نحن فقط: بؤساء أم أغبياء؟!
أنا أمارس العادة السرية بأشكال عديدة، لكن على الصعيد الآخر أنا ملتزم في المسجد وكل الناس تشهد لي بالأخلاق. يعني ممكن أصلّي بالناس في المسجد ولكني منحرف أخلاقياً- الله يعفيني ويعفيكم-، طبعاً للأسف أنا أشاهد الأفلام الإباحية لكن على فترات متباعدة.
أمارس العادة السرية كل أسبوع مرة أو أقل، طبعا أنا لم أناقش الأمر مع والدي لأني عصبي، يعني لو كلمتها كلمة تغضب وتثور. أخي الذي يصغرني للأسف مدمن مخدرات- أنا الكبير- وأبي تفكيره غريب.
أي شخص أماشيه يقول لي: "أنت ضعيف وممكن أن يضيعك" يعني يظن أن أي أحد يمكنه أن يقودني للانحراف وطبعاً هذا لن يحصل. والمشكلة الأهم أني منافق من الدرجة الأولى؛ مع الناس بشكل ومع أصحابي بشكل آخر، طبعاً أتمنى أن أكون صاحب شخصية واحدة.
27/07/2008
وأرسل "راكان" الطالب المسلم من السعودية يقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أسأل الله أن يجزي القائمين على هذه الشبكة خير الجزاء. وبعد؛
تعرضت لعمليات لواط الأغلب كلا الطرفين يفعل بالآخر. بدأت هذه الحالة من السنة العاشرة تقريباً إلى السنة السادسة عشر لكن متفرقة جداً والآن قطعتها ولله الحمد لكن أنا الآن أتمنى أن أفعل ويفعل بي إلا أن المانع هو الحياء، وبكل صراحة.
الآن أصبحت أفعل بنفسي اللواط وذلك بإدخال أشياء في الدبر لكي أفرغ تلك الشهوة، وما أن أنتهي حتى أشعر بالوقاحة وأحياناً يصحبه تصوير فيديو، والعادة السرية لا تسأل عنها من كثرة ما أفعلها وأنا الآن أريد العلاج.
وشكراً.
27/07/2008
كما أرسل سائل وحائر الطالب في المرحلة الثانوية المسلم من السعودية يقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا طالب في المرحلة الثانوية وعمري الآن 17 سنة تقريباً.. في الواقع نحن نعيش في المجتمع السعودي، المجتمع المتحفظ جداً والملتزم، وأنا أعيش في مدينة معروفة على مستوى المملكة بأنه ينتشر بها اللواط وهي بالمنطقة الغربية.
أنا شخص ملتزم دينياً -والحمد لله-، وصلت لمرحلة البلوغ من 12 سنة وكنت محافظاً جداً ولكن عندما وصلت عمر 14 شهوتي بدأت وفي مرة من المرات كنت ألعب بعضوي التناسلي فأنزلت المني دون علمي بماهيته فبقيت صامتاً مستمتعاً، فمارست العادة السرية 3 مرات طبعاً كلها كانت في الخيال الفطري الذي تكون المرأة موضوعه، ولكن في أحد حصص التربية الإسلامية تكلّم المدرس عن العادة السرية وحرمتها شرعاً فتركتها نهائياً ولم أقربها.
لقد كنت ملتزماً بل متشدداً قليلاً، لا أقبل أن الكلام أو المزاح في الأمور الجنسية أمامي وجداً متحرز من هذا الوضع إلى أن وصلت 16 سنة بدأت أتأثر بمن حولي من مزاح المعلمين.. كله كلام فقط حتى أنني أصبحت أحب أحد أصدقائي حباً جنونياً وبدأت أتخيل نفسي أمارس الجنس معه، وكنت أتمتع بهذا العمل فأصبحت مدمناً للعادة السرية. والآن أصبحت متصفحاً يومياً للمواقع الإباحية للواط وتفكيري وشهوتي أصبحت تميل إلى الذكور بدلاً من الإناث!.
لكن ما زلت محافظاً على ألفاظي وكلامي وصلاتي وعبادتي وكلما مارست العادة أندم وأتحسر وأتوب.
نسأل الله لنا ولكم الهداية والصلاح في كل أمورنا وأن يوفقكم فيما تقدمون لإخوانكم.
27/07/2008
رد المستشار
لا يوجد أحد عاقل في العالم يعيش كما نعيش، أو يفعل بنفسه مثلما نفعل!!
وما زلت أفكر في الدعوة إلى إعلان عالمنا العربي "محمية طبيعية" تحتوي أنماطا منقرضة من البشر والسلوكيات، نادرة لدرجة أنها منعدمة في العالم، ولكنها لدينا هنا خبزنا اليومي، وحياتنا التي نعيش ونتنفس، إنها نحن... فقط... دون العالمين!!
نكتب وتقرؤون منذ سنوات، وما زلنا نتلقى نفس الصرخات والشكاوي والأنين، ولا أحد يتحرك في مجتمعاتنا ليتجاوب مع الطاقات المهدرة، والعمر الذي يضيع، والزمن الذي ننزفه، بل نحن ما زلنا غارقين في مناقشة التوافه باحثين عن الجديد منها، ويتساوى بعد ذلك، وفي ذلك من يتيهون في قيعان أدوية الفاقة مع المتخمين بامتلاء البطون، وعقولهم خاوية أو تكاد!!
مجموعة من المفاهيم المختلة المتهافتة تحكم تصوراتنا عن أنفسنا وعن العالم، وعن الأشياء، ولا أدري من أين جاءت هذه التخاريف أو التراكيب أو الأساطير البلهاء؟!
شباب صغير السن، قليل الخبرة، وبلا تجارب في الحياة تقريبا، وضيوفي الكرام اليوم كلهم من جيل واحد، والهم واحد، لا فارق بين خليج أو نيل، فالكل يعاني!!
ماذا نقدم نحن لهذا الجيل؟! وماذا يقدم هو لنفسه؟!
هذا جيل ينشأ في محاضن نعرفها، ونعرف ضعف قدراتها على التوجيه والتكوين والإرشاد في مواجهة عالم يموج، وثورة اتصالات تجتاح، عقلنا ما زال آخر سقفه أن يقف وسط ما يحصل مذعورا لا يمتلك غير التحريم، ولا يمضغ إلا الحصرم، ولا ينتج إلا المزيد من الرعب والتوتر والقلق!!
ما زال عقلنا لا يتصور ولا يستطيع مواجهة التحديات الهائلة المحيطة بنا إلا بالمزيد من التشديد اللفظي، وزيادة المتاريس والمزاليج أكثر فأكثر، والنتيجة ضياع الفضيلة فعلا، وإن بقيت شكلا يعرف أي صادق مع نفسه أنها قشرة تتآكل، وتحتها الخواء العظيم، والثقب الأسود الرهيب الذي تعيشه ملايين تترددي في مهاوي بلا قعر، ولا أحد يجرؤ على الرؤية السليمة فضلا عن المصارحة!!!
يا أبنائي السائلين يحتاج الإنسان كما خلقه الله إلى أمور فطرية، وحاجات أساسية لا تشبعها ولا تكاد تفهمها البيئة المحيطة بكم وبنا، فمن ذلك الحاجة إلى معرفة الذات أي ما أحب وأكره، ما يسعدني وما يستفزني، ما يثير اهتمامي من أمور، وما يثير استيائي، ويحتاج الإنسان كما خلقه الله إلى حياة اجتماعية فيها بشر آخرون يمارسون أنشطة، ويلتقون متحاورين ومتفاعلين ليتعارفوا ويتعاونوا ويتواصلوا.
يحتاج الإنسان كما خلقه الله إلى العلوم والفنون والثقافة والسياحة في الأرض، ويحتاج إلى معرفة الله، وإلى إطلاق الروح التي هي نفخة الإله العلوية، الروح تحتاج إلى تحرير من أسر الماديات والشهوات، وتحتاج إلى تنمية وتزكية لا تحصل إلا بتفاعل مع الخير والشر، وكلاهما بداخل كل إنسان، وكل مجتمع، وكل ظاهرة إنسانية، ولا يحصل هذا إلا بحركة في الواقع، وتفاعل بين الناس والأرض.
كفوا أرجوكم عن ترديد ما تسمعونه حولكم يصف ويفسر حياتنا بهذه السطحية والبلاهة أو ينتقد بنفس السطحية والبلاهة أشياء تافهة بينما أمورا أخرى هي الأولى بالانتقاد والحركة لتغييرها.
أرجوكم افهموا أنكم حين لا تعيشون كبشر روحيا وجسديا ونفسيا وعقليا فإنكم ستعيشون كالأنعام كما هي حياتنا في أغلبها.
حقوق الحد الأدنى الإنساني لا توفرها مجتمعاتكم المريضة إلا لقطاع محدود، وبصعوبة بالغة، وبقية الشئون مترنحة متعثرة.
لا تكونوا بهذه الخيبة والعجز في عصر يتيح لكم وسائل كثيرة للترقي والتنمية الإنسانية.
العادة السرية والجنس الإلكتروني واللواط المنتشر هي بدائل بائسة لإشباع غائب في الحاجات الإنسانية الأساسية المفتقدة من احتياج للترفيه، وللعلاقات الاجتماعية السليمة، ومن الحب الفطري بين الرجال والنساء، ومن النشاط الفكري والفني والثقافي، ومن القيام بحق البدن في التغذية السليمة والرياضة وغيرهما، وبناء هذه الحياة، وإشباع هذه الحاجات ممكن على المستوى الفردي بمعرفة السبل الموصلة لها، وتداول المعرفة المطلوبة، وتحصيل التدريب والخبرات لإنجازه، وعلى المستوى الجماعي فإن المجتمعات التي نعيش فيها لابد أن تتغير في هذا الاتجاه لتكون إنسانية على فطرة الله سبحانه، لأنها ليست كذلك حاليا!!
حرام أن تضيع أغلى سنوات عمركم في مصيدة العادة السرية، واللواط، وتصوير الجنس مع النفس، والسحاق وهواجس غشاء البكارة عند البنات، وهناك عالم واسع حولكم لا يمنعكم عنه سوى الغباء والعجز وقصور الرؤية والهمة، وطنين خطابات متخلفة باسم الدين أو غيره.
تسلحوا بالعلم الحقيقي ومصادره متوافرة متاحة جدا، وأعني بالعلم هنا المعرفة بالتخصص الذي تحبون وتقررون، ولا تحسبوا أجسادكم أمام الشاشات بل أخرجوا وعمروا أماكن النشاط الثقافي والترفيهي، واعترضوا بدأب وإصرار وأدب وموضوعية على من يعترض طريقكم، وحاولوا معرفة الحياة التي تحيط بنا عبر القراءة والاحتكاك وستجدون أن الجنس والزواج وبناء الذات والمستقبل والحياة الطيبة السعيدة ليست طلاسم ولا ألغازا ولا أشياءً صعبة المنال، ولكنها تحتاج إلى معرفة ودراية وتخطيط، وأنتم في هذه المرحلة تماما.
اجتهدوا وفكروا وتحركوا، ولا يكون نصيبكم من الحياة هو هذا البؤس والقذر!!
ابنوا معرفتكم بأنفسكم وبالبشر عبر التجريب والاحتكاك والتفاعل، وليس من وراء الشاشات، ولا تستسلموا لمصير السابقين، ولا ضوضاء اللغو الذي يملأ الأسماع.
وقدمنا إجابات سابقة كثيرة ومحددة عن العادة واللواط، راجعوها جميعا... ومنها:
شذوذ جماعي وبكل الطرق : ماذا يريد السياف؟
شذوذ جنسي وتأنيب ضمير
حين يكون الشذوذ اختيارا
سجن العادة المدمر
الاحتلام والعادة والتساؤلات المعادة
أنهي معركتك مع العادة السرية ومع شهوتك!!