بيغيظني في التليفزيون
هل تعلمين أن الوحدة اختيار..!؟
رد علي استفسارات الدكتورة، السلام عليكم....
أولا أحب أشكرك علي الرد ثانيا اعتذر لأني كتبت المشكلة باختصار لان وقتها كنت حزينة لدرجة لم أعرف ما كتبت...
نعم نحن أقارب ووالدتي ووالدته صديقات المشكلة أن الموضوع بدأ من رغبة أمي وأمه بتزويجنا وكانت والدته تقول لي وأنا صغيره بأنها تريد تزويجي له، المشكلة أني تعلقت به وكنت أعتقد بأننا سنتزوج ولم أفكر بأحد غيره وعندما كنا مراهقين كان يتعرف على البنات وكنت أسمع من شقيقته بأنه يقول أنها مجرد تسلية وكان هذا الشيء يطمئنني يقولون أنه سوف يعقل وينضج وكان الجميع يتعامل معنا على أساس أننا نحب بعضنا، كلما أتذكر تعليقاتهم علينا أستغرب لأني لا أعرف متى بدأ الإعجاب ونحن بسن صغيرة ولا أعرف هل تعلقت به لأنه الأقرب لعمري من إخوانه أو لخوفي من المستقبل لأن لدينا عادات متشددة في الزواج وخوفا من تزويجي لقريب والدي الذي يكبرني ب 20 سنة وخاصة أنه خطبني وأنا لازلت في الثانوية والدتي لم توافق لأنها لا تحبه ولمشاكله الكثيرة معها بعد وفاة والدي، وكون والدي ينوي تزويجي له،
هذه حياتي هم قرروا والدتي ووالدته أنهما يرغبان بتزويجنا ووالدي كان يرغب بتزويجي لقريبه والمضحك بعد هذا أني وصلت الثلاثين ولم أتزوج.... وأنا صغيرة مريت بما يمر به من هم أكبر مني وانشغلت بمن أتزوج وانتهيت بلا أحد.
الذي أعرفه الآن أني بالفعل كنت صغيرة جدا علي هذه الأمور وكم أتمني أني لم أشغل نفسي بها. كنت أعتقد إما أنه معجب بي وأننا سنتزوج أو أنه سيتعلق بواحدة من الفتيات الذي يعرفهن. وعندما كبرنا لم نرَ بعضنا ورفض شقيقي أن اذهب لزيارتهم بسببه وكون أشقائه ذكور.
وعندما أنهيت الثانوية عرفت أنه طلب من والدته أن تخطب له وأول من فكروا به أنا المهم أني لم أعجب معاليه وهذه لوحدها صدمة... وكنت مهملة جدا بنفسي وزاد رفضه لي شعوري بأني أقل من غيري... فجأة أصبحت أشعر أني غريبة عنه وعن عائلته، ووالدته عندما تأتي لنا كانت تتحدث عن الفتاة التي خطبتها له وتوصف جمالها ولم تحترم مشاعري.
واحنا صغار تعاملوا أن زواجنا مضمون وعندما لم يحدث والدته بالذات تعاملت معي وكأن شي لم يكن لم أعجبه وانتهي الموضوع وهذا ما اعتقدت وعلي الاستعداد لعرسه ومن حسن حظي أن العرس لم يتم من الخطيبة الأولى! الكل تعامل معي أن لا أبالي والموضوع انتهي وهذا ما اعتقدته لأصدم به وبأخلاقه حقيقة لا أعرف كيف يخطب وهو لم يعمل بعد، والمهم صدمتي بأخلاقه فجأة أصبح سيئا معي ولا أريد أن أذكر مواقف إذا أمكن المهم أنه سخر مني أكثر من مرة وظهرت أخلاقه السيئة، حقيقة لم أره بهذا السوء من قبل وبعد عدت مواقف سيئة تجاهي حاول مصالحتي وبطريقه سخيفة أحرجتني هذه لوحدها تحتاج لاعتذار ولم أرد عليه وأبعدت وجهي عنه فغضب وغادر المكان! الغريب أن هذا الموقف أغضبه ولا أعرف كيف توقع أن أسامحه بسهولة لأن المشكلة ليست فقط باني لم أعجبه وانتهي الموضوع بل برد فعله الطفولي تجاهي.
انقطعت علاقتنا بهم تدريجيا وقريبة منه قالت أشياء أن أمي قالتها وأن أمي لا تريد أن يكون لنا صله معهم وأن السبب كونه لم يتزوجني على الرغم من أن أمه هي من قللت الاتصالات إلى أن انقطعت تماما.
كيف أحصل على أخبارهم؟ من صديقه مشتركة تعرف والدتي ووالدته على الرغم من أن الموضوع له سنوات إلا أنه لا زال يؤثر عليه.
الحسنة الوحيدة أنه لم يؤثر بدراستي بالكلية ولا أعلم كيف نجحت وأنهيتها على الرغم من أن آخر سنة كنت متعبة جدا وأنهيتها بعلامات سيئة. أردت أن أرتاح بعد كل هذا المشاكل فوقعت بمشكلة أخرى عدم عملي مباشرة بعد الكلية وعندما سجلت اسمي مع المرشحين للعمل رشحت بمكان لم يعجب إخواني وأمي المدافعة الدائمة عن أشقائي أقنعتني بعدم عمل المشاكل مع أشقائي والانتظار لترشيح آخر بمكان يوافق عليه إخواني.
المهم مرت على الأقل 3 سنوات بعد التخرج ورشحت من جديد ولكن لم أنجح بالمقابلة ولا الاختبار وكالعادة لم أجد أحد معي يشجعني أو على الأقل ينصحني فمشكلتي أن لا أقرباء لي أو صديقات فلا خبرة لي في كثير من الأمور وهو ما تسبب لي بموقف محرج أثناء المقابلة للعمل وتعرضت لسخرية من والدتي وأشقائي ومن بعدها إلى الآن وأنا في المنزل.
مشكلتي أني أشعر بأن غيري الله يأخذ منه شيئا ويعوضه بآخر إلا أنا أشعر أني لم أحصل على شيء، أكره أن أرى نفسي أو يراني الآخرون ضعيفة أو أني استسلمت... ولم أستسلم إلا مؤخرا بعد محاولات شعرت بعدها أنه لم يقدر لي شيء بهذه الحياة، أخاف من شعوري لأني فكرت بأمور لا يجب أن أفكر بها ولجأت إلى الله ولكني أشعر أن الجميع تخلي عني. منذ تخرجي من الثانوية العامة إلى الآن وأنا في مشاكل أقول لنفسي لا بأس فقدت حبيبا ولكنك لا زلت صغيرة ركزي في دراستك انتهيت منها لأدخل بمشاكل بسبب عدم التوفيق في عمل ومرور السنوات ووصلت الثلاثين وأنا لم أحصل على شيء في هذه الحياة لست متزوجة ولست جميلة ولم يحصل لي نصيب أكثر من مرة بسبب ذلك بل حتى لو خطبت من جديد هذا لو فلن أقبل من البداية وأجد عذرا حتى لا أقابلهم فأنا لن أعرض نفسي لسخرية الآخرين مرة أخرى لأني تعرضت لسخرية حتى من ناس لا أعرفهم.
آسفة على الإطالة ولكن هذه المرة الأولى التي أتكلم بالموضوع أو أكتب لأحد عن المشكلة وعن ما أشعر. مرات أشعر أني قويه ولا يهمني أحد وبالذات هذا الشخص ومرات أشعر أني لا زلت بصدمة مما حدث بل وكأن الوقت لم يمر وأبكي وأكره سماع أخبار طيبة عنه تجاهلت الكثير من السيئات التي به ولم أطلب الكثير لم أطلب أن يكون ثريا بل رضيت بكل شيء فيه وعلى علاته.
كل شي حرمت منه حصل هو عليه وتوفق في حياته وعلى الرغم من شهادته المتواضعة إلا أنه تزوج بواحدة متعلمة تعليم عالي وجميلة، أحزن عندما أفكر بأنه متزوج وأب.. وبعد سنوات من انقطاع أخباره لا أنكر أني تمنيت أن يرجع لي لأصدم بزواجه وإنجابه لطفلين وحرصه علي جرحي بإيصاله أخبارا عنه بطرق مختلفة وبأنه تزوج وأنجب وأنه يحب زوجته؟!! لماذا لا زلت أشعر بالحزن لفراقه بعد كل هذه السنين ولم لا زال يؤثر بي على الرغم مما حدث .
باختصار رغبت بهذه الرسالة....
1-إخبار أحد بمشاعري الخاصة أني تعبت بعد كل هذه السنين .
2-أعرف أن ما أنا فيه خطأ ولكني لا أعرف ماذا أفعل حاولت التركيز في بداية المشكلة على دراستي ثم العمل ولم أوفق حتى الآن بشيء.
3- شعوري بالوحدة....... في الكلية كانت لي صديقه ووصلت لدرجة أني ترجيتها ألا تقطع الاتصال معي وكنا نتحدث في الهاتف لفترة ثم قطعت علاقتها بي خوفا أن أحسدها لأنها أصغر مني وعلى وشك الزواج ولأن أول مرة تحدث مشكلة بين أمها وخطيبها وهو قريبها فلم تجد أحد إلا أنا لتعتقد أني أغار منها وأني حسدتها؟؟
أكتفي بهذا لأني لن أنتهي أبدا ومعلش تحمليني
وآسفة على الإطالة.
5/6/2008
رد المستشار
كم أسعدتني متابعتك وكم أحزنتني! أسعدتني لأنني ما تصورته من خلال سطورك المفككة ظهر أنه صحيحا وكذلك لأنك لست مريضة نفسياً بالدرجة التي كانت تُخفُني عليك، أما حزني فتعددت أسبابه: منها، أنك ظللت ضحية تصرفات أهلك الغير منطقية ولا زلت تنعين تصرفاته ونذالته حتى الآن بعد أن صرت في الثلاثين!! وكذلك استسلامك الذي يثير حفيظتي فيما يخص شكلك أو عملك! فالخطأ الحقيقي يشير إلى أهلك وأهله الذين تصرفوا -مع اعتذاري- بجاهلية شديدة ويبدو أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال فيما معناه أن ثلاثة هزلهم جد وجدهم هزل منها التصريح بالزواج أو الطلاق كان لحكمة يعلمها عن طبيعة بعض البشر، وأن نهيه لنا صلوات الله عليه وسلامه عن أن تقول فلانة لفلانة أننا سنزوج أبننا لأبنتك أو العكس لنفس السبب، فالغرق في دوامة الماضي لن تجدي نفعاً بل ستظل "شماعة" تحت الطلب نضع عليها المبررات لضعف مقاومتنا لاتجاه التغيير، وكلما هاجمتك تلك الذكريات المؤلمة فلتتذكري انك كبرت "كفاية" لتستطيع أن تقولي لنفسك أنهم رغم خطئهم من البداية إلا أنك نضجت؛
وتستطيعي الآن أن تضعي كل شيء في مكانه ومساحته الحقيقية ولتذكري كذلك أن الثقة بالنفس، معادلة تتكون من ثلاث عناصر.. تعلُم +عدوى +قرار؛ فلم يولد أحداً واثقاً من نفسه هكذا، وإنما هي خصلة يتعلمها الإنسان على يدي والديه بدايةً وتصقلها الممارسة والاحتكاك بالبشر والمواقف فان فاتنا تعلمها منذ الصغر فالوقت ما زال موجودا بالإرادة والقرار والتعلم والممارسة والتدرج والتدريب، فقط كفي عن جلدك لنفسك بسوط انك ضحية كلمات تناثرت بين عائلتين دون أدنى مسئولية وضحية لتصرفاته فلقد كان مع اعتذاري الشديد لكي شخص طبيعي جداً تصرف تصرفات تتماشى مع سنه حين عبث فترة مراهقته -بغض النظر عن التقييم- وحين خطب من تعجبه وحين حاول معك محاولة منه لحفظ ماء وجهة حين تركته خطيبته أما طريقته في التعامل معكِ فهي محض سوء أدب وسوء تصرف واضح للعيان فلا تتركي نفسك وكأنك تقولين لها ليس في الإبداع أفضل مما كان واستفيدي مما مررت به من أحزان واقرئي في الثقة بالنفس وخطوات اكتسابها وتدربي عليها في ارض الواقع وتذكري قصص النجاح لبناء الإنسان لنفسه في ظروف ولأبوين بالمنطق لا يخرجا لنا إلا مسخاً أو أشباه بني البشر ولكنهم نجحوا حين قرروا وتحدوا أنفسهم قبل أي شيء ولم يكن ينقصهم إلا ما ينقصك الآن وهو قرار جريء فلا تتأخري.
ولتذكري كذلك أن الوحدة والضعف اختيار؟!! نعم اختيار؛ ولكننا لا نعي أننا نختارهما بتكاسلنا وخضوعنا غير المبرر لتصرفات من حولنا فالحياة مليئة بكل شيء؛ الأصدقاء والأقارب والزملاء والأحباء والعمل الوظيفي والعمل التطوعي والأنشطة الترفيهية والثقافية والجيران ومن يحتاجون المساعدة ومع ذلك نشكو الوحدة وعدم القدرة على مواجهة ما يؤلمنا؟! فهل ملء هذا الفراغ سيأتي إلينا دون جهد أو محاولات أم سننتظر أن تهدينا به الأقدار؟
فالحياة تحتاج منا لجهد حتى ننجح فيها قدر الإمكان فلا تستسلمي لفكرة أنك وحيدة وغير جميلة واخلقي بيديك حياتك وكوّني صداقات وابحثي عن عمل وظيفي حتى وان كان لا يأتي بمال مناسب وحتى وإن سخر منه إخوتك والبشر جميعاً وصادقي إخوتك وانخرطي معهم قليلا في نشاطاتهم أو التواصل مع بعض الجيران؛ فالحمد لله لم أجد من بين سطورك مشكلة نفسية تعيق ما أقوله لك إلا الاستسلام لسخافة فكرة الوحدة والضعف؛ في حين أن ما تعانين منه تحديدا ليست الوحدة كما نفهمها في العموم ولكن هو افتقاد لشريك حياتك الذي يتمم معك رسالتك في الحياة ويشعرك بوجودك وقيمتك وحتى يحين ظهوره فلتغترفي من جمال الحياة والبشر الموجودين بها لعله يختبئ بينهم ولتقومي بهوايات أو أعمال تشعرين فيها بوجودك فالأنثى لا يرتبط وجودها أو قيمتها فقط بوجود رجل في حياتها؛ ولكن ما أوسع الحياة وما أجملها حين يكون لنا دورا فيها نقوم به وننجح في بقائه.