أنا لا أحب الأزهر! ماذا أفعل؟
أنا لا أحب الأزهر!
وعندما هممت بالخروج منه أعلن شيخ الأزهر عدم خروج فتيات الصف الثالث الإعدادي منه، فماذا أفعل؟.
24/9/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله، الغالية "آلاء"؛
أهلاً بك وباستشارتك التي كنت أود لو أنك فصّلت فيها قليلاً، فأنت لم تذكري سبب كرهك للأزهر: هل هو لأنك ترغبين بدخول مدرسة أخرى، وهناك من أرغمك على دخول الأزهر؟ أم لأنك لا تعرفين ما الفائدة من الدراسة الشرعية؟ أم أنك تحبين الدراسة الشرعية، ولكنك تجدين المناهج صعبة وكبيرة، أو غير مفهومة؟ أم لأنك لا تحبين نظام التعليم الشرعي، وتجدين فيه تقييداً لبعض رغباتك؟ أم لأنك لم تجدي من المدرّسات أو الصديقات من تتفاهمي معها وتوافقك في الأفكار؟... أم.... أم....
أيضاً، لم تبيني القانون المتبع في الانتساب إلى الأزهر أو تركه، فهل يمنع ترك فتيات الثالث الإعدادي للأزهر، ولكن يسمح لهن بعد ذلك؟ أم لا يسمح بالترك إلى نهاية المرحلة الثانوية؟ وهل هناك معارضة من قبل أهلك للترك أم لا؟.
إن كان يسمح لك أن تغادري الأزهر في العام القادم، فما عليك إلا أن تتحلي بالصبر هذا العام، والله يحب الصابرين، ثم اختاري ما تحبين بعد ذلك. وإن كان هناك رغبة من الوالدين بالبقاء فحاولي التفاهم معهما وإخبارهما بوجهة نظرك، لأن حب الإنسان لدراسته من أهم مقومات النجاح...
وإن لم يكن هناك مجال للترك –لأي سبب من الأسباب- فحاولي أن تتقبلي الأمر وأن تبحثي عن محاسن بقائك في هذا المكان، حتى لا تزداد معاناتك ولا يؤثر ذلك على مستقبلك، وتذكري دوماً قوله تعالى: ((.....وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ...)) (البقرة:216)، وتأكدي تماماً أن ما يختاره الله لك هو الخير وإن لم تتضح لك الحكمة منه في الحال.
ورغبات المرء لا تدل بالضرورة على مصلحته أو مضرّته، وكثيراً ما يضطر المرء للتضحية برغباته الحالية في سبيل مصالح أكبر يحصلها في المستقبل، والحياة كلها تقوم على هذا الأساس، فالناس يضحون براحتهم ويعملون من أجل كسب المال، ثم يضحون بالمال لتأمين ما يحتاجونه، والمسلم يضحي بكثير من رغباته وشهواته في الدنيا من أجل تحصيل نعيم الجنة والخلود فيها.... وهكذا.
وسأحاول أن أعطيك بعض الاقتراحات التي تخفف من معاناتك:
1- ضعي هدفاً معيناً تصلين إليه من خلال دراستك، وتخيّلي نفسك وقد حققت هذا الهدف، ولا تجعلي دراستك مجرد تمضية للوقت إلى أن يأتي الفرج.
2- اكتبي الفوائد التي يمكن أن تحصلي عليها إن بقيت في الأزهر، وكرري قراءتها.
3- اقرئي الأحاديث التي تتكلم على فضل طالب العلم، وثوابه عند الله، كقوله صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))، وكقوله: ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة)).....، وارجعي إلى كتاب "مختصر منهاج القاصدين" لابن قدامة المقدسي ففيه كلام مختصر مفيد عن هذا الأمر.
4- صححي النية في طلب العلم، وتعلّمي من أجل العمل والتطبيق ونيل مرضاة الله، لا لمجرد تقديم الامتحانات، وحاولي– ولو مرة في الشهر- أن تطبقي شيئاً مما تعلمته، وتذكري عظيم الثواب الذي لك عند الله عز وجل إن فعلت ذلك.
5- اختاري من الصديقات المتفوقات واللاتي يحببن دراستهن، واستمعي إلى أحاديثهن حول الدراسة والعلم، وحاولي التعاون معهن لفهم ما يصعب عليك.
6- توجهي –قبل كل ذلك- إلى الله بالدعاء أن يختار لك الخير، وأن يرضيك بما قسم لك، وأن يفرّج عنك، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه، ويعلم معاناتك وما يسعدك أكثر مني ومنك أيضاً. وتعودي أن تلتجئي إلى الله في كل ما يضايقك، فهو مفتاح الفرج الأكيد.
أخيراً؛
أرجو أن أكون قد قدمت حلاً لمشكلتك، وأسأل الله أن يوفقك ويؤتيك سؤلك فيما يرضاه، وتابعينا بأخبارك.