الوحدة
أنا فتاة كنت من الأوائل في الثانوية العامة هذه السنة، ولكني أشعر بالاضطهاد والكراهية من أقرب الناس لي دائماً، وحتى صديقتي فرحت بي عندما علمت تفوقي ولكن عند ظهور نتيجتها لم أر وجهها بعد ذلك لأنها حصلت على مجموع منخفض.
لا أحد يهتم بي أو يشعر بي رغم أني بعد نجاحي جلبت لكل فرد من أسرتي هدايا كثيرة لم يتوقعوها ولم يجلب لي أحد من إخوتي أو أمي أي هدايا، كما أن أبي أجبرني على دخول جامعة إقليمية ولم يتركني أذهب لجامعة عين شمس رغم أن تلك الجامعة هي حلمي الوحيد وكانت مبرراته لذلك واهية فقلت نعم لأني كنت أعلم عواقب لا...
لا أريد الإطالة ولكني أشعر بالوحدة ومشاعري مضطربة ولجأت للنوم، فأنام طول الليل والنهار فماذا أفعل؟
وهل أكلّم صديقتي مرة أخرى وأسامحها أم أتركها للأبد؟.
10/08/2008
رد المستشار
بدايةً، مبارك لك تفوقك وأدعو الله أن يديم عليك النجاح دائماً.
ذكرت في رسالتك أنك تشعرين بالوحدة وأن لا أحد يهتم بك، وضيقك من عدم اهتمام احد من أفراد أسرتك بإحضار هدايا بمناسبة نجاحك، وأخيراً حيرتك من ردة فعل صديقتك. حسناً، دعينا نبدأ بأولاها.. أسرتك؛
عزيزتي دعيني أوجه لك سؤالاً واحداً وأجيبيه بينك وبين نفسك: هل الهدايا وحدها دليل الاهتمام والحب؟ أليس من الاهتمام حرصهم على نجاحك؟! فبالتأكيد لم تكوني لتتفوقي دون اهتمام ووجود أسرتك معك وتوفيرهم الجو المناسب لك، ألم يكن ذلك حباً؟ ألم يكن اهتماماً؟ ليس في كل الأسر يكون التعبير عن الحب بهدايا أو أشياء ملموسة ففي أسر كثيرة تجدين الحب فعلاً تدركينه بإحساسك وتستشعرينه بقلبك، قد لا يترجم لكلمات، قد لا ترينه في هدايا! ولكنه يحتاج أن تفتحي عيون قلبك لتريه. هذه أسرتك يحبونك ولكن بطريقتهم.
وفرض والدك لك اختياره للجامعة التي يراها، كذلك دليل حب وإن لم تريه كذلك، فهو يريدك قريبة منهم وكأنه يقول لك بطريقة غير مباشرة: "لا أتصور انفصالك عنا، إنّا نحبك ونريدك كاميليا معنا تحت رعايتنا"، هذا حب.
الآن بالنسبة لصديقتك لا أرى في ردة فعلها شيئاً يستدعي أن تتركيها، بل الأحرى بك أن تقفي بجانبها فهي تحبك، وقد قلت أنها فرحت بك ولكنها محبطة جداً لأنها لم تكن مثلك، كما لا تعرفين ظروفها بين أهلها، كان المفروض منك وقوفك بجانبها وتشجيعها بدل أن تشعري بأنك ضحية ومسكينة. هي من تحتاج لتشجيعك ووجودك بجوارها حتى تتجاوز أزمتها.
عزيزتي، وفقك الله في دراستك، ونصيحتي لك لا تنظري للأمور من زاوية واحدة ضيقة، دائماً انظري لردود أفعال من حولك من أكثر من زاوية.