علمي أم أدبي ماذا أفعل ؟
أنا في منتهى الحزن! لا أقدر على اختيار أسهل القرارات، لم أجد أحداً من أصدقائي يعاني من هذه المشكلة، كلهم حددوا اتجاههم العلمي والأدبي.
أنا أساساً علمي رياضة وحصلت 87% في ثاني ثانوي، ولم أقرر هل أستمر أم أحول أدبي؟ أهلي ينصحونني بالتحول لأدبي، وأساتذتي ينصحونني بالاستمرار.
أنا مترددة بعد أن حوّل كل أصحابي العلمي، لا أستطيع أن أفكر، أتمنى لو لم يكن لي الاختيار، أفضل أن أجبر على أن أوضع في هذه الحيرة. أحس أني لو دخلت أدبي فسأنهار ولن أذاكر، وإذا أكملت علمي سأندم.. لا أستطيع التفكير، كنت أرغب في دراسة هندسة حاسبات لو بفيت علمي، ولو حولت أدبي أدرس ألسن أو إعلام.
أرجو المساعدة.
23/9/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،من علامات آخر الزمان أن يحسد الأحياء الأموات، ولا بد أنها أيضاً من علامات آخر الزمان أن يحسد الحر الذي يملك حق الاختيار أولئك المحجور على إرادتهم!. من الجيد أنك تخططين لدراستك الجامعية أيضاً حسب اختيارك في الثانوية، وهو أمر يعني حسن التقدير واستقامة التفكير، بارك الله فيك، فلا تأتي بعد ذلك لتهدمي كل هذا نتيجة القلق والتأثر بكل كلمة تقال من حولك أو قرار يأخذه أحد زملائك.
يمكنك أن تستعيني في اتخاذ القرار بخطوات حل المشكلة؛ والتي تبدأ بتحديد المشكلة وقد عرفناها، ثم الانتقال للبدائل الموجودة لحل المشكلة، والحمد لله البدائل محصورة ما بين الأدبي والعلمي، ثم لنحسب امتيازات وعيوب أو مخاطر كل اختيار، وسنقول أنك اخترت العلمي فننظر إلى نتيجة تطبيق الاختيار فنرى أنك قد أحسنت بالفعل فقد حصلت على معدل جيد يمكنك بذل مزيد من الجهد- بعد التخلص من الحيرة والتردد التي تستغرق الكثير من طاقتك في الدراسة والتحصيل- من رفعه بضع درجات.
ويشير معدلك الجيد أنك بارعة في تحصيل المواد العلمية التي تعتمد على التعميم وتطبيق القواعد والقوانين، ولكنا لا نعرف شيئاً عن قدرتك في تحصيل المواد الأدبية والتي تحتاج بعد الفهم إلى ذاكرة متينة تستوعب الكثير من التفاصيل.
بعد كل ما سبق، يجب ألا تستسلمي للندم في أي محطة من حياتك وليس فقط دراستك، فحين تتخذي قراراً بعد التحري والاستخارة والاستشارة تكونين بعد ذلك تحت أقدار رب العالمين ورزقك المقطوع، فلا يجوز أن تلومي نفسك على أمر قدره رب العالمين بعد اجتهادك وأخذك بالأسباب، ففي الحياة لا ضمانات بالسعادة والنجاح ولكن هناك بعض الأدوات التي يؤدي استخدامها غالباً للنجاح والسعادة وهي الاجتهاد والمثابرة وحسن الظن بالله والدعاء، فأحسني استخدام أدواتك مع دعائي بأن يرزقك الله خير الدارين.