السلام عليكم،
أنا طالبة في الثاني الثانوي، الحمد لله كل الناس يحبونني ويصفوني بالعاقلة الرزينة المؤدبة، لا أحب التحدث في التافهات أو ما لا فائدة من ورائه، وعلاقتي مع ماما وبابا وإخوتي على أحسن حال. عندي أحلام وطموحات كثيرة؛ أولها: أن أكون من أوائل الجمهورية وفي الثانوية، وبعدها أعمل ما يفيد لوطني وللعالم كلّه. الحمد لله أنا متفوقة في دراستي والأولى على المدرسة دائماً، لكن المشكلة بدأت في الإجازة الماضية لأني أحببت أن أكون صداقات مع الكثير من الناس، استخدمت النت والإيميل في تكوينها، وبالرغم من أني لا أكلّم الشباب مطلقاً، ولا أحب الصداقة بين الولد والبنت إلا أني تعرّفت بشاب. من كلامه كان يبدو محترماً جداً ومتديناً، أعجبت به وما زاد من إعجابي أني وجدته يحلم أحلاماً كأحلامي بالضبط، ويتمنى تحقيقها كإصلاح البلد مثلاً، وعمل شيء مفيد للبشرية.
المهم أحببته كأخي تماماً وصار عندي غالٍ جداً، لكن -والله- كأخ فقط لا أكثر. هو أيضاً كان يحب بنت خاله، وعرفت عنه الكثير وهو عرف الكثير عني، وفي يوم كلمني وقال لي أنه صارح بنت خاله بحبه وهي قالت له: "لنبق أخوة أفضل". بعد هذه المكالمة حاول أن يكلمني ثانية مرتين، لكن في المرتين كنت نائمة ولم أتمكن من محادثته كما يجب، بعدها لم يعد يكلّمني أبداً ولا أعرف عنه شيئاً، كأنه قطع علاقته بي.
أنا حزينة جداً مما يؤثر عليّ، أفكر كثيراً لم تركني بلا ذنب اقترفته في حقّه؟ رغم أنّه كان يقول أني غالية عليه!. هذا الموضوع يشغلني عن المذاكرة الجدّ، وأنا خائفة أن يتراجع مستواي العلمي بعد ما كنت متفوقة فأصبح لا شيء، ماذا أعمل؟ كيف أنساه وقد كان بالنسبة لي الأخ الذي لم تلده الأم؟ يا ترى لم تركني؟ وهل كنت مخطئة من البداية لأني تعرّفت عليه؟ كيف أبعد هذا الموضوع عن المذاكرة؟.
أنتظر الحل بسرعة لأني متضايقة جداً، ولو أمكن استلام الرد على بريدي الإلكتروني.
وشكراً مقدماً على الرد.
24/9/2008
رد المستشار
حضرة الأخت "أمال" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
لقد قرأت في رسالتك صوتاً لسبعة عشر ربيعاً يتكلم، عن حبه للحياة، لاكتشافها، لتغييرها، وللنجاح.
مثلك تماماً كنا، وتفوقنا في الدراسة، وحلمنا... أن نغيّر البلد، والعالم، والكون... حلمنا أن نكتشف سر الحياة، وسر الطبيعة، وسر الأسرار... حلمنا بالسعادة على وجه الكرة الأرضية، أحببنا أن نحب كل الناس، مثلك! أحببنا لو نستطيع أن نجعل الذئب يأكل مع الخرفان، وأن يحب الهر الفأرة، وأن يتصادق الكلب مع الهر... أحببنا لو نصلح الحال ما بين الحماة والكنّة، وأن يكون لكل واحد مكان للعمل، وأن نلغي الفقر من البلاد...
أليست جميلة أحلام السبع عشرة عاماً؟!.
يا "آمال"! فشلنا في تحقيق كل هذا، لا بل فشلنا في تحقيق نصفه، ربعه، واحد على مئة منه... وها نحن نعاني كآبائنا مشاكل الحياة فنرزح تحت الوضع الاقتصادي الثقيل، وفي لبنان نرزح أيضاً تحت انقطاع التيار الكهربائي.
إننا نرزح تحت أعباء التفاصيل البسيطة للحياة، ولم نعرف حتى اليوم ما هو سر السعادة، وما هي الفكرة المقدسة التي توصلنا إليه.
آمال، لا نستطيع أن نقول لكِ ألا تتعرفي على الشباب، لأننا في عصر العولمة لا نستطيع أن نعزل الشباب عن الفتيات، كما أننا لا نستطيع أن نمنعك من أن تكتشفي العالم عبر التلفزيون والانترنيت والتلفون و...
ولكننا نستطيع بالطبع أن نلفت انتباهك بأنك سوف تتعرفين وحتى آخر أيام حياتك على العديد من الشباب ومن النساء الذين ليسوا كلهم بالطبع مثاليين، فمنهم الذكي ومنهم البسيط، ومنهم المحتال، ومنهم الطيب، ومنهم الخبيث... واعلمي يا آمال بأن الصداقة بين الشاب والفتاة غالباً ما يكون فيها شيئاً من الهورمونات التي تحركها، فلا تطمئني كثيراً لبراءة الوصف العلاقاتي بين رجل وامرأة.
نبشرك بأنها سوف لن تكون الصدمة الأخيرة في حياتك! ولكن نطمئنك أيضاً بأن الصدمة التالية ستكون أخف وقعاً، والثالثة والرابعة والخامسة كذلك... إلى أن تصلي إلى الوقت الذي تعملين حسابك قبل أية علاقة مع أي شاب، لأن هذه العلاقة قد تنتهي إلى الفشل وبدون "زعل".
وفقك الله في دروسك، وحافظي على علاقاتك المثالية مع أهلك، ولا تنسي بأنك إذا كنت متعلمة بارعة فسوف تستطيعين أن تغيري العالم بسهولة أكبر!.
انسي موضوع الصدمة الأولى، وإلى اللقاء بعد الصدمة الثانية.
واقرئي على مجانين:
والله والله ....أخ وبس
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.