاب بجنون العظمة) وهذا الشعور بالرغبة في المثالية يجعلني لا أفعل كثيرا من الأشياء لأني أعتقد أنها أصبحت معقدة، بالطبع أشعر بالذنب كثيرا ولا أقبل أن يتهمني احد بالتقصير لان ذلك يولد لدي شعور عميق بالذنب. أنا أحب أن أعمل وحدي وكذلك أبي. أنا أحب مساعدة الآخرين وأتمنى أن تتحقق المثالية في العالم"، فهذا الكلام يا بنيتي يشير إلى أنك ما زلت تعانين على الأقل من أعراض اضطراب شخصية قهرية مع الاكتئاب، وهذا الاضطراب يا بنيتي يحتاج لعلاج دوائي وعلاج سلوكي معرفي كي تتخلصي من معاناتك، صحيح أنك تخلصت من وسواس الاعتقاد وبعض الأفعال القهرية ولكنك مازلت تعانين!.
ما رأيك في أن تبدئي بعلاج نفسك أولا؟!، وبعد شفائك تستطيعين أن تساعدي والدك، وخير عقار أختاره لمن لديهم مثل معاناتك هو الفافيرين أو لفوكس (بكندا والولايات المتحدة) بجرعة صغيرة أولا، ثم تزداد مع الوقت تدريجيا وتحت إشراف طبيب أو طبيبة معالجة لها اهتمام بمرضى الوسواس، وخير طريقة لإيقاف الأفكار الوسواسية هي محاولة إيقاف تلك الأفكار في مهدها وعند بدايتها، وألا تطاوعيها حتى تصبح وحشا كاسرا يتسلط على عقلك وتفكيرك، والعلاج في حالتك وحالة والدك يحتاج لشهور طويلة، ولكن ما أضمنه لك ولوالدك بإذن الله هو التخلص من أعراض الوسواس في غضون أسابيع معدودة لا تزيد عادة عن 12 أسبوعاً، وفي أحيان كثيرة أقل، وذلك بشرط الالتزام بالعلاج مع الطبيب أو الطبيبة المعالجة، هناك أيضا يا هند مجموعات من الكتب العلاجية يطلق عليها: Obsessive-compulsive disorder-patients’ books
ستجدينها على "أمازون" بالإنترنت، وتلك الكتب رخيصة نسبيا وتساعد من يقرأها على تفهم خطوات العلاج، وأحيانا تحتوي على تدريبات عملية عن العلاج السلوكي المعرفي.
ابنتي "هند"
وصلت معك الآن إلى نهاية إجابتي، ولكن قبل أن أختم كلامي أرجو منك المزيد من القراءة عن الوسواس القهري،
واقرئي على مجانين الروابط التالية:
الوسواس القهري: أنواعه وأعراضه وحكمه الشرعي
الوسواس القهري: وساوس الوضوء والصلاة
الوسواس القهري والصلاة
الوسواس القهري في الأفكار، علاج معرفي!
مسلم يعاني من الوسواس: ماذا عن العلاج م
وسواس واكتئاب شديد وعلاج الشيخ لا يفيد!
أتمنى لك يا "هند" ولوالدك الشفاء العاجل من كل أعراض الوسواس القهري وتوابعه، وتابعينا بأخبارك.