نسونجي..!؟
السلام عليكم؛ كم أنا ممتن إلى وجود هذا الموقع، وما به من معلومات غزيرة جدا وأشكر القائمين عليه، وأتمنى التوفيق الدائم لهم جميعا.
المشكلة أن لي علاقات كثيرة مع نساء من جنسيات مختلفة، وأنا متزوج وعندي أطفال، ولكني أشعر بعدم الميل إلى واحدة أعرفها سواء عن طريق التليفون أو النت أو حتى معرفة شخصية يعني في البداية أشعر بالحب والعواطف والسعادة، بس سرعان ما تصل إلى الفتور وعدم الرضا من جهتي وأعود إلى زوجتي.
أنا أشعر بالفراغ من غير حالات الحب والتكلم مع أحد.... أشعر بعدم الرضا عن شيء، حتى في عملي أتمنى أن أصبح أكثر وأكثر من جيد وأشعر دائما بأن حقي مهضوم وفرصتي لم تأتي إلى الآن، بس الذي يؤرقني أني ساعات كثيرة لا أنام جيدا وأتمنى أن أتخلص من علاقاتي النسائية وأكون إنسان سوي.
في بعض الأحيان أشعر بأني لابد من الزواج مرة ثانية وكنت أسير في هذا الطريق ولكني توقفت عن الاستمرار فيه ولا أدري لماذا.
أرجو الرد على مشكلتي لأني تعبان جدا من هذا الموضوع، ولكم جزيل الشكر.
ملاحظة أرجو أن يكون الرد سري جدا
30/4/2008
رد المستشار
ثلاث خطوط رئيسية للأسف تضافرت لتوقع بك فيما أنت فيه وعليك أن تحول دون إغلاق المثلث فيصعب عليك تحطيمه؛
.. الخط الأول منبعه يعود لفترة مراهقتك وأتصورها لم تحظ بالكثير من العلاقات العاطفية ومرت مرورا باهتاً جعلتك دون تجارب كما يقولون فادخرت ذلك الحرمان –دون وعي- للوقت المناسب –وهو في الحقيقة غير مناسب-.
.. والخط الثاني سمات تحملها شخصيتك لا تبعد كثيرا عن الأنانية والنرجسية حيث تخضع كل ما يمر في حياتك لفكرة خدمة الذات واحتياجاتها للدرجة التي تجعلك تتنقل بين امرأة وأخرى في إشارة سريعة لعدم رضاك عن مستواك الوظيفي كما تتوقعه لنفسك في حين أن مديراً لمطعم وضع يتمناه الكثير ولا يستطيعون الوصول إليه،
.. الخط الثالث طبيعة المرحلة السنية التي تمر بها الآن والتي للأسف طالتك وهي ما نسميه أزمة منتصف العمر؛ وفيها يراجع الرجل نفسه من جديد وكأنه يكتشف فجأة أنه ضحى بأحلامه الفردية وحريته ورغباته تحت وطأة الزواج ومتطلباته وملل التكرارية في علاقته الجسدية مع زوجته وفتور العاطفة معها، فيبدأ في البحث من جديد عن نفسه واحتياجاته وغالبا تكون تلك الاحتياجات في إشباع فكرة انه لازال يملك سحرا "ما" قد يكون وضع اجتماعي أو مالي يجعل النساء ينجذبن إليه فيشعر "زيفاً" أنه لا زال مرغوبا وقادرا على استمالة الجنس الآخر حتى وان بلغ الأربعين!
لا أعلم هل أصبت في تحليلي حين تصورت فترة مراهقتك ودنجوانيتك وإدمانك للفتوحات العاطفية كما أسماها زميلي الدكتور المهدي في ظل سطورك القليلة أم لا، ولكن على أية حال سأترك لك عدة نقاط بين محاولة المقاومة والخوف لتدركها على مهل:
.. سعيدة أنا لوجود ضمير لا زال يئن في نفسك رغم أنه يؤرق مضجعك إلا أنه يحميك بين الحين والحين ويعيدك لزوجتك ولعقلك فلا تميته وأتركه يقوم بعمله مرة بعد مرة سينتصر الخير بداخلك.
.. بمرور الوقت ستجد نفسك تائهاً لا تعرف حقيقة نفسك فانتقالك بين النساء على اختلافهن وإرضائهن سيجعلك صاحب ألف وجه حتى يأتي يوم يجعلك لا تعرف أين وجهك الحقيقي.
.. لن يتوقف الأمر على مجرد تعارف طفيف لا يأخذ أكثر من مكالمات وعز ومات ومسدجات ورنات ولكنك ستصبح كاذب محترف والكاذب لا يفلح طول الوقت.
.. كما تدين تدان والله عز وعلا يمهل ويتوب على من تاب ولكنه لا ولن يُهمل فتركك لنفسك كما يحلو لها سيجعل الأيام تدور ويوقع بناتك أو زوجتك في أيدي رجال لا يتقون الله فانتبه.
.. مجرد قرار ناضج يتحدى الرجولة والمروءة الحقيقة بداخلك، بأن تحب زوجتك من جديد بصدق فترى فيها حلو الخصال وتتعامل مع سلبيتها برضا يجعل حياتك تختلف وتخرج طاقتك العاطفية معها فتسعد بالأمرين وهما؛إشعال حرارة الحب من جديد والارتياح لأنك تفعل الحلال. فلا تتكاسل أو تتصور أنه أمر صعب فهو ليس سهلا تماما ولكنه يمكن الوصول إليه إن أردت بصدق.
.. الابتعاد بقوة دون مرونة عن كل المقدمات أو الارتباطات الشرطية التي توقعك في علاقات من هذا النوع مهما حدث على أن تكافئ نفسك عن كل مرة تنجح فيها عن الوقوع في علاقة أو مقاومة إحداها.
وأخيرا.. أعتذر لك إن بدوت قاسية لك ولكنها ليست الحقيقة ولكنني أرجو لك أن ترضى عن نفسك ويرضى عنك الله عز وعلا فتنعم بالراحة النفسية التي من أجلها يقاتل العظماء والأغنياء فلا يحصلون عليها بسهولة، وكذلك إن حاولت بصدق مرات ولم تفلح فلا تتكاسل عن التواصل مع طبيب نفسي لتبدآ معا رحلة الشفاء إن شاء الله.