حبيبي يريد أمي..!؟
حبيبي يريد الزواج من أمي بعد وفاة أبي لم يتقرب إلينا أحد ليعطف علينا سواه وكان يعاملني أفضل معاملة فأحببته حبا شديدا وبعد فترة طلب يد أمي للزواج ماذا أفعل؟
لا أتصور الواقع هو يكبرني بـ 14عاما
28/4/2008
رد المستشار
أنظر إليك صغيرتي بعد أن يمر عليك عشر سنوات فأراك تضحكين من كل قلبك وتنظرين بود وتقدير لمن أراد الزواج بأمك وتقولين في سرك كم عوضتني عن أبي يا عمي العزيز. وتتحيرين في اختيار الطريقة التي ستعترفين فيها له بان هناك شاباً يافعاً يفهمك ويشبهك في حبك للحياة وطريقة تفكيرك ويتمنى من قلبه الزواج منك وقد اختارك من دون الفتيات ليفوز بك زوجة تشاركينه حياته في جدها ولعبها ومسؤوليتها ومتعتها، فسأبوح لك بأمر غريب يخص القلب؛
ففي بداية استعماله عندما نصل لمثل سنك وتبدأ المشاعر تتسلل إلينا لنتعرف عليها لأول مرة تختلط فيه الأحاسيس فيكون الإعجاب حبا ويكون الحب كرها وتكون مشاعر الأبوة مشاعر محبين ويظل يتخبط كثيرا دون أن يثبت على حال حتى يعي ويستقر بالخبرة تارة وبمشورة أهل المعرفة تارة أخرى حتى يأتي يوم لا تختلط فيها أحاسيس الإنسان -خاصة الفتاة- لأنها عاطفية وقد وهبها الله "ترمومتر" يجعلها تستشعر صدق الأحاسيس التي تشعر بها وكذلك صدق الأحاسيس التي تُقدِّم لها فتعرف من هو الشخص المناسب لها ومن هو الحبيب الحقيقي لها ومتى يكون الوقت مناسب لتتويج هذا الحب بالزواج.
ولو فكرت للحظات مع نفسك بالعقل فستجدين أنه هو الوحيد على حد قولك من أبدى اهتمام بكم بعد وفاة والدك وبالطبع هو يهتم بكم جميعاً، ولكنك من فرط اختلاط الأحاسيس تصورته اهتماماً خاصاً كالاهتمام الذي يقدمه المحب لحبيبه وانظري لفارق السن الكبير جدا بينكما فهو رجلٌ يحتاج لسيدة ناضجة تعتني بشئون البيت ومسئولياته وباحتياجاته التي تتناسب مع سنها وسنه في هذا الوقت، ولو فكرت أكثر ستجدين أن حرمانك من مشاعر الأب مع ووجوده واهتمامه الشديد بكم جعلك تتصورين أنه حبيبك وأصدقك القول أن حب الأب أوسع وأجمل كثيرا جدا من الحبيب، فالحبيب يكون أناني في حبه يبحث عما يأخذه أكثر مما يعطيه لكن الأب هو الأمان الأكبر وهو العطاء بلا مقابل والحكمة التي تنير لنا الطريق، وهذا أجمل ما في صديق والدك يرحمه الله وأنا واثقة تماما بأنك حين تقررين أن تفكري بالعقل ستجدين حديثي إليك صحيحاً وأن مشاعر الاحتياج للاهتمام والرعاية هي ما تريدينها وتتصورينها زيفا بأنها مشاعر أخرى، فاجعليه أباً لك لتنهلي من مشاعر الأبوة والأمان.
أما والدتك فلتدعو لها أن يتم عليها زواجها من هذا الرجل الذي أحب أولادها ورعاهم فهي تحتاج من يؤنس وحدتها ويحب أبنائها في نفس الوقت وما أصعب الحصول عليه تلك الأيام فهنيئا لك ولها. والآن سيكون أمامك ثلاثة اختيارات وأنت حرة في اختيارك ولكن عليك أن تعرفي نتائج كل اختيار لتتحملي مسئوليته وحدك:
الأول: ألا تستطيعي فهم حديثي لك كما أتمنى وتضعف مقاومتك لتلك المشاعر المزيفة فتنهارين وترفضين الزواج بشدة بين والدتك وعمك وحينها ستعترفين بالسبب لأنه يحبكم وتحبونه وهنا ستفقدين كل السعادة التي كنت تتمتعين بها فعلاقته بكم ستتبدل وتصبح حرجة للغاية، وكذلك قد تتأثر علاقتك بأمك ويخيم على البيت جو كئيب ثقيل بعد أن تنسم بعض الفرح من بعد وفاة والدك.
الثاني: أن تحتمي بعقلك وتقرّين بصدق أن مشاعرك مشاعر مراهقة لن تلبث كثيرا أن تذوب بالوضع الجديد وستتألمين يا صغيرتي ولكن ما أهون هذا الألم أمام البديل الآخر وكم من آلام تحملناها وطواها الزمن بمرور الوقت وبنضوجنا ومعرفتنا للحقيقة وأن غداً ستقابلين من يناسبك لتهنئي به بحق.
الثالث: أن تقفي في المنتصف فلا ترفضين الزواج من أمك بوضوح ولا تعترفين بصدق بأن مشاعرك مشاعر مزيفة فتضمرين في نفسك الشعور بالقهر، وحينها ستنفجرين على أهون سبب ولن تستقيم الحياة مع عمك كما كانت وستبدأ تساؤلات التحول التي انتابتك وستفهم أمك أو عمك أو كلاهما حقيقة الأمر فنجني نفس نتيجة الاختيار الأول بالإضافة لصعوبة انسحاب عمك من حياتكم لأنه حينها سيكون قد تزوجها فيتعقد الأمر أكثر.
حبيبتي أعترف لك بصعوبة ما قلته لك ولكن خبراتنا نحو أنفسنا ومعرفتنا لها وللحياة نخطها بمرورنا بتجارب قد تكون سارة وقد تكون مؤلمة ولكن في النهاية تكون مفيدة وتجعلنا أقوى وأنضج.... أتمنى لك راحة البال وهداية قلبك لما فيه الخير يا حبيبتي الصغيرة.