السلام عليكم،
أشكر كل العاملين على الموقع للخدمات الكثيرة التي يقدمونها لنا، وأطرح مشكلتي لعلّي أصل لحل بمساعدتكم.
أنا زوجة منذ 13 سنة، تزوجت عن حب رفضه كل من حولي لعدم التكافؤ الدراسي والفكري والخلفية الأسرية، ولكن ماذا تقول لفتاة العشرين التي ترى بقراءة الروايات العاطفية أنها ستجعل منه رجلاً لن ترى الدنيا له مثيلاً، وقد كان الزواج وبدأت المشاكل التي ليس لها حل إلا المال.
زوجي يعمل سائق بإحدى الشركات الأجنبية، وكان يمنّيني دائماً بأن له مساعدة من أسرته، ولكن حتى لا أطيل عليكم وجدت أسرة مفككة، وشقة انتهى عقدها بعد عام واحد، وعفش عليه أقساط أكثر من نصف المرتب، وأنا بالجامعة. بدأت أسرتي بالمعونة من أخواتي البنات في الخفاء لمساندتي، فأسرتي لا تبكي على اللبن المسكوب. نجحت بآخر سنة بالجامعة وعملت مدرّسة في المدارس الخاصة. ترك زوجي العمل وفتح مكتباً خاصاً وبدأت أصرف على البيت والمكتب حتى يستقر، وانتقلت في أحقر الأماكن حتى استطاع زوجي توفير شقة معقولة، وعملت لمدة 8 سنوات، طبعاً لا يخفى عليك تحطم الأحلام لا الأوهام.
لم يُتمّ زوجي تعليمه، لا تقولوا أني لم أحبه وأردت تغييره لأني أحببته وأحببت طموحه، وربحت المال وأعلمت زوجي بمدخراتي وأنا في منتهى السعادة لأني تخيّلت فرحته بما أريد لمستقبلنا، وكالعادة لم أستمع لنصيحة أخواتي بأن زوجي سيسبب لي المشاكل عند معرفته بهذا المال، وبدأت أشعر بأنهم عندما أقنعوني بإخفاء المال عنه كانو في شديدي الغباء لأن ما بيننا أقوى من المال: ولكن طلب زوجي إما أن أحضر له سيارة بالمال أو الطلاق! لم يقلها صراحةً ولكن بطرق كثيرة.
أعطيته المال وبعدها علمت من زوجة أحد أصدقاءه أنه ذهب للزواج من أخرى وتقدم لها فعلاً، وعندما استخدمت العقل وتكلّمت معه بهدوء كانت حجته عملي، فتركت العمل، ولكن الآن وبعد مرور سنة على ترك العمل أشعر بأني لا أستطيع التكملة؛ خائفة من الطلاق، خائفة منه، خائفة من نظرة الناس، لا أعرف كيف أعيل نفسي -عمري 33- كيف سأواجه المجتمع (ليس لدينا أبناء فزوجي يعاني بعض المشاكل). هل تجدون فيّ الإنسانة التي تستطيع مواجهة المجتمع بعد أن زرع داخلي كل هذا الخوف ممن حولي؟ يقولون أنه يمحوني ويضعفني بترفاته التي لن أستطيع سردها، ساعدوني.
01/10/2008
رد المستشار
أختي الكريمة،
أبدأ معك من آخر نقطة ذكرتها (خائفة من نظرة الناس) (كيف أواجه المجتمع)، أسالك:
ماذا ارتكبت حتى تخافين من المجتمع؟ هل الذي أحب وأخلص وضحّى يجب أن يخاف؟ هل ارتكبت جريمة أو فضيحة حتى تخافين وتستحين من مواجهة الناس؟ لا أختي، لقد أبديت شجاعة كبيرة حين دافعتي عن حبك لهذا الرجل الذي قدّر لك الله الارتباط به، فهذا دليل قوة شخصيتك وهي ميزة لا بد أن تتذكرينها وتعتزين بها. أما وقد أفرزت علاقتكما تقصيراً أو إهمالاً أو ابتزازاً من الطرف الآخر فهذا شيء يستوجب عليك استعمال عقلك بمعزل عن العواطف لمعرفة لماذا آلت الأمور إلى هذا الوضع.
بإمكانك المحاولة مرة ومرات للوصول مع زوجك إلى الانطلاق من جديد في علاقة خالية من الأنانية وحب الذات، وأظنك قادرة على التحلّي بالصبر أكثر لتحقيق ذلك.
كما يجب الانتباه إلى أمر مهم؛ ما الذي جعل زوجك يفكر في الزواج، ربما كلمات جارحة منك، ربما أشعرته بالدونية قولاً أو تلميحاً بسبب مستواه الذي هو أقل من مستواك، ربما أشياء أخرى أنت أدرى بها. مصارحة نفسك أقوى معين للاستبصار بالذات وإصلاح الأخطاء.
فكري أختي في نفسك لا في ما يقوله أهلك أو المجتمع عنك، أعيدي النظر في أهدافك في الحياة: لماذا أعيش؟ لماذا تزوجت؟ لماذا أكملت دراستي؟ لماذا أعمل؟ ما هي طموحاتي في الحياة؟ صدقيني حين تجيبين عن هذه الأسئلة ستتضح لك أمور عدة كانت مغيبة عن ذهنك، ولا تفكري في نظرات الناس أرجوك.
وأكرر، اختيارك أنت فقط المسؤولة عنه، وكذلك عامل السن الذي أصبح يزعجك ما دامت ثقتك في نفسك مهتزة، فأنت أختي لا زلت في ريعان الشباب وأمامك الحياة طويلة لأخذ قرارات هامة فيها.
تذكري أن الله لا يتخلى عمن أخلص في عمله ونيته ومشاعره.