السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أشكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع وأول حسنة استفدتها أن أعرف أن مشكلتي ستحل بإذن الله. أنا فتاة في 23 من عمري، عشت فقط عشرة منها دون أن أحس بألم مع أني فترتها كنت أتعرض للضرب والإهانة، ولكن لم أحس إلا عندما دخلت مرحلة المراهقة أحسست أني بلا شخصية أو هدف.
إحساسي الدائم أني أنقص من غيري -حتى وإن كنت عكس ذلك-، وأعتقد أن ذلك يعود لوالداي اللذين اعتادا على تحطيمي أمام إخوتي وأمام الناس، وبالأخص أقاربي، حتى أصبحت أكره أن أراهم لأني أحس أني أقل منهم. مشكلتي بدأت بالرّهاب الاجتماعي وإحساسي بالراحة عندما أكون وحدي ولكن عندما أجتمع مع أي أحد سواء في الجامعة أو خارج البيت تشل حركتي، لا أستطيع تحريك جسدي إلا بنوع من التصنع، وحتى عندما آكل لا أستطيع الأكل أمام الناس وأبدأ بالتعرق بشدة وخاصة منطقة الإبط والغريب أني أعرق من الجهة التي يجلس فيها بجواري أحد!، فألاحظ عندما أعود من أي اجتماع أن ملابسي مبتلة من جهة والأخرى جافة وحتى لو كان ذلك في فصل الشتاء.
بدأت أطيل السكوت مما زاد من رائحة فمي مع أني اهتم بنظافتي بشكل هستيري إلا أني حرمت من الكلام والدفاع عن نفسي. توجد حالات تستدعي أن أتكلم فأظل صامتة، أصبحت حياتي جحيم فعندما تمر إحدى صديقاتي بأزمة أريد أن أحضنها وأتقرّب منها أجد أن هذا الأشياء تعيقني من أن التقرب لأحد، هذه الأشياء سيطرت عليّ بشكل دمر علاقتي بالآخرين، وثقتي بنفسي معدومة.
أريد أن أنسى ما فعله بي والدي وأبدأ حياة جديدة، غلطتي أني سمحت لأمي وأبي أن يدمراني فعندما أفعل أي شيء كانا ينقصان من شأنه مع أني كنت في صغري من الأوائل على مدرستي.
أرجوكم ساعدوني... أصبحت قليلة التركيز في محاضراتي وأركز على الأعراض وانخفض مستواي الدراسي بشكل غير طبيعي وأصبحت كثيرة الغياب، والآن زادت عندي مشكلة فعندما يكلمني أحد أصبحت أبحث عن أعراضي فيه؛ فمثلاً عندما أتحدث لأحد ويرفع يديه ليشير لمكان أو أي شي لا أركز مع الحديث وأنظر لمنطقة الإبط فيضطر من يحدثني أن ينزل يده بسرعة متضايقاً من نظراتي التي صدرت لا شعورياً مني.
أصبحت أبحث عن عيوبي في الآخرين حاولت أن أركز نظري ولكن أجد نفسي دائماً أنظر للآخرين نظرات تضايقهم مثل نظري لصدر أي واحدة تكلمني مما يضعني في موقف محرج ولكن ولله تصدر مني لا شعورياً، كرهت نفسي كرهت حياتي أصبحت عيوبي نقاط ضعفي وتسلط الكثيرين عليّ فكم من مرة سمعت كلمات جرحتني أني إنسانة لا أستحي حتى أنظر هكذا.
ومن المستحيل أن طلب من أبي وأمي أن يذهبا بي للطبيب النفسي لأني فعلت ذلك قبل سنة وليتني لم أفعل؛ وقتها عزمت أن أبدأ حياة جديدة وشكيت لأمي ما بداخلي أحسست بنظرات احتقار لي ولكن حلّفتها ألا تخبر أبي، أفهمتني أنها ستوهم أبي أننا نريد زيارة طبيب أسنان لأنه لا يوجد من يوصلنا إلى هناك، عولجت لمدة شهرين لم أتحسن ولكن بدأت أتكلم وأعبر عن نفسي وهذا شيء ضايق أبي، في يوم ما تضايق مني وقالها بأعلى صوته: "أنت مريضة نفسياً"، لا تتخيلوا وقعها عليّ، اكتشفت أن أمي أخبرته بكل شيء وكان يعرف أني أذهب للطبيب النفسي وقتها عرفت أن أمي وأبي ضد شفائي، تعرفون لماذا لأنهما يريداني مثلهما انطوائية لا أحب الاجتماعات ولا أدافع عن حقي وعندما بدأت حياتي تتغير بدأ يحاربنّي. أنا الآن أريد أن أتعالج ولكن بعيداً عنهما.
لهذه اللحظة وهما ينظران لي نظرة احتقار لأني ذهبت لطبيب، والدليل أنهما أعدما شخصيتي في البيت وسلّطا إخوتي عليّ، لا تتخيلوا 13 سنة من العذاب والخوف من الناس مع أني أريد أن اختلط بالناس، ولكن لا أستطيع فالأعراض تزداد معي وتحرمني من كل شيء حتى أني أصبحت لا أركز في كلامي فكثيراً ما أخطئ وأتكلم كلاماً أحس بسخافته بعد أن أجلس مع نفسي، فوقتها لا أكون في وعيي وأظل أحاسب نفسي لماذا لم أقل ذلك؟ لماذا لم أرد على هذا الكلام؟ فضلت السكوت على أن أقع في مثل هذه المواقف...
أرجوكم، أريد أن أتغير وأبدأ حياة جديدة فلقد ضاع من عمري الكثير ولم أستمتع به. آسفة على الإطالة ولكن 13 سنة ليست بالشيء اليسير.
جزاكم الله عني الخير والثواب.
03/02/2008
رد المستشار
بنيتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كان الله في عونك وشفاك وعفاك وعوضك خيراً مما فاتك بما هو آتٍ من حياتك. ذكرت جملة رائعة بين سطورك بأن معاملة والديك دمرتك وأنت سمحتِ لهما بهذا وهذه بالفعل النقطة التي يجب أن تبدئي التغيير فيها، والتي ستعتبر أول خطوة في طريق شفائك بإذن الله. لا تكوني حساسة لما يقولون، وإن قالوا عنك بأنك مريضة فهذا أمر جيد ويعني أنك بحاجة لعلاج وليس التهرب منه خوفاً من نظرتهم السلبية، فهم ليسوا النقطة الأهم الآن. قد نعود فيما بعد للحديث عن دورهم في معاناتك ولكن في الوقت الحالي تحتاجين لمراجعة الطبيب بأسرع ما يمكنك، فعزيزتي أنت تعانين من الوسواس القهري الذي لن يذهب من تلقاء نفسه ولا بإنكارك مرضك والاكتفاء بالشكوى من أعراضك ولوم والديك. تقولين أنك تتألمين وأنا أشعر بألمك واضحاً منثوراً بين الكلمات والسطور، ولكن لا بد من العلاج كي ينتهي الألم وبعدها تسعدين بحياتك.
أقول أنك بحاجة للدواء مع الجلسات المعرفية رغم رفضك هذا الخيار ولكنه الحل لمشكلتك، وكي تستطيعي إدراك ما ينتظرك من عمل راجعي من على الموقع الروابط التي تناولت برامج سلوكية لمعالجة الوسواس القهري، وانظري إن كنت بعد تناول الدواء تستطيعين الاستفادة منها.
درجة تعرقك قد لا تكون زائدة كما تعتقدين فمن الطبيعي أن عملية التعرق تزيد مع كل حالة توتر بهدف التخفيف على الجسد من الناحية البيولوجية. أما السكوت فهو لا يجعل للفم رائحة كما يفعل الصيام ولكنك في الأغلب توهمينها. كذلك ما تفرضينه على نفسك من عذاب بتقريع نفسك على كل سلوك يصدر عنك جميعها من أعراض الوسواس القهري الذي ينشط مع التربية القامعة ويستهدف الكثير من الأذكياء وقد أخطأت بقطع العلاج فأصلحي خطأك. أرجو أن يعافيك الله قريباً وتتابعينا بالمزيد من أخبارك.