السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أختلف معكِ يا دكتورة أميرة، برغم أني أحب أرائك جداً يا د.أميرة، ولكنِ اختلف معكِ الآن ولكني لا أشارك الآن لأعلن عن هذا الاختلاف فهو شيء طبيعي وأعتقد أنكم تتقبلونه بشكل عادي، ولكن أتساءل حقاً عن الأسباب المنطقية التي تمنع نجاح علاقة بهذه الظروف، فكل ما ذكرتِ من فراق عن حضن الأهل والوطن ليس مبررا لأن يفترق اثنان متحابان ويريدان أن يجتمعا كما أحل الله وخاصة أن نفس الشيء ممكن أن يحدث في حالة زواجها لشخص من نفس القطر، بل وكثير من بنات بلدنا أنفسهن يفترقن تماماً عن أسرهن وعائلاتهن وذلك بإقامتهن في أماكن أخرى من نفس البلد، أو أن تتزوج الفتاه ثم ترحل إلى إحدى الدول العربية أو الأوربية كيفما تتيسر مصادر الرزق للأسرة الجديدة فتبتعد بذلك أيضاً عن الأهل والوطن وهي سنة الحياة كما أعتقد أن تنشأ أسر جديدة من قلب أسر أكبر وتبدأ رحلتها الخاصة في الحياة حسب الدروب التي ييسرها الله لها.
لا أحب أن أرى سوط الاستعطاف والاسترحام والتذكير بحقوق الأهل والوطن مسلطة في غير محلها، نعم في غير محلها، فإذا أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه ليس للمتحابين إلا الزواج ولم يضع لذلك شروطاً وقيوداً، لم تكن يوماً قيوداً على بشر، بل ولا زالت قصص الحياة تخبرنا بأنه لا قواعد معينة يستطيع البشر أن يتبعوها في هذا الأمر.
فإن كان بعض الناس قد يُسر لهم أن ينعموا بالحياة مع من اختاروا بالقرب من أهلهم، فهذا فضل الله يعطيه من يشاء وإن لم يكن، فهذا قدر الله والحمد لله على كل حال، أرجو يا د.أميرة ألا يكون لكلامي أي انطباع سلبي فهو ليس شخصيا كما تعلمين، كما أني فعلاً أقدر أراءك جداً، ولكن بصراحة مشكلة البنت تعني لي الكثير بشكل شخصي، والرد هنا أحبطني جداً، أشفقت جداً عليها، وأتمنى أن يوفقها الله للسعادة والراحة وأن ييسر لها الرضا من أهلها عن هذا الارتباط بخاصة إذا ثبتت فعلاً جدية هذا الشاب في الارتباط بها كما يرضي الله، وأن يصونها ويحافظ عليها وإن كان هذا أمر لا يستطيع أحدٌ أن يضمنه إلا الله، حتى وإن كان هذا الشاب من أقرب الناس إليها في القرابة والمكان.
هذا ما أرى
وشكراً،
15/2/2008
رد المستشار
تصورتك ستسألين عن الأسباب العاطفية ولكنك تتساءلين عن الأسباب المنطقية وهي لب رأيي يا صديقتي وهو أن كل الأسباب المنطقية هي التي تدعونا للنصح بنسيان الموضوع برمته فهي علاقة حب تفتقر للتعارف الحقيقي الذي يُبنى عليه قرار الزواج،فمهما كان الحديث بين اثنين إلا أنه تعارف غير حقيقي ولقد تحدثنا في ذلك مراراً وتكراراً حتى صاحبة المشكلة أقرت بذلك في رسالتها وأخوها بعد أن قابله بالفعل،تحدث معها بأنه من المستحيل الموافقة عليه،وكذلك أبوها لن يوافق أبداً بالإضافة إليها نفسها،فهي قالت أنها لا تتصور البعد عن أهلها ووطنها لأنها تحبه أليس كل ذلك أسباباً منطقية للفراق؟
كل أبطال القصة لديهم أسباب قوية لعدم الموافقة بما فيهم هي نفسها، أما حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الخاص بالمتحابين فهو دعوة للزواج وليس دعوة للحب، ومادام الزواج لن يتم ولن يوافق عليه فما معنى استمرار هذا الحب.
وتتحدثين عن الوطن وفراقه، فأنا معك تماماً فيما قلتِه ولكن هل وطن كفلسطين مثل أي وطن؟ هل الخروج منه للزواج بكل ما سبق الحديث عن ظروف تلك القصة يجعلنا نقرر أن نترك وطنا كفلسطين التي تحتاج لرجال ونساء وشباب في كل دقيقة؟ هل حين يسافر أبناء وطننا يسافرون وقلوبهم تتمزق من أجل فراق الوطن الحبيب؟
ألا ترين معي كمَّ الفرحة والسعادة للسفر للخارج بل وتكتم أمره حتى لا يأخذ عين ويكون الفراق مؤلم لترك الأهل لا لترك رفاهية الوطن واحترامه لأبنائه والسهر على راحتهم.
خُمس رجال بلدنا بالخارج يا صديقتي ولا يريدون العودة خوفاً من الضياع والحصول على مرتبة شحات من الدرجة الأولى. أي شخص يسافر خارج وطننا يعرف فوراً معنى مواطن درجة ثانية يعرف كم هو مهضوم الحق في أبسط الأمور فأي فراق عن الوطن تقارنين أو تتحدثين؟
أردت فقط توضيح الرؤية، لكن أنا شخصياً أكره جداً ألا تكتمل قصة حب أو السفر خارج بلدي مصر لكنها الحياة وحسابات العقل.