السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شخص مصاب بالقلب والأعصاب والتخثر وأتناول الأدوية التي من أعراضها الجانبية ضعف التركيز. حالتي النفسية تدهورت بسبب عدم التركيز وتركي للدراسة في المرحلة المتوسطة، حاولت أن أقوي من شخصيتي عن طريق الالتحاق بدورات مكثفة في الحاسب، وبالفعل دخلت بكل تفاؤل لكن زاد رصيدي في الفشل.. فهي تتطلب سرعة معينة لم أستطع الوصول إليها.
حاولت بعد فشلي في الحاسب أن أتعلم قيادة السيارة حتى يتسنى لي البحث عن الوظيفة ولكن سرعان ما اختفى التفاؤل وحل الفشل فأصبحت أرى الفشل في أي عمل لم أتقنه.
أخي أصغر مني ويعمل ويقود السيارة أما أنا ففاشل، لم أعرف أي عمل يناسبني وما هي قدراتي، أصبحت عالة على الآخرين. أريد حلاً عاجلاً فأصبحت أرى نفسيتي تتدهور في كل يوم.
أرجوكم أسرعوا في إنقاذي
مع الشكر.
11/08/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شفاك الله وعفاك من الأمراض الجسدية والنفسية فأساس مشكلتك ليس في الأدوية التي تتناولها وليتك ذكرتها بالتفصيل ولكن وظيفة الأدوية أن تجعل حياة الإنسان أسهل رغم ما قد تتركه من بعض الآثار الجانبية وقد يرد في نشرة الأدوية التي تتناولها ضمن الأعراض الجانبية خفض القدرة على التركيز ولكن هذه النشرات فيها قول ففي كثير من الأحيان باعتراف الشركات المنتجة للأدوية نجدهم يقرون بأنهم يضعون بعض الأعراض التي لم يشتكي منها أحد ولكن فقط لمجرد الاحتياط من قضايا طلب التعويض التي ترفع على الشركات لما تسببه بعض الأدوية من آثار أكثر ضررا من فائدة الدواء.
أعتقد أنك عندما سمعت أنك مريض بالقلب وأنت على أعتاب المراهقة سكنك الخوف وعمد أهلك إلى المبالغة في تدليلك ونتيجة الحماية الزائدة تركت دراستك واستمتعت بهذا الدلال ولكنك كما ترى أن تأثيراته السلبية على حياتك أكثر من قيمته الحقيقية بغض النظر عن حسن النوايا.
ولدي هناك فرق بين تعلم المهارات وإتقان المهارات وتعلم الحاسب وقيادة السيارات هي مهارات يمكن لأي كان أن يكتسبها ولكن ينبغي للجميع أن يعمدوا لممارستها وزيادة التدريب عليها كي يتقنوا المهارة وهو ما يجب عليك القيام به بعد التخلي عن التحجج بآثار الأدوية ومرضك الذي وإن كان يحد من قدراتك ولكن لا تجعله يسلبك الحياة فتصبح أيامك بلا هدف ولا إنجاز ومع الفراغ كما خبرت بنفسك تكون فرصة الاضطرابات النفسية عفاك الله منها فبادر لإدراك ما فاتك منها بالإضافة لما يتركه تراجع الإنجازات في الحياة من تأثير سالب تلمسه بنفسك فلا تعلن الانهزام أمام نفسك بل جاهدها وافرض عليها ما لا تحب فكما يرى ابن خلدون أن تربية النفس يكون بتعوديها ما تكره وما من نفس إلا تحب الراحة غير مدركة بأن المبالغة في الراحة مضرة.
أنت أقدر من غيرك على تحديد الأعمال التي تناسبك من الناحية الصحية والنفسية وما أعرفه فقط أنك بحاجة لأن تجاهد نفسك وتثابر فقلة النشاط البدني والعقلي مسئولة عن تراجع انجازاتك أكثر من الأدوية، واستعن بالدعاء ولا تعجز وتابعنا بأخبارك.