السلام عليكم ورحمة الله
غاليتي الدكتورة حنان؛
لا يوجد من أشكي إليه كآبتي، أكاد أختنق، أتعلمين في هذه اللحظة بالذات أحتاج لمن يفهمني ويخفف عني ألمي، أمر صعب جداً أن تكتشفي أن خبايا نفسك قيد العلن، أقسم أن ما بيني وبين الله مكشوف... أكاد أجن، أصبحت أخاف حتى الحديث مع نفسي خشية أن يقرأ أحدهم أفكاري..! كيف تكون ردة فعلكِ حالما تكتشفين أن أقرب المقربين إليك يتجسس عليكِ، يفتح جهازك، يقرأ مذكراتك، محادثاتك، رسائلك على الإيميل ويحادث الموجودين على الماسنجر دون علمك، أن يقف لك بالمرصاد في المنتديات المشاركة بها.
والأدهى أن يعبث بشيء ملك لكِ أنت اشتريته بحرّ مالك..!.. بأي حق يتجسس عليّ أخي..!!.. أقسم أن عالم الانترنت بالنسبة لي عالم افتراضي أمارس فيه تمردي بحرية تامة وما أن أغلق الجهاز حتى أنسى كل ما فيه، يريحني أن أتحدث مع شخص ما، أتحدث معه وأفضفض عن نفسي، عن مشاعر الوحدة والإهمال، أن أعيش ولو في الوهم جزءاً من السعادة..! حتى الخيال محرّم عليّ؟ أن أتحدث مع الأشباح الافتراضية محرم عليّ؟ مذكراتي هي ملك لي أنا لا دخل له بها، لمااااذا يقرأها من خلف ظهري؟... هل من الخطأ أن أدونها بجهازي..! عندما أدخل الانترنت أجد متنفساً لتفريغ أفكاري الشريرة ثم أعود فتاة طبيعية، الفراغ أتعبني، لم يعد لي قدرة على الصبر.. كل يوم يمرّ عليّ أجده ثقيلاً، أذوي فيه.. أكاد أموت.. الثرثرة على الماسنجر وحدها تهدئني..!
أخبريني ماذا أفعل، كيف أفضفض على مشاعري وأحتفظ بها دون أن يقرأها أحد؟ لا أضمن أن أكتب على الورق دون أن تمتد يده إليه، أشعر أنه يجد في تتبع خطواتي متعة له، أن يعرف تحركاتي، وكأنه لا شغل له إلا أنا..! أخي البالغ من العمر 19 عاماً فقط ..!.. فوق ما فعله بي من تجسسه على جهازي، أخبر أمي بكل شيء عمّا اكتشفه من معلومات مهمة بالنسبة له، لتهتز صورتي أمامها وبقوة، وويبيّض هو صفحته على حسابي، يتقرّب معها بالحديث عني ونهش لحمي..!
هل عندما أقول في مذكراتي أني أنوي التدخين، فهل سأدخن فعلاً؟ عندما أقول أريد قتل شخصٍ ما، هل سأفعلها؟ عندما أقول أريد ارتداء ثوب رجالي وشماغ وأخرج لأتمشى في الشارع، هل سأفعلها؟ هل عندما أقول أني أرغب بالانتحار سأنتحر فعلاً..؟ هل عندما أفكر بالحب والعيش في حضن رجل، هل أكون بذلك ارتكبت أمراً مخلاً؟..! هي كلها أمور وقصص من نسج خيالي كتبتها والآن يحاسبونني عليها وكأنني فعلتها..! الفتاة المتدينة أمام أمي.. أصبحت لا شيء.. لا شيء يشفع لي، وكأني ارتكبت جرماً خطيراً، أو كبيرةً من الكبائر، أو مصيبةً من مصائب الدنيا، سطوري الالكترونية صارت إثماً لا يغتفر.. أكاد أضحك هنا.. لا بل فعلاً ضحكت.. أتعرفين ما المضحك المبكي، سيدتي؟ أخي المنصب نفسه الوصي على أخلاقي وأفعالي الالكترونية الافتراضية الوهمية، المنصب نفسه حارس الفضيلة والمدافع عن الأخلاق الحميدة، يحادث فتاةً على الهاتف..!!!!!!.. ياااا سلام.. حرام عليّ الحديث بعالم افتراضي، وحلااااااااااال عليه التغزل ببنت الناس على أرض الواقع..!
وماما، يا عيني على ماما، تنوي خطبتها له حسب رغبته..!!.. ابنها المدلل.. تخطب له واحدة أحبها من النت لا شافها ولا بطيخ، وسمع صوتها على الجوال..!.. بنت الناس هي أفعالها مباركة ولا أيه المحروسة..؟ أعيش ببيت مليء بالتناقض..!!.. أنا لو أكلم شاب تلفون صدقيني يذبحني..!.. ويحل لنفسه ما هو محرم على غيره..!. يا إلهي الرجل الشرقي حقاً متخلف..!.. صدقيني هو يحتقرني الآن ويعاملني كأني منبوذة..! وتلك يحبها ويعشقها وينوي أن يتزوجها..!.. يعني حبيبته وعشيقته أليست سيئة أكثر مني؟ ألم تخن ثقة أهلها بالهاتف..!.. عالم غريب.
اللهم لك الشكر على نعمة العقل..! والله ابتدأت الرسالة بالبكاء والدموع والآن أنا مصابة بهستيريا ضحك..!.. حقاً الفضفضة لها مفعول غير طبيعي في تهدئة النفس، كنت أود مراسلتك كي أخبرك أني استمعت لنصيحتك، حاولت الخروج من المنزل بحثاً عن عمل، كدت أفلح مرة لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وبالأمس فقط قدمت أوراقي في العمل التطوعي ودعواتك لي أن يقبلوني معهم..
02/03/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بنيتي أمل حياك الله....
لقد أوحشتني كلماتك المتميزة وبراعة أسلوبك هل تظنين بأن أهلك سيوافقون أن تنشري رواية؟؟ معاناتك يا أمل هي معاناة كثير من الأسر وهي التمييز في المعاملة بين الأولاد والكيل بمكيالين حتى فيما يتعلق بالقيم الأخلاقية ويقوم التمييز على أسس متعددة مثل الجنس والعمر والسمات ولا شيء يبرر هذا التميز لا من الناحية التربوية ولا حتى الدينية حيث يفرض الشرع على الأهل المساواة بين الأولاد في القبل... أرجو أن تكوني تتبسمين الآن فلنا دين لم يترك شاردة ولا واردة لكن قاتل الله الجهل وعصور الظلام ولندع التلاوم ونتحدث في المفيد.
عزيزتي بداية ضعي كلمة سر تمنع المتطفلين من استخدام جهازك وضعي كلمة سر للتسجيل في برنامج الماسجنر واستعيني بمقالة محمد حشيش عن الموضوع وأنا اذ ألفت انتباهك لهذه التدابير أكلفك أمانة ثقيلة أمام الله بأنك لن تسيئي استخدام ما أنعم الله عليك به من نعم وإن قلنا فلا نقول إلا ما يرضى الرحمن فكل ما يصدر عنا من جد أو هزل له رقيب عتيد ولا أظنك غافلة عن هذا ولكنها فقط تذكرة.
الخطوة التالية هي التفكير في دوافع سلوك أخيك وغالبا ما ستكون صورة من الغيرة منك وحب في لفت الانتباه لأهميته بالإضافة لاكتساب نقاط عند والدتك كما ذكرت وهنا يأتي دورك بتفويت فرص الدوافع غير السوية وإشباع الدوافع الصحية بالتقرب منه. واجعلي تحسين علاقتك به هدفا يشغل فراغك وعندما تقوى علاقتكما سيكون لديك صديق حقيقي يبعد عنك شبح الوحدة حاولي ولا تستعجلي النتائج.
اشرحي لوالدتك أن ما تكتبين هو محاولة لاستغلال وقتك في تعلم فن الكتابة ودافعي عن أخلاقك أمامها بأنها يجب أن تكون أكثر ثقة فيمن أنجبت ورعت فأنت في النهاية صورة عنها فلتدافع هي عمن أرضعت أمام من يهاجمها.
ثابري عزيزتي في البحث عن هدف حقيقي لحياتك واستعيني بالدعاء أن يفتح الله لك أبواب رحمته تعينين بها نفسك وتنفعين غيرك وتابعينا ولا تنسينا.
واقرئي على مجانين:
مجتمع للذكور فقط: أكره كل الرجال
طواغيت وأصنام: خرائط تحرير الرهائن م
طواغيت وأصنام... مشاركة
مهما كان التيار عنيفاً: الإصلاح ممكن مشاركة
ويتبع>>>>> : أسراري والمتطفلين مشاركة