هاي..!؟
أنا اسمي مينا وعندي 21 سنة، أنا للأسف عندي مشكلة الثقة بالنفس والكآبة زي أصحابي مابيقولوا عليّ. أنا للأسف بفشل في التواصل مع اللي حولي (من حولي) أحياناً كثيرة مع أصحابي نفسهم مع أنّ بعضهم أنا نفسي أتواصل معهم بصورة قوية لكن بفشل كل مره ببقى نفسي أتكلم ومش عارف أقول إيه نفسي أطلع اللي جواي ومش عارف مع إني عقلي مبيقفش (لا يتوقف) عن التفكير نهائي كأني مسجون في عقلي. لأني للأسف عندي مشكلة ثانية، أحلام اليقظة اللي ببقى جواها معظم اليوم، وأنا رايح وراجع من الجامعة، وأنا مع أصحابي معظم الأوقات في كلمة قلتها (قالتها) صديقه ليّ وأعتقد أن عندها حق فيها: "أنا بفضّل أعيش في عالم أحلامي عن العالم الحقيقي".
ده غير مشكلة الخجل في تعاملي مع الآخرين ومشكلة الذنب اللي عندي، لدرجة أنّ واحداً سألني: "الساعة كام؟" ومختش بالي وأختي قالت لي بعد ممشي حسيت بالذنب، لأني مسمعتوش (لم أسمعه)، ولغاية النهارده فاكر مع أنه حصل من 3 سنين. لكن مع كل ده ساعات بحس إني أنافق نفسي في بعض الأحيان لدرجة إني حاسس إني أنافق وأكذب على نفسي وأنا أكتب الرسالة ده. وللأسف عندي مشكلة أخرى، أنّي مبعرفش (لا أعرف) أطلّع غضبي أو حزني، أكتمه جوايا وبطلعه في تخيّلاتي، بس (لكن) مع أني أكون مع الشخص اللي أغضبني كويس من بره لكن من جوه ببقى غضبان منه ومش عارف أوصله غضبي إزاي، وده بيخلي الأشخاص دول يتمادوا بعض الأحيان في غلطهم وده يغضبني جداً.
وفي مشكلة ثانية، ساعات في تخيّلاتي ولحظة غضبي أتمنى أن أدمر كل اللى (من) حولي لدرجة أتمنى أن أبيد كل البشر بمن فيهم أنا لاحتمال أن تتكون أجناس أخرى تكون أحسن من البشر العاديين وللأسف الشعور ده أحس أني أحبه وأكرهه في نفس الوقت لأني عندي أمل في جزء من البشر بيبان (يظهر) لما أتفرج على فيلم وأتأثر بيه وأحس إني في أمل في البشر. في الحقيقة أنا أقسّم البشر إلى نوعين: البشر الفيروسات والبشر العاديين، البشر الفيروسات مجموعة من الناس -منهم أنا- عايشين وسط البشر العاديين محدش يلاحظهم إلا لو الفيروسات بقت خطيرة وحاولت تدمرهم، في الحالة ده بس يلاحظونهم ويحاولون تدمرهم.
أنا عارف أنّ تفكيري في البشر بالطريقة ده غلط لكن بصراحة أنا أتمنى لو كنت من كوكب ثاني بعيد عن هنا وعن الجنس البشري كله لأني بجد مش قادر أفهم النّاس وأنا عارف إنّي مش الله علشان أحكم على اللي يعيش ولا يموت لكن ده شعوري في أحيان كثيرة أتمنى بجد أن يساعدني أحد لأني مبقتش (لم أعد) أستحمل الشعور والأحاسيس اللي جوايا ونفسي أستريح لأني ساعات أحس أن حياتي ملهاش (ليس لها) سبب،
مش قادر أفهم النّاس ولا إزاى أتقرّب منهم مع أني ساعات أتمنى أدمرهم
وللأسف عارف أن العيب جوايا أنا لكن أنا مقتنع أن اللى حولي جزء من السبب اللي وصّلني لكده.
23/09/2007
رد المستشار
أتذكر الكتكوت حين يخرج من بيضته!!
يخرج ضعيفا... هشا... لا تقوى ساقاه على حمله...... مبتل الجسد ترتعش أوصاله لأنه صار مسئولا عن نفسه من الآن.
ورغم أنه لتوه قد كد وكدح حتى استطاع أن يكسر بجسده الصغير المتعب -بعد طول عناء- قشرة البيضة إلا أنه حين خرج وجد أنوارا هائلة وحياة ومطالب له ولمن حوله حتى يستطيع أن يحيا وسط هذا العالم الجديد، ليحفر له مكانا فيها ويخلق له دورا يقوم به؛ ولكنه يجد أحلاما تساوره فيهرب إليها فتارة يتمنى فيها أن يعود إلى بيضته أو يتصور شكلا مجنونا لعالمه وهذا...... لن يحدث.
وتارة يفعل في أحلامه ما يتمني فعله على أرض الواقع وهذا ما سيحدث!
فهنيئا لك بداية طريق النضج والوجود. وأعترف لك أن أصعب شيء في أي شيء هو بدايته فما بالنا حين نتحدث عن بداية التعرف والتصحيح لأنفسنا؟!!
وأزعم هنا أن البشر كلهم بلا استثناء قد مروا بتلك المرحلة ففيها ننظر لأنفسنا فلا نرى سوى العيوب ونتائج المقارنة مع الغير تكون حينها قاتلة! ولكن الأمر يختلف عن ذلك.
وما دمت تطلب العون فهذا مؤشر ينبئ بالخير، وأسجل لك هنا إعجابي بأمرين برعت فيهما الأول: هو تحليلك لمشكلتك الرئيسية وهي ثقتك في نفسك أو بمعنى أدق توكيدك لذاتك وبدايات اكتئاب؛
والثاني: تفكيرك الإبداعي الذي تمارسه من خلال أحلام يقظتك!
فلنعد الآن لثقتك وتوكيدك لذاتك وفيها أقول لك
.. الثقة أمر يكتسب وأجمل ما فيه أنه كالعدوى يصيب البشر حين يتعرضون له فجالس الواثقين من أنفسهم رويدا رويدا ستشعر بالفرق ليس فقط لأنك ستراهم كيف يتحدثون ويعبرون عن أنفسهم، ولكن لأنك ستكتشف أنهم فقط يستطيعون أن يعبروا عما يشعرون، وأن كلامهم أحيانا يكون بالنسبة لك تافها أو عادي جدا ولكن نجاحهم الحقيقي في أنهم لا يقفون عند شكلهم أمام البشر أو يحسبون حسابات كثيرة بداخلهم وإنما هم فقط يعبرون عما يشعرون سواء بالغضب أو السعادة وهو أهم درس لك.
.. الثقة بالنفس تحتاج منك ورقة وقلما، فيها تكتب ما تراه في نفسك من صفات جيدة ولا مانع من أن تستعين بأصدقائك القليلين ليقولوا لك ما يرونه هم فيك من مميزات على أن يكونوا مخلصين لك ويحبوك حتى تتمكن من إبراز تلك المميزات بداخلك لأنها موجودة ولكنك أنت من لا تريد رؤيتها أو الاعتراف بها أو على الأقل تهونها؛ كأن تكون محل ثقة الآخرين أو أنك تستمع لمن حولك جيدا أو تمارس رياضة جيدا أو لديك تفكير مبدع كما رأيت أنا أو غيره من الأمور حتى وإن كانت بسيطة لكنها موجودة .
.. الثقة بالنفس تأخذ وقتا لتُكتَسبَ فلا تتعجل ولا تستسلم بسرعة ولكن إصرارك هو الذي سيحسن ذلك.
.. كلمة السر في الثقة بالنفس في أمرين وهما التدرج والتدريب فالتدرج بأن تعبر عن مشاعرك أو يكون لك رد فعل بين أفراد أسرتك أولا أو بين أصدقائك القليلين ثم بعد ذلك مع "الشلة" وهكذا والتدريب بأن تستمر على ذلك بشكل يكاد يكون مستمرا لأن النتيجة ستكون تراكمية.
.. لا تتهاون في إعطاء نفسك تحفيزا داخليا حين تقوم بالتعبير عن نفسك أو أن تقوم برد فعل جيد مع المحيطين بك حتى ولو بحديث داخلي كأن تقول أنا هكذا أفضل أو الحمد لله أني استطعت أن أعبر عما أريد هذه المرة وهكذا.
.. ليس معنى القدرة على التعبير عن نفسك هو أن تجرح الآخرين أو أن تترك لنفسك العنان لتفعل وتقول ما تشاء في أي وقت تشاء دون حساب ولكن البشر يحتاجون أن نكون معهم كما نحن مع الحفاظ على عدم تجريحهم؛ لا أن نكتم بأنفسنا ونتصور أننا هكذا نحافظ على مشاعرهم وكأنهم صنعوا من زجاج!
.. كل ما يشعرك بالإنجاز عليك به سواء في التعامل أو لعب رياضة أو مساعدة آخرين في أي أمر تستطيعه لأن ذلك سيساعدك كثيرا في دعم تأكيدك وثقتك بنفسك.
أما أحلام اليقظة..... فما أجملها حين تكون متنفسا للإنسان حين يحلم بتغيير واقع ليفيد نفسه أو حتى للبشرية كلها فكل أصحاب الاختراعات أو من غيروا في حياة البشر كانوا يبدؤون من عند أحلامهم؛ أو حين تكون مجالا للإبداع والتفكير في حلول وأشكال جديدة مفيدة لم تكن موجودة من قبل؛ أو حين تكون مكانا للتدريب على ما يمكننا فعله المرة القادمة في موقف تعرضنا له من قبل ولكننا لم نتصرف فيه كما يجب أن يكون.
وما أقبحها إذا حلّت محل الواقع أو حين تصبح مكانا للهروب من حياتنا أو إذا أخذت مساحه أكبر مما يجب أن تكون عليه. وما أصعبها إذا تضخمت للدرجة التي تجعلنا نخلط بين الحقيقة والحلم فنتوه ونصبح صرعى لها مرضى نحتاج لعلاج!
لن أقول لك كف عن أحلامك أو أخيفك منها ولكن حين تبدأ في التعبير عن نفسك وترى أنك أفضل مما تتصور وأن تغييرك ممكن وحدك ستجد أحلامك تأخذ المساحة المقبولة والتي توجد عند كل البشر ويقل اكتئابك؛ فهيا ابدأ ولا تتأخر.
واقرأ على مجانين:
كيف أبني ثقتي في نفسي؟
كيف تنمي ثقتك بنفسك، م
تأكيد الذات