السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
R03;
تحياتي إلى كل مجانين العقلاء، أنا أعمل في شركة قطاع عام منذ سنة تقريباً، أنا لا أهتم إطلاقاً بصورتي أمام زملائي أو رؤسائي أظهر كما أنا، لا أتملق أحداً لكنني أشعر بأنني مخطئة نظراً لكل ما أراه حولي.
أنا مثلاً كنت أصارح زميلة عملي الأكبر منّي والتي تقول لي يا ابنتي بأنني مقصّرة في واجباتي المنزلية، فأجدها أمامي تنصحني ومن ورائي تستهزئ بي، أجدها أمامي تظهر الأمومة وعندما أدير ظهري تغمز وتلمز.
المشكلة أنني لكي أتعامل مع الغير أحب أن يكون لي وجهاً واحداً فأخبرها عن تصرفاتها فتنكر تماماً وفي النهاية أكون أنا المخطئة وفهمتها خطأ، حقيقةً أشعر بلخبطة، فزميلتي التي تهتم بصورتها ورأي الزملاء ورؤساء العمل فيها أجدها ما شاء الله أقدر على التواصل الاجتماعي وتستطيع أن تكسب القلوب.
أعلم أن هذا لا يسمّى نفاقاً ولكن لم أعتد هذا أن أفكر في رأي الناس بي قبل أن أتصرف أي تصرف، لكي أقرّب لكم الموضوع فمثلاً حينما يكون ليس لدينا عملٌ أنا وزميلتي ونفتح موضوعاً للمناقشة أجدها تفتح اللاب توب أمامها وتتظاهر بالعمل إذا أقبل أحد الزملاء أو المسئولين أمّا أنا فأستمر في النقاش ولا يهمّني ما سوف يقال عني طالما لا يوجد عمل وهكذا.
16/03/2008
رد المستشار
صديقتي؛
مشكلتك متكررة في مجالات مختلفة في الحياة وهي للأسف تنتج عن عدم فهمنا لبعض الأمور، من ناحية زميلتك فهي تستخدم الأسلوب الذي تعتقد أنّه الأسلوب الأمثل في إعطائها والآخرين ما يريدون من مظاهر تعدّها مقبولة وتعتقد هي أنها مقبولة في نظر الآخرين، إنّها ولا شك -حسب وصفك- تحرص على أن يكون مظهرها فوق مستوى المساءلة أو الخطأ، وبالتالي فهي تخفي الخطأ أو ما يمكن تأويله على أنّه شبهة الخطأ، في هذا شيء من النفاق وشيء من الحكمة في نفس الوقت، فليس كل من يلاحظ مناقشتكما سوف يفهم أو يصدّق أنه ليس لديكما عملٌ، فبدلاً من أن تشرح هذا أو تضطر للتبرير تفتح اللاب توب وتتظاهر بالعمل لدرء المشاكل والتدخلات الفضولية من الآخرين وبالتالي تتجنب ضرورة الشرح.
من ناحية أخرى فإنّ أسلوبها يدل على أنّها ليست من النوع المستقيم تماماً، فلماذا تصرّين على مصادقتها؟!، أنصحك بأن تقللي من حميميتك معها وأن تعتبريها مجرد زميلة وليست صديقة، بالتالي يجب أن تتجني البوح لها بأسرارك أو برأيك أو بمشاعرك، وأن تبحثي عن أصدقاء آخرين ويستحسن أن يكونوا من خارج إطار العمل، فمن ناحية الأمانة في العمل، لا يصح أن يفعل المرء ما هو ليس متعلقاً بالعمل أثناء تواجده في مكان العمل، وليس من المعقول أن يمرّ يوم وليس هناك عمل فيه لأننا في كل الأعمال وفي كل المجالات نعاني التأخير، فهل انتهت كل الأعمال؟! وهل انتهى كل ما يمكن أن يفعل في الشركة؟؟
شركات القطاع العام بها تأخيرات وتقصيرات كثيرة، وهناك الكثير الذي يمكن إنجازه والذي من البديهي ضرورة إنجازه ولكن رئيسك لا يكلفك به، هل تخدم شركات القطاع العام المواطنين والهيئات والشركات خدمةً مريحةً وسريعةً؟؟ كلّنا يعاني من التباطؤ والروتين وبالتالي فمقولة أنّه ليس لديكما عمل هي مقولة غير صحيحة أو على الأقل غير دقيقة، ألا ترين انّك تنتقدين فيها عدم الأمانة في حين أنّك تشتركين فيها؟ الفارق بينكما أنها تستحي من هذا وأنت تعتبرين أن عدم اهتمامك برأي أو انطباع الآخرين هو الصواب، كلتاكما على خطأ في أنكما تهدران وقت العمل فيما لا يتعلق به.
الوجه الواحد في التعامل لا يعني الصدام أو انتقاد الآخرين وكأنك الوحيدة التي من حقها أن تقرر ما يجب على الآخرين فعله، حاولي أن تفهمي وجهة نظر الآخرين وأسباب أو تفسير تصرفاتهم حتى وإن كانت غير مبررة في نظرك، اسألي نفسك دائماً ما هو السياق الذي يرغم الآخر على التّصرف على النحو الذي يختاره.
وسؤال أخير؛ لماذا تصادقين من لا تحترمين؟.
وفّقك الله وإيّانا لما فيه الخير والصواب.