مشكلتي الميول الجنسي السلبي تجاه الرجال وحبهم الشديد، أنا تعبان أكاد أن أموت.
تطورت معي الأمور منذ الطفولة حيث أحسست أني أميل للرجال بمثابة الأبوة، وتمنيت أن يكون لي أب يضمني يحبني، وهو الشيء الذي فقدته من أبي الذي كان كبير بالسن ومات بمرحلة مبكرة. بالإضافة لتحرشات جنسية في سن دون الخامسة. هل يعقل أن يصل الإنسان لهذه الدرجة، رجل بداخله أنثى يعشق الرجال لحد الجنون!
أنا متورط بعلاقة حب جنونية برجل من نفس منطقتي، وتجمعنا علاقة صداقة في محيط مجموعة من الأفراد، عمره أقرب للستينيات، بدأ بملاطفتي ومزحه معي وانتهى بي الأمر لعشقه حد الجنون، حاولت الهروب والابتعاد عنه ولكن الشوق يرجعني. لاحظ تصرفاتي وميولي، في البداية أحسست بصدمة قوية لكنها تلاشت مع الأيام واعتبرت الأمر عادي، لدرجة أني صرت أتبعه للخلاء لأسترق النظرات خلسة وأستمتع بمشاهدة عضوه الذكري، وهذا ما أدى لتدهور وضعي وزيادة الأمر سوءاً. لا أعرف ماذا أفعل؟
أنا أختنق، أنا أموت، أنا أشتعل بالنار بداخلي، أرجو الخلاص ولكن لا أعرف الطريق. مارست الجنس مع كثير من الرجال وكان أغلبه ممارسة جنسية فموية تنتهي بأن أقوم بالقذف. حاولت الارتباط بفتاة وتقدمت لخطبتها وتحمست لذلك وأقنعت نفسي أني رجل، ولكن عند اقتراب الملكة (الخطوبة)
انتابتني حالة من الهلع والخوف والإضطراب وتراجعت عن الموضوع في وسط دهشة من الإخوان. أنا أريد زيارة دكتور في مصر اسمه أوسم وصفي لكن لا أعرف عنوانه ومكانه، أفكر أن آخذ علاج أنافرانيل،
ولكن ما هي الجرعات التي أستخدمها؟ وهل لها أثار جانبية؟.
12/10/2008
رد المستشار
"أخي العزيز"،
أنت كما ذكرت تعاني جوعاً شديداً للأبوة، فقد حرمت منها بسبب كبر سن أبيك ثم وفاته في مرحلة مبكرة، ولهذا فأنت تشعر بميل شديد نحو الرجال الأكبر سناً ووقعت في عشق رجل في الستينيات. في هذه الحالة يختلط الحب الأبوي (الباحث عن الحنان والعطف والحماية والاحتواء) بالحب الجنسي (الباحث عن اللذة)، وتتعقد الأمور حين تقترب من هذا المعشوق جسدياً حيث يتم تدعيم وإشعال هذا العشق من خلال الممارسات الجسدية. أنت ترفض هذا الأمر وتريد الخروج من ورطة الجنسية المثلية، ولذلك حاولت خطبة فتاة ولكنك تراجعت في اللحظات الأخيرة، وأنت الآن تبحث عن علاج.
من المفيد أن تقطع رحلة العلاج بمساندة معالج متخصص في الطب النفسي ومهتم بموضوع الجنسية المثلية، والعلاج سيمر بخطوات قصيرة وبسيطة إلى أن يصل لغايته، وفلسفة العلاج تقوم على توسيع إدراكك وتصحيحه بحيث تخرج من نفق الانشغال الدائم بالجنس وبالجنس المثلي على وجه الخصوص لترى الحياة بكل جوانبها، فتتوزع طاقاتك على العمل والعبادة والعلاقات الاجتماعية والهوايات والأعمال الخيرية، وهنا تسحب جزءاً كبيراً من الطاقة كان موظفاً في اتجاه الاهتمامات الجنسية المثلية. ثم بعد ذلك تتعرف على نفسك من جديد، ليس كطفل قاصر يحتاج لرجل أكبر يحتويه ويمنحه الحنان الأبوي، لكن كرجل مكتمل الرجولة يستطيع أن يمنح هو الرعاية والحماية لغيره. وحين تشعر أنك رجلاً مكتمل الرجولة (من حيث التركيب الجسدي والدور في الحياة) عندئذ لا تشعر بالحاجة الملحة لأن تتسول أو تقترض الرجولة من رجل آخر، فستكتفي وتسعد وتفخر برجولتك أنت وليس برجولة غيرك.
كل هذه الخطوات والمراحل تستطيع عبورها بمساندة معالج متفهم للمشكلة ومتمرس على علاجها. وإلى أن تتاح لك الفرصة للعلاج فأرجو أن تتوقف عن الممارسات الجنسية المثلية، ويساعدك على ذلك ألا تتواجد مع الشخص الذي تعلقت به في أماكن مغلقة، بل الأفضل أن تبذل جهداً مخلصاً في الابتعاد عنه وأن توسع دائرة اهتماماتك ونشاطاتك وعلاقاتك، وإذا نجحت في ذلك فيتبقى الميل الداخلي وهو ميل تحاول التحكم فيه ولا تسمح له بالتحول إلى فعل جنس مباشر أو غير مباشر. ولا تشعل هذا الميل الداخلي بالدخول على مواقع المثليين على الانترنت أو التواجد في الأماكن التي تتيح لك التلصص على الأعضاء الجنسية للرجال.
أنا أعرف أني أطالبك بأمور شاقة وصعبة، ولكن ما دمت تطلب العلاج والتغيير فلا بد من تحمل الصعاب والمشقات واعتبارها نوعاً من المجاهدة للنفس تحتسب أجرها عند الله.
ثم تأتي مرحلة تحول الاهتمامات والميول إلى الجنس الآخر، وهذه يلزمها عدم تصريف الطاقة الجنسية في المسارات المثلية (سواء في الواقع أو الخيال) ثم زيادة الاهتمام بالجنس الآخر من خلال التخيل أو مشاهدة الصور. وبعض المثليين لا يحتاج أن يكون اهتمامه بالجنس الآخر في البداية جنسياً وإنما يشعر بالاحتياج للمرأة كزوجة ورفيقة حياة ووسيلة لإنشاء بيت وإنجاب أطفال، وشيئاً فشيئاً تتحول الاهتمامات والميول الجنسية تجاه الجنس الآخر، ولكن الأمر يحتاج إلى صبر ونفس طويل.
أما بخصوص العلاجات الدوائية مثل الانافرانيل ومشتقات الماسا (مانعات السيروتونين النوعية) فهي تساعد أحياناً في السيطرة على الوساوس الجنسية المثلية وعلى الأفعال الجنسية القهرية وتحسن السيطرة على الاندفاعات في السلوك، كما أنها تهدئ من الرغبة الجنسية المستعرة حتى يتمكن الشخص من التغيير.
وأخيراً، أدعو لك بالقدرة على اجتياز مصاعب الرحلة حتى تصل إلى هدفك المنشود.