"اقلع غماك يا تــــــــور وارفض تلف
كسر تروس الساقية واشتم وتف
قال بس لفة كمان، ولفة كمان
يا أوصل نهاية السكة يا البير يجف"
(جاهين)
أنا زهقت من الحياة.. أو من رد فعلي لكل أحداث الحياة .. مجرد ساقية وواجبات والتزامات.. وهمّ.. وتعب.. وحزن..... مفيش قيمة حقيقية للتعب ده ولا هدف قوي.. مهما كان هدفك.. جواز.. خلفة.. ترقية.. شهادة.. صدقوني ولا حاجة.
"رب أرني الدنيا كما هي" (ابن القيم)
نفسي أفوق من اللي أنا فيه، بس موش عارف أفوق على إيه ولو فقت يا ترى حاشوف إيه؟
كنت أتمنى أكون زي الكتّاب والمفكرين الكبار، زي إدوارد سعيد، زي هيكل، زي مصطفي محمود (علي سبيل المثال).. أو زي المحاربين العظام اللي ماتوا في سبيل قضية مهمة.. كنت أتمنى أني أعمل شيء فعلاً، تفتكروا حبقى زي معظم الناس اللي في مصر كل هدفي هو أجيب شقة وأترقى في وظيفتي وأرضي خطيبتي أو مراتي وأربي عيالي.. طاب وبعدين!!!!!
أنا آسف علي رسالتي، وبالرغم من تأكدي التام أني موش حلاقي عندكم الإجابة.
هي مجرد فضفضة لأني موش حلاقي حد يفهمني وآسف على الإزعاج!!
16/11/2007
رد المستشار
لو كان كل من ملّ من أمر ورآه تعبا بلا فائدة حقيقية لفنت البشرية أو سكن ما تبقي منها على الأسرة الصفراء في السرايا التي تحمل نفس اللون!.
سألت نفسي كثيرا هل أنت مكتئب مزيف؟ أم مبدع مجنون؟ فرغم قصر سطورك إلا أنها معبّرة ومنتقاة وتفضح شخصك المتميز رغم أنفك أو رغم تصورك أني أهدهدك ليخف عنك حدة اكتئابك!
فنان أنت بلا منازع.... مبتكر أنت بلا تردد.... طموح أنت بلا مواربة رغم اختيارك لاسم زفت ونعتك لنفسك بأنك حمار يحمل بكالوريوس هندسة وعلى وشك الحصول على الماجستير!!
فانظر معي كيف هي أحلامك؟ كبيرة.... عظيمة.... تحتاج لأسطول من البشر وسنوات من البذل والعطاء لتحقيقها............ لذا سأرقب معك عن قرب أمورا وضعتها في طي النسيان متعمدا أو ساهيا.
كل هؤلاء المفكرين والعظماء طالما صفعتهم الحياة صفعات من الوزن الثقيل حتى أدمت وجوههم ولكنهم أتمّوا ما أرادوا..! فها هو هيكل يحكي لنا قصصا يشيب لها الولدان مما تعرض له ولا زال! ومواقف عصيبة كادت تودي بحياته في لحظة بل.... لحظات ناهيك عما حمله ويحمله قلبه من سقطات يعرفها عن "بيّنة" لرموز وحكام أضاعوا البلاد والعباد.
أم أحدثك عن تعرض د.مصطفى محمود لصراع نفسي أرداه ملحدا -كما نعته الناس- تتراشقه الأقلام وهواة الصيد في الماء العكر؛ أم أحدثك عن محاولات العلاج التي كابدها جاهين للخروج من تحت سطوة وثقل ظل الاكتئاب "....".
0 تدير ظهرك لقصص النجاح وإن قلت في مصر -أم الدنيا كما تقول- فأين أنت منهم أم تراك نسيت أن الهدف العظيم يقابله إرادة عظيمة وصبر ودأب لمن كان يؤمن بهدفه وحلمه بحق!.
0 حين نهدف لتغيير الكون أو مسار البشرية "قد" لا ننعم بتحقيق هذا في حياتنا لقصر العمر أو لعدم توفر الوقت المناسب لتحقيقه الآن ولكنه "قد" يتحقق على يد أبنائنا -الذين نتجوا من الزواج- أليس هذا شرفا كبيرا أن تضع بذرة لتحصد ثمارها ولو بعد حين؟ أم ترى أن إدوارد وجاهين وهيكل كانوا نبتة لحظة فكر حاضر واستيعاب سريع فظهروا في فترة أعمارهم فقط وترفض أن تعترف بأنهم امتداد لأحداث سابقة؟
0 نتجرأ على الله عز وعلا إذا فكرنا هكذا فقد أوضح لنا أنه يريد منا أن يرى كدا وتعبا ودأبا وعملا طيبا قويا ولم يطلب منا تحقيق النتائج! وأظنها كارثة تحل بالبشر لو كان المطلوب منا العمل والنتيجة!!.
0 لو سرت في تلك الحياة لو جدت عظماء "أخفياء" حققوا أهدافا كبيرة رغم تكرارها الممل آلاف المرات في الشكل الخارجي ولكن عظمتهم كانت في "قدرتهم" على تحقيقها في وضع تكاد تنعدم فيه الإمكانيات وبأنهم صاروا قدوة "بحق" لأمثالهم
ألا تشعر ذلك حين ترى امرأة فقيرة معدومة تنحت في صخر أصم، وتخلق فرصا من عدم، في ظروف قاسية فيخرج من تحت يديها طبيب ومهندس ووزير!.
0 سأغمض عيني عن رؤية استسلام أو استسهال لرفعك الراية البيضاء ولن أستبعد أنك أرسلت رسالتك استفزازا لنفسك قبلنا لترى وتسمع ما تعلمه جيدا فأحيانا -بل كثيرا- ما نحتاج أن نسمع ما نعرفه إلا أن وقعه علينا يكون مختلفا!.
لا تأسف على الإزعاج بل أأسف أنا لأني خذلتك وفهمتك على الرغم منك، ويبقى أن أذكرك بأمرين: أولهما أنك تستطيع أن تخلق لك دورا مختلفا من خلال تخصصك
ثانيهما أنك في طريقك السريع للاكتئاب فلا تهمل ذلك حتى لا تكون ضحية جديدة من ضحاياه.
ويتبع >>>>: اسمك زفت!!! الله جمييييل مشاركة