السلام عليكم ورحمة الله
أشكر لكم سعة صدركم وتعاونكم... وأنا أعتذر لإرسالي على بريد الموقع لأني بقالي ست شهور دائما بيفوتنى الموعد أو اليوم المحدد لإرسال المشاكل فرجاء تهتموا بمشكلتي وتردوا عليه سريعا.
أنا أو مشاكلي عادة بتكون غريبة شوية فمبلاقيش مكان لها غير هنا.. أنا بعيش حياة يمكن بتخوضها شوية مشاكل وعدم استقرار ويمكن مشكلة عدم الاستقرار دي عادة سيئة عندنا بالعائلة كلها يمكن لو قلت لكم أني مبكملش شهر بمكان واحد ببقى بتكلم بجد، ده غير طبعا أني عشت معظم عمري بالخليج وسفر مستمر وبعد ما استقرينا وكنت فاكرة أننا استقرينا بجد لكن طبعا مرض التنقل ده مزمن وملوش حل، المهم إن دي مشكلة من سلسلة المشاكل اللي بعيشها يوميا.
لكن مشكلتي الأخيرة وهى مش أخيرة أوى هي معي من فترة طويلة وابتدت تزيد معي دلوقتى بطريقة خلتني محل للأنظار وهى أني عندي اكتئاب بس من نوع خاص.. بيبتدى معي بالظبط من أول ما أصحى من النوم لحد ما الليل يدخل.. عايزة أأقولكم أني عكس الناس تماما مبقدرش أعمل أي حاجة بالنهار وبعمل كل حاجة بليل.. ودلوقتى الموضوع زاد معي أني بتخنق من النور والنهار.. طول اليوم بالنهار مقفلة الستائر وطافية النور وقليلة الكلام والحركة طول اليوم منطوية بغرفتي بجتنب كل الاجتماعات بالبيت وبرا البيت.
أهلي ابتدوا يكرهوني ده غير أنى بعطل كل الخروجات والمصالح لحد وقت المغرب والليل يدخل وبليل بتحول لشخصية تانية جداا مرحة ومتكلمة، وصلت لدرجة أنى بعمل شغل البيت والأكل لو كانت والدتي معتمدة عليه بالمهام دى بليل، وهما نائمين، ده طبعا غير أنى مابحسش بأي متعة بالنهار يعنى مثلا الأكل أقعد ماتغداش لحد الدنيا ما تليل على الآخر، وده خلاني أتحط بموقف محرج مع ضيوفي في مرة أنى أخرتهم معي لبليل بسبب أنى مش حابة تفوتنى متعة الأكل بالنهار.
ومرة اتقدم لي عريس وكان ميعاده للأسف الساعة 4عصرا وااقولكم أن الموضوع فشل بسبب حالتي دى، بجد اتخنقت من نفسي مش قادرة أشتغل أو أدرس دراسات عليّ لأن طبعا كل ده بيكون بالنهار.
أنا طبعا بخرج وبمارس حياتي عادى لكن من غير أي متعة وبحس باختناق واكتئاب فظيع وببقى ماشية في الشارع حاسة أني عايزة أنام ومرهقة جدا، بحب جدا النور الخافت أو الأفضل من غير نور خالص والغريب أنى بعرف أأقرا بالظلام.
وملحوظة تانية أحب اأقولها لكم أن الحالة دى بتزيد معي جدا وقت العصر وقبل المغرب بحس أني عايزة ااقتل نفسي وبحاول أنام عشان الوقت ده يعدى، كمان بحب ألبس اللون الأسود أوي أو الألوان السادة الهادئة لكن الألوان القوية زي الأصفر والأحمر والألوان المزخرفة مبقدرش أشوفها أصلا.
شيء تاني أساسي جدا في حالتي ويمكن متساوي في نفس حجم مشكلة الظلام وهو أن زاى مابحسش بأي متعة بالنهار نفس الحكاية وأنا مع الناس يعنى بفضل جدا الجلوس بمفردي ولو أأقولكم قد إيه بنتظر الفرصة لسفر أهلي أو خروجهم علشان أختلي بنفسي، وحلمي الوحيد أنى يكون عندي بيت خاص لا يسكنه أي شخص غيري مع أنى اجتماعية جداا ومتكلمة جدا لكن مش عارفة ليه الموضوع ده زاد معي دلوقت يعنى بحب الحفلات والاجتماعات لكن لوقت بسي، ومش أكتر من ساعة وتبتدي تسكني الحالة دى، مع عصبية واختناق وأدور على أي مكان أأقعد فيه مع نفسي.
وطبعا موضوع الأكل دة طبيعي أنى أتحجج بأي حجج واهية علشان أبعد وأأقدر آكل لوحدي لأني لو شربت حتى كاسة عصير قدام حد مبحسش بطعمها.. وأخيرا أنا بعتذر على طول المشكلة ورجاء تتقبلوها بصدر وسع، وأجد عندكم الجواب الشافي لحالتي اللي لأول مرة أتكلم فيها معاكم لأني ماحبش حد يلاحظ أو يعرف عني الأحوال دى.
وجزاكم الله خيرا
19/2/2008
رد المستشار
حضرة الأخت "N V" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
التخاطب عبر الإنترنيت هو تخاطب عبر الآلة لكي نُوصِل الصوت، الواحد للآخر. بالطبع هذا الصوت هو صوت إنساني بما يحمله من شعور وأحاسيس وعواطف. أما أن نتخاطب مع بعضنا "بالشِيفرة" فهذا ما أعتبره تجاوزاًَ للحد المطلوب من هذه العلاقة كي لا تصبح رسالتي رقماً أرسلها إلى أحرفٍ أبجدية وليس إلى إنسان.
إذاً، مرحباً يا "NV" !
ما تقدّمتِ به برسالتكِ عن حالة الاكتئاب وعوارضها من حب العزلة، وضيق الصدر خلال فترة النهار، الشره في الأكل... كلها عوارض تدل على أنكِ لربما أصبتِ بمرض الكآبة النفسية، والذي بات شائعاًً جداً في هذه الأيام.
أما عن الأسباب التي أدّت إلى ذلك، فقد يكون ذلك عائد لنمط الحياة الذي تعودتِ عليه، وخاصة في الخليج، حيث أن الحياة معظمها ليلي، تبدأ عند عودة الرجل إلى المنزل وتستمر خلال الليل، وسهراته الجميلة، ومن ثم العادة على إطالة النوم بالنهار، حيث لا يوجد شيء مهم نقوم به.
إذاً، تصبح العادة سيدة الموقف، وعندما نريد أن نكسر الروتين، قد نشعر بالتوتر والقلق ولربما يصل بنا الحال إلى الكآبة النفسية النهارية خاصة.
فماذا علينا فعله؟
1- بالنسبة إلى حالتك الخاصة لربما يكون الأجدر استشارة طبيب أخصّائي يقوم معكِ ببعض جلسات العلاج النفسي، وقد يحتاج الأمر إلى دواء الكآبة النفسية
2- بشكل عام، قد ننصح بالاهتمام بمواقيت الصلاة وتحسين العلاقة مع الباري عزّ وجلّ، فإن مواقيت الصلاة تدفعنا للالتزام بالروتين العالمي الذي فرضه الله علينا سبحانه، وليس بالدوامات الأخرى لبني البشر.
3- كما وننصح بأن نتحوّل إلى أُناس اجتماعيين من حيث الإكثار من أصدقاء الخير، والتواصل معهم، الاستماع لهم خاصة، ومساعدتهم على أمور حياتهم لكي نحس بأهمية الدور الذي نقوم به في المجتمع، وما يتلوه من صقل الشخصية للتوق إلى التكامل.
4- نعم، لا بد في البداية من أخذ عقاقير منوّمة في فترات الليل ومن ثم تناول المنبّهات النهارية، كالقهوة أو الشاي مثلاً، منذ الصباح وحتى ما بعد الظهر، لكي يبقى عقلنا صاحٍ في هذه الفترة.
5- يجب شغل الوقت النهاري بأعمال إيجابية نقوم بها، والتعاون مع بعض أفراد العائلة الذين يبرزون لنا أهمية ما نقوم به، وفعالية دورنا العائلي كي نزيد حماسة بالقيام بما يُطلب منا على مستوى المنزل.
6- حسناً تفعلين لو تابعتِ دراستك، حيث النشاط العلمي والجو الجامعي الجديد.
وفقك الله يا "NV" للخروج من الحالة التي تعانين منها، والقرب إلى رحاب الإيمان والكمال الإنساني.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة n_v أهلا وسهلا بك، من المضحك المبكي أن تبقي ستة أشهر في انتظار أن تجدي بوابة استقبال المشاكل مفتوحة، بصراحة عيب! أي قدرة على تحمل المعاناة والألم النفسي تلك التي تتمتعين بها؟ من فضلك الأجدى من كل هذا إذا أردت الشفاء مما أنت فيه أن تسارعي بزيارة الطبيب النفسي فليس هناك ما هو غريب في حالتك بقدر ما يبدو استعذابك للألم والمعاناة غريبا....
اقرئي على مجانين:
وحيدة ومكتئبة... مراجعة الطبيب فورا
شيماء.. والاكتئاب الجسيم
سنة ويمضي الاكتئاب لماذا العلاج؟