السلام عليكم
أعاني منذ أربع سنوات من أعراض غريبة وصفها الأطباء بحالة وسواس قهري.
بدأت الأعراض بتغيرات في تعبيرات الوجه حتى أصبحت لا أستطيع التحكم في عضلات وجهي؛ فلا أستطيع الابتسام ابتسامة طبيعية، ولا أريد لأحد أن ينظر إليّ وإلى وجهي بالأخص حتى لا يلاحظ هذا التغيير.
أما العرَض الأشد والأخطر أنني أصبحت وأنا أتكلم مع شخص ما أجدني لا أنظر إلى وجهه، بل لا إرادياً أجدني أنظر لركبته أو أذن أو أصابعه أو أي مكان آخر! وأصبحت لا أتحكم في نظراتي أيضاً. المهم أنني زرت أكثر من خمسة أطباء وأخذت أدوية لفترت طويلة؛ منها: الانفرانيل واللوسترال والمودابيكس والديورزاك وسبرابرو وغيرها، ولم يحدث تقدّم ملموس، وأنا الآن آخذ عقار الفافرين 100 واوراب 4 منذ أسبوع، فهل تنصحني بالاستمرار على الفافرين؟ وإذا لم يكن أوراب مناسباً، فما هو الدواء المناسب بجانب الفافرين؟ وهل فاعلية دواء ديورزاك نفس فاعلية بروزاك؟
ملحوظة: أن أقوم بتنفيذ علاج سلوكي ذاتي مع الدواء.
08/06/2008
رد المستشار
الأخ الفاضل "بركات"، تحية طيبة وكل عام وأنت بخير؛
أشكرك على صبرك وتحملك معاناة الابتلاء، أمّا وقد زرت خمسة من الزملاء فأظن أنهم جميعاً قد أجمعوا على تشخيص معاناتك باضطراب الوسواس القهري. من المعلوم أن الوسواس القهري له نطاق طولي (شدة أو قسوة أعراض المرض) يبدأ بأعراض بسيطة وينتهي بأعراض شديدة صعبة التحمل. وكذلك له نطاق عرضي (نوعية المرض) ويبدأ بأعراض عصابية وينتهي بأعراض ذهانية.
ونطاق دائري (أمراض مشاركة أو متداخلة) مثل الفصام الوسواسي واضطراب توهم المرض... وهكذا. على هذا الأساس وبحسب تظاهر اضطراب الوسواس القهري يصف الطبيب الدواء (من المنظور البيولوجي للمرض)، أو يضيف أو يصف العلاج السلوكي (من المنظور النفسي للمرض).
ومن الجهة السلوكية؛ فالعلاج السلوكي أو المعرفي السلوكي من أنجع العلاجات في حالة الوسواس القهري، وبإضافة العقاقير فإن نسبة التعافي من هذا الاضطراب تكون عالية جداً.
يصف الطبيب الدواء وفي ذهنه عدة أشياء منها:
1- طبيعة المرض ونوعه وشدته ودرجة خطورته.
2- حالة المريض الصحية.
3- قوة أداء الدواء مع أقل أعراض جانبية.
4- ثمن الدواء، حيث أثر العامل الاقتصادي وأهميته في مسألة تعاطي الدواء واستخدامه لفترة طويلة.
5- التاريخ السابق لاستعمال عقار معين ومدى كفاءته في تهدئة الأعراض مع أقل أعراض جانبية وارتياح المريض لمثل هذا الدواء.
وفي اضطراب الوسواس القهري عادة يصف الأطباء عقار الأنافرانيل، وهو من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ومن الأدوية الفعالة والقوية في علاج أعراض الوسواس القهري وإن لم يكن أقواها، ولكن مع ذلك فالأعراض الجانبية لهذا العقار كثيرة ولا يمكن تناوله في ظروف معينة. ويأتي بعده عقارات الماسا ومن أهمها الفافارين (فلوفيكسامين)، وهو من العقارات المثالية لعلاج أعراض الوسواس القهري... وهناك أدوية أخرى من نفس المجموعة ولكنها تأتي بعده في المرتبة... وهنا يمكنني الرد على سؤالك هل فاعلية الديورازاك كفاعلية البروزاك؟ فإذا تحدثنا من ناحية المادة الفعالة فهي واحدة وهي مادة الفلوكستين، ولكن مع التطور التكنولوجي فتم تصميم دواء الديورازاك لكي يكون طويل المدى ومستوى المادة الفعالة الخاصة به في الدم ثابت طول فترة التداوي، وكذلك سهولة تعاطي كبسولة كل أسبوع مما يعطي انطباعاً نفسياً جيداً للمريض وخصوصاً ذلك المريض الذي لا يحب تناول الدواء يومياً أو لا يريد أن يعرف أحد بتناوله عقاراً نفسياً وهذه الأشياء لا تتوفر بدرجة ما في البروزاك.
وقد يصف الطبيب مضادات القلق لمرضى الوسواس القهري باعتبار أن الأساس المرضي للوسواس القهري هو القلق مع تحوره بالحيل النفسية إلى وساوس وهذا مجال لشرح هذه المسألة. وقد يصف أيضاً مضادات الذهان، مثل أوراب وغيره وذلك لوجود أعراض ذهانية مصاحبة للمرض أو لشدة المرض... وهكذا.
وما أنصحك به هو متابعة طبيبك وعدم التنقل بين الأطباء مع علمي أن هذا يتم بغير إرادة منك، حيث أن مريض الوسواس كثير الشك ويتأثر بأي كلام يصل إلى أذنيه، وهذا يضر بك أنت أكثر من غيرك لأنه أثناء المعالجة تتكون بينك وبين معالجك علاقة تساعد كثيراً على تخفيف معاناتك "فليس بالدواء وحده يشفى الإنسان".
شكراً للمرة الثانية وتابعنا بأخبارك.