السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أولاً، جزاكم الله خيراً كثيراً على هذا الموقع، وجعله الله في ميزان حسناتكم.
مشكلتي ببساطة أني أعاني من وسواس قهري يتعلق بالأمور الدينية كالصلاة والطهارة وغيرها. لقد بدأت العلاج منذ سنة تقريبا وأتعالج من فترة علاجاً سلوكياً. قبل الدخول في المشكلة أذكر أني منتقبة منذ عامين تقريباً. المشكلة التي ناقشتها مع من أتابع معها ولكني فشلت في الارتياح فيها نهائياً هي مشكلة الثقة بالنفس من حيث جمال الشكل، وأكرر جمال الشكل، صحيح أني غير واثقة من نفسي في أمور كثيرة لكن موضوع الشكل يهمني كثيراً وخصوصاً في سني هذه أنا أعتقد أني عادية جداً، ولكن أحياناً أشعر أني قبيحة.
لا أعرف كيف يمكنني حل هذه المشكلة، لم يحدث أن كان بيني وبين أي شاب علاقة حب وتبادل مشاعر، ولم يحدث أن جاء لي أحدهم وقال لي "إني أحبك"! أتمنى أن أصبح واثقة من شكلي، ولا تقولوا لي الجمال جمال الروح، ولا تقولوا لي ليس هناك بنت قبيحة.. كلا، هناك بنت قبيحة وبنت حلوة، كل الشباب حالياً يبحثون عن الجمال مع الالتزام، ببساطة أريد من يريحني.
10/08/2008
رد المستشار
أختي الكريمة "نوارة"،
لن نتحدث بالطبع عن مشكلتك مع الوسواس القهري فأنت تحت العلاج حالياً مع أنك لم تذكري إذا كنت تحرزين أي تقدم فيه أم لا.
مشكلتك كما ذكرني إحساسك بأنك (قبيحة) أحياناً وليس دائماً، فهذا ما ذكرته واستوقفني طويلاً، فأحياناً تتقبلين ذاتك وترضين عنها ولو كان بشكل جزئي.
عزيزتي، لقد لاحظت مما كتبته أنك قدر ربطت تقييمك لجمالك بعدم مرورك بأي قصة حب أو أن أحداً من الجنس الآخر لم يسبق وأن غازلك بكلامه أو قال لك كلمة حب! ومع أنك أصررت ألا أقول أنه ليس هناك بنت قبيحة، اعذريني عزيزتي فليس هناك بنت قبيحة! ولكن هناك بنت تؤمن بأنها قبيحة وليس هناك إنسان قبيح، فحين خلقنا الله سبحانه وتعالى وضع في كل منّا جماله الخاص وعليك اكتشاف مواضع جمالك وإبرازها، دققي جيداً وانظري ما تكرهين فعلاً في شكلك وحاولي تصحيحه، فهناك آلاف الطرق الآن.
سأطرح عليك سؤالاً واعذريني فيه: هل ارتدائك للنقاب كان جزءاً من إيمانك بقبحك؟ كيف هو تعاملك مع الآخرين؟ هل أنت لطيفة الطباع دمثة الأخلاق سهلة المعشر؟ هل تاخذين الحياة ببساطة؟
من خلال هذه الأسئلة ستعرفين أشياء كثيرة تجذب أو تنفر الآخرين منك وليس الشكل الخارجي. ما أنصحك به هنا أن تقفي بحيادية مع نفسك، انظري إلى نفسك ولا تبحثي عن الأخطاء أو العيوب، ابحثي عن أجمل ما فيك: عيناك، فمك، أنفك، يداك، جسمك... لا بد من وجود شيء يميّزك وأنت تغفلينه، ركّزي على مواطن جمالك وهذا؛ أولاً، لتتقبلي نفسك أما نفسك- وهذا الأهم-، فالشكل لا يلبث من أمامك أن يعتاده ولو كنت خارقة الجمال، لكن شخصيتك وأسلوبك مع الآخرين هو ما يدوم ويبقى عامل جذب أو طرد.
عزيزتي، أتمنى أن تطلبي من طبيبك المعالج أن يبحث معك عن أعراض الاكتئاب، ففي أحيان كثيرة وفي وجود اضطراب نفسي مزمن قد ينتج اكتئاب ثانوي وقد يكون أحد أسباب نظرتك السلبية لنفسك.
وفقك الله ورعاك.