متناقض الشعور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أعزائي المستشارين..
جزاكم الله خيرا كثيرا ووفقكم لما فيه الخير دائما.. تخرجت السنة الماضية وبعد تخرجي بثلاثة أشهر تقدم شخص لخطبتي... لكن لم يحدث نصيب ولم تستمر العلاقة كثيراً وبالرغم من ذلك فقد تأثرت بهذه التجربة كثيرا لأنها بالنسبة لي كانت غريبة بعض الشيء فكان رفضه مفاجأة وليس الرفض في حد ذاته لأنني أعرف أن كل شيء نصيب وأن الله كتب لنا الخير ولكن سبب الرفض هو الشيء الذي أدهشني "بسبب الاختلاط" وهو ما يشعرني بإهدار كرامتي لأن الله يعلم كم أراعي هذا الأمر في كل تعاملاتي في كل مكان أتواجد فيه بداية من مدرستي في الابتدائي والإعدادي والثانوي نهاية بالجامعة وفي العمل أو النشاط الذي أقوم به.
أشعر بان أحداً ما صفعني على وجهي أو بمعنى أدق "أداني على قفايا ومشى" مشكلتي الآن هي في التخلص من هذا الشعور، الموضوع ده مسيطر علي بشكل كبير بالرغم أنه مر عليه حوالي شهرين الحمد لله أؤمن بقدر الله وبأنه دائماً يكتب الخير لنا وأعرف أن الله رحمني بهذا القدر لأنني كنت أصلي الاستخارة وأدعو الله ألا يحملني ما لا طاقة لي به، وأصلاً بعد ما عرفت الرد صليت شكرا لله لأنه قدر لي الخير.
المشكلة في أنه بالرغم من ذلك إنني دائما أفكر في كرامتي التي أهدرت وأتخيل أني أتحاور مع ذلك الشخص بشكل عنيف وأوضح له أنه أصلاً سيئ الظن بي وهذا ليس من حقه لذا فأنا أرفض الارتباط به.
دائماً ودون أن اشعر أجدني أقول في نفسي "سامحك الله يا فلان" وأنا الآن غير مستقرة نفسيا إطلاقاً أحياناً قبل أن أنام عندما أكون بين النوم واليقظة أجدني أبكي بكاء غير إرادي لا أكون واعية لماذا أبكي؟ فقط دموعي تسقط بغزارة أو أضحك ضحكة قصيرة جداً لكنها عميقة "هه" فقط وذلك يكون قبل أن أذهب في النوم العميق.. كلاهما لا يكون بإرادتي لكني أشعر براحة داخلية بعدهما وفي أوقات أخرى أشعر بالاختناق أثناء النوم وكأن روحي تخرج من جسدي أو أن أحداً يخنقني وأوقات أخرى أشعر بتشنجات في وجهي أثناء النوم أيضاً أشعر بفمي ينجذب لأسفل مع الخدين كأني أصبت بالشلل وكلاهما يكون مؤلم جدااااا لكني أكون بين النوم واليقظة ولا أتمكن من الاستيقاظ لأوقف هذا الألم وذلك يكون في وسط النوم العميق.. كأنه حلم لكن عندما أستيقظ لا أتذكر إلا الألم.
لم أعد أقبل على الحياة بأي شكل… لا أرغب في أي شيء في الحياة لدرجة أنني عندما التحقت بعملي ظللت أفكر ماذا افعل براتبي.. لم أجدني أريد أي شيء مادي بالرغم من أنه تنقصني أشياء وكنت أريد شرائها... لكني لا أجد في نفسي الرغبة الآن، وكانت الفكرة أنني سأذهب لعمل عمرة وأتمنى من الله أن يقبض روحي وأنا هناك أو قبلها أن كان راضً عني.
أعرف أني لا يجب أن أستسلم لهذه الأفكار وأن أقبل على الحياة وأن هذا الموقف لا يمثل نهاية الدنيا بالنسبة لي لكنه ليس هذا الموقف فقط هو ما أثر في هذا التأثير وإنما عدة مواقف تتعلق بالدراسة والعمل وأشياء أريدها في الحياة ولكن تتشابه جميعا في أنني أكون مقبلة عليها جداً ولا يحدث لي فيها نصيب فأشعر أني كنت متجهة بكل تفكيري في طريق ما وبعد أن أرتب حياتي في هذا الاتجاه، أجد أنه عليّ البدء من جديد وعلى ألا أفكر فيما كنت أفكر به ثانية فأتخلى عنها برضا نفس وأتجه لأخرى حتى أصبحت لا أريد شيئا حقا في هذه الحياة وأيقنت أن "كله محصل بعضه" فعلا لم أعد أشعر بأي فرحة لفرصة ما حصلت عليه وكذلك لا أشعر بالحزن لشيء فاتني لا أشعر بأي شيء هذا التخلي من ناحيتي يجعلني أشك بنفسي وبقدراتي وأشعر أني ضعيفة ولا أعمل من أجل تحقيق أهدافي وإنجازاتي الفعلية قليلة جدا مقارنة بما يجب علي إنجازه أعرف أنها حالة من الاستسلام ...ويمكن أكون بداخلي أتلذذ بشعوري كأني الضحية لكنني تعبت حقا ولا أستطيع العمل على تصحيح ما أراه خاطئ.
مشكلة أخرى أيضاً عندي وهي أنني لا أستطيع الإنجاز لأنني أريد دائماً أن أعمل بالترتيب المنطقي للمهام التي علي القيام بها كأن أرتب غرفتي أولاً قبل أن أذهب مثلا لاستخراج رخصة القيادة الخاصة بي، أشياء ليست لها علاقة ببعضها لكني أضع تخيلاً في ذهني عن كيفية القيام بالمهام... ولا أنجز منه شيئاً.
إذا فقدت شيئاً ليس له أي قيمة لا يمكنني القيام بأي عمل إلا إذا وجدته أولاً ففي مرة كنت أذاكر وسقط من يدي قلما كنت أستخدمه فظللت أبحث عنه كثيراً ولم أجده فثارت أعصابي جداً أكثر مما يستحق الموقف ولم أستطع مواصلة المذاكرة بالرغم من أنها كانت فترة امتحانات.
أهتم بالتفاصيل بشكل كبير جداً مما يضخم أي عمل أقوم به وأستهلك وقتاً وجهداً كبيراً مني تعبت من نفسي جداااااااااااااااا.
شيء آخر لا أعرف له تفسيراً هو أنني عند حدوث أزمة أو مصيبة أجد بداخلي شعورين متناقضين تماماً شعور بالرغبة في حدوث المصيبة وآخر أنني متأكدة تماما أني سأحزن إذا حدثت هذه الكارثة مثال: كانت أمي مريضة فأتخيل إذا توفت أمي "لا قدر الله" وأظل أبكي لكن بداخلي أريد أن أمر بهذه التجربة.. ويمكن أشعر أنه قد فاتتني فرصة المصيبة إذا تماثلت أمي للشفاء لا أعرف ما هذا ولا ما دوافعه أتمنى أن أجد رداً عندكم...
وأعتذر عن عدم الترتيب في طريقة عرض المشكلات.
جزاكم الله خيراً
03/02/2008
رد المستشار
هل تصدقينني إذا قلت لك أن معرفتك لمعنى ما تشعرين به ولا تبوحين به لأحد هو طريقك الحقيقي للتغيير؟ فحين نعلم أننا مترددين مثلاً، نبدأ في تغيير التردد رويدا... رويدا شرط أن يتوافر فينا أمران: الإرادة (للتغيير)... وعدم الرضا لما صرنا عليه لذا فثقتي في قدرتك على تحمّلك لمسؤولية تغييرك لنفسك يشجعني أن أقول لك أنك تحملين سمات الشخصية الاكتئابية!
فهناك ما يُسمي بسمات "الشخصية الاكتئابية" وأنت تحملين منها العديد؛ فهي شخصية تركن للألم والدموع... ترى الصعاب أكثر من أي شيء... قليلة الدأب... قليلة المبادرة... تنهزم بسرعة أمام موقف أو مشكلة أو تحدي وتترعرع وتشعر "بالوجود" في جو الكآبة والحزن وتوقع المصائب!!
فهل تتصورين أن للانجاز أو للتميز أو للمثابرة مكان وسط هذا الكم من تمني الحزن والكآبة والاستعداد للهزائم؟!
فكان طبيعي أن رفض العريس لك يسبب كل ذلك الألم رغم استسلامك لأقدار الله! فالفتيات تتعرضن للرفض يومياً فكم منهن يبقين في شعور الألم بسبب الرفض مع اعترافي بأنه مؤلم وكلما تذكرناه نتألم لكن ليس بكل ذلك العمق خاصةَ وان السبب غير مقنع! وكان طبيعي أن تتمني مصيبة الموت لأقرب الناس لك رغم أن وقوعه سيُدمي قلبك ولكن الشخصية الاكتئابية لا تشعر بقيمة الشيء والمعاني إلا بوجود "جو" النكد والحزن والدراما.
أما ما ذكرته من تشبثك بالتفاصيل والترتيب لخطوات متسلسلة "خاصة فترة الامتحانات" ما هي إلا وسائل هروبية من مواجهة أمر لا تتحمسين له "بصدق" وظهر جلياً في فترة الامتحانات وهذا ما نسميه بأعراض التفادي ومنها الانشغال بأمور جانبية –كبحثك عن القلم- وهو أمر طبيعي يتناغم مع أعراض قلق فترة الامتحانات.
إذن ماذا سنفعل الآن؟
أولاً: أن تتعودي تدريجياً على ترقب نفسك في استحضار الحزن والتلذذ بوجوده والتفاوض مع نفسك بأن المرح والفرح والتنعم بصحة جيدة وغيره أيضا يُمثّل "وجوداً" حقيقياً بل وجميلاً يحمل المعاني ويجعل للحياة قيمة؛ فالحياة حلوة .... وقد يصعب عليك ذلك في البداية ولكن التعود على تلك المفاهيم والاقتناع بها له مفعول السحر.
ثانيا: أن تزيدي ثقتك بنفسك أكثر من ذلك وفي موقعنا الكثير والكثير مما يتحدث عن الثقة والتوكيد.
ثالثا: أن تنتبهي بألا تقعي في الاكتئاب الذي صارت ملامحه واضحة تلك الفترة.
رابعاً: تعلُم الحديث برسائل إيجابية للنفس من الداخل فيها معاني الاستحسان والتشجيع وزيادة الإرادة ولتكافئي نفسك لكل مرة تنجحي فيها في تجنب الأفكار الحزينة واشتياقك لها وسيحدث التغيير وأنا واثقة.
واقرئي أيضًا على مجانين:
نزوع إلى الكمالية وتفكير وسواسي
بين يقظة الضمير والشخصية القسرية شعرة
شخصية كئيبة؟ أم قسرية؟
هل أنت شخصيةٌ قسرية؟