هل أنا معقدة..!؟
السلام عليكم،
عمري 16 سنة -يعني بالصف العاشر-. قصص رفيقاتي دائماً تكون عن الشباب والبنات والحب، صديقتي تظل تتكلم عن حبيبها وأخرى عن أصدقائها الشباب، وفي مرة سألتني واحدة عن صديقي (حبيبي) فقلت لها أن لا حبيب عندي فتفاجأت وظنّت أني أكذب.
أصبحت بعد تكرار تلك المواقف أشعر أنه يجب أن يكون عندي صديق أتكلم معه كما تفعل صديقاتي، ووصلت لمرحلة أني طلبت من صديقة لي أن تعرّفني على صديق حبيبها ولكني بعد أن تكلّمت معه لم أشعر أني أحبه ووجدت الأمر مثيراً للسخرية، لكن في أعماقي أتمنى لو أتكلّم عن قصتي كما يفعلن لأن الأحاديث لا تخرج عن هذا النطاق، وإذا خرجت فالاختلاف يظهر بتباين وجهات النظر ونبدأ بالشجار، وإذا تكلّمنا عن الدراسة (أنا مجتهدة والأولى على الصف) يغيّرنّ الموضوع أو يظهرن عدم الاهتمام.
أحياناً أحس أني معقّدة أو فيّ شيء يجعل الشباب لا يكلمونني. رفيقاتي يصفنني بأني غير عاطفية ودائماً أشغل عقلي وينتقدوني لأني لا أعيش عمري وأفكر كثيراً. أبي دائم الاطلاع على أموري، وحين أخبرته بما قلن لي قال أني أنا الصّح وأني بعد بضع سنوات سأدرك الفرق، وألا أستعجل، لكن أحياناً أصل لمرحلة أني لا أريد أن أستمع له لأنه كبير ولن يفهمني.
ومن ناحية رفيقات المدرسة فانا لا أحبّهنّ كثيراً لأنهنّ دائمات الانتقاد لي ويبحثن عن أي خطأ عندي، أنا أتضايق كثيراً وخاصة أنهن أعز صديقاتي، فيقلن أني لست رومانسية وينتقدن شكلي، وحين أرسم شيئاً يقلن أن الرسم لا يهم وأنه لا يطعم خبزاً!.
أفكر ألا أقول لأبي شيئاً من الآن وصاعداً لأني لا أستفيد. أنا تعرّفت على شاب الآن من الانترنت (الشات)، لا أدري لمَ؛ ربما بسبب رفيقاتي أو عقدة عندي، لست مرتاحة لذلك لكني لا أتوقف لأسئلتهم المتكررة.
أنا آسفة لأني أطلت.
18/05/2008
رد المستشار
أول مرة أستصعب لهجة أهل الشام ربما لأن اللهجة العامية تكون أصعب عند قراءتها على أي حال لا تكوني ريشة في مهب الريح اجعلي لنفسك مبادئ تتمسكين بها وخطوات تمشين عليها لا تتركي أذنيك للقيل والقال فالناس لا يعجبها شيء.
أما بالنسبة لصديقاتك وخصوصا في مثل هذه المرحلة يكون الاهتمام موجها نحو الجنس الآخر وقصص الحب وفي نظر كل واحدة أن ذلك دليل على أنوثتها أي كلما جذبت عددا أكبر من الشباب كلما دل ذلك على أنها أجمل وأكثر أنوثة من غيرها وهذه فكرة خاطئة بالطبع ولكن لكل مرحلة عمرية خصوصياتها التي تعتبر دلائل نمو انفعالي ووجداني.
أما بالنسبة لك فأنت تولين اهتماما لدراستك وهذا بالطبع أفضل معروف عملته في نفسك وأنت هكذا مشيتِ نحو الطريق الصحيح فكما تقولين أنك متفوقة دراسيا وهذا قد يكون سبب لغيرة أصدقائك منك فيحاولن أن يشعرنك بتفوقهن هن الأخريات ولكن من ناحية أخرى.
واعلمي أنك على الطريق الصح عكسهن فمع الوقت تهدا هذه الهوجة العاطفية لدى المراهقات ولا يبقى منها إلا القليل فكل ما تقوم به صديقاتك مجرد أفعال مع الوقت سوف تثبت خطأها وعدم جدواها.
كما أحيي والدك الذي أوضح لك بخبرته الأمور جيدا، جميل أن تكون مثل هذه العلاقة موجودة بين ابنة وأبيها.......... استمري عليها فسوف تجدين فيها العون والمساعدة بشتى أشكالها. التزمي بدراستك ولا تجعلي كلام زميلاتك يؤثر عليك أو يجعلك تحسين بالنقص ولا تعيريهن اهتماما أو يقلقك ما يقلنه ويجعلنك تسيرين على نهجهم قولي لهن أنك لا تهتمين بمثل هذه الأمور وأن ذلك لا يعني أنك رومانسية بل يعني أنك عقلانية وناضجة وأنك تنتظرين حتى تنضجي عاطفيا وأن الحب بالنسبة لك ليس تسلية بل هو بداية لطريق مليء بالسعادة وأن مشاعرك تدخرينها للشخص المناسب.
وأتمنى ألا تورطي نفسك في علاقة مع شاب الإنترنت فمثل هذه العلاقات صعب أن تكون حقيقية وناجحة والأسوأ أن معظم من تورطوا فيها لم يستوعبوا هذه النقطة إلا بعد أن تكون العلاقة أخذت منهم الكثير.
نمي ثقتك بنفسك والتزمي التفوق فهو خير معين لمستقبلك ولا تتعجلي الحب وانتظري حتى تنضجي عقليا وعاطفيا وعندها سوف يجدك الحب فالحب هو من يجدنا لا نجده نحن وأتمنى لك حياة سعيدة هادئة مليئة بالنجاح والثقة.