السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
(بعد قراءة المشكلة أريد إجابة صريحة على هذا السؤال: هل بعد هذا أستحق الزواج، أو أستطيع الزواج؟ هل سيكون الزواج في صالحي أم لا؟ أنا الآن في حيرة من أمري، أنا في متاهة ليس منها مخرج، هل أقول لمن سأخطبها بكل ما جرى معي على مرّ السنين الماضية أم أكتم ما جرى معي في نفسي؟ أنا لا أستطيع أن أبرئ نفسي من هذا، وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أتهمها أيضاً! ماذا أفعل؟ هل أقتل نفسي أم أعتبر أن المرض شيء طبيعي وأنسى الماضي كأن شيئاً لم يكن؟ هل أنا كافر أم لا؟ ماذا سيقول ربي عني يوم القيامة؟ هل سينظر إليّ أم ماذا؟ تأنيب الضمير ذبحني وذبح حياتي، أرجوكم ساعدوني).
مشكلتي تتلخص في أن أخي الذي يكبرني ويشاركني الغرفة عينها مريض بمرض الفصام، كان يستيقظ ليلاً ويتكلم بكلمات بذيئة عن الله وعن الرسل وكلمات فيها ما فيها من الكفر والوقاحة وقلة الأدب مع الله، وكنت أستيقظ على كلامه وأسمع هذه العبارات وأتألم منها، ثم أصبحت هذه العبارات تدور في خاطري ليل نهار.
أنا لم أكن أعرف أصلاً أن أخي مريض بمرض الفصام، فصرت أخشى على نفسي أن أتكلم بمثل هذه الأفكار، بعد ذلك باتت تأتيني في أفعالي؛ مثلاً عند الاستمناء كانت تأتيني هذه الأفكار والخواطر، فأصبحت أتهم نفسي بالكفر الشديد وأن الله لن يغفر لي، ثم تطورت هذه الأفكار إلى أفكار أبشع من ذلك بكثير وأصبح عندي وسواس قهري في الأفكار الجنسية، حيث عند التفكير في الجنس أحس أني أنسبها إلى أشياء مقدسة جداً وأنسبها والعياذ بالله إلى الخالق والأنبياء وإلى القرآن حتى كدت أجنّ.
ودائماً أقول لا أحد في العالم يفكر مثلما أفكر، يعني أني أشد الناس كفراً، وأصبحت أتهم نفسي بالكفر الشديد وأني المسئول عن هذه الأفكار، مع العلم أني أتمنى أن تقطع رأسي لأتخلص منها. بعد ذلك صارت تأتيني بكثرة مع عملية الاستمناء التي لا أستطيع تركها، لكن في الوقت الحالي أضحت قليلة بعدما كنت أفعلها عدة مرات في اليوم، حيث كان الوسواس يأتيني عند هذه العملية، وكانت تعطيني انطباعاً أن المتعة الناجمة هي من الأفكار التي ذكرتها لكم، وبعدها أحس بتأنيب شديد في الضمير.
والذي يشل حياتي ولا أستطيع أن أفعل شيئاً بعده، حيث لا أستطيع تحديد ما إذا كنت قد كفرت أم لا، لكن والله أتمنى أن أرمي نفسي من فوق جبل على أن تأتيني مثل هذه الأفكار الحقيرة الوقحة.
أنا الآن أرفض الزواج رفضاً تاماً خوفاً أن تأتيني هذه الأفكار عند اللقاء الجنسي مع زوجتي، مع العلم أني أفكر في الجنس الآخر بشكل كبير جداً. يعني أنا أتمنى أن أتزوج، لكني خائف في نفس الوقت، ولا أقول لكم أني لم أذهب لطبيب نفسي، بل ذهبت ولكن تعالجت من وسواس الطهارة والوضوء وغيرها من الأفكار العادية لكن لم أتعالج من تأنيب الضمير المتواصل الذي دمر حياتي.
وأريد أن أسأل سؤالاً آخر: هل أنا محاسب على أفكاري تأتي عند الاستمناء؟ أعرف أن الاستمناء حرام، لكن ما كنت أستمني حتى تأتيني هذه الأفكار وتأتي رغماً عني ملازمة لهذه العملية.
ظلت على هذه الحال 8 سنوات وأنا متردد هل أتزوج أم لا، هل أنا كافر أم لا، هل الله يقبل توبتي بعد كل هذه الأفكار، حيث أنها أفكار لم تمر على بشر قبل ذلك- وهذا إحساسي طبعاً-، وأنا الآن في حيرة من أمري. وأحب أن أقول أن ما صار معي هو نتيجة الخوف، يعني ينطبق عليه المثل "اللي بيخاف من البعبع بيطلعله" أنا كنت أخاف من الكفر لدرجة غير طبيعية، حيث أصبحت أتوهم أن كل كلمة وكل فعل يخرج مني هو كفر.
سؤال آخر: هل ينطبق عليّ الحديث الشريف: "لا يحاسب العبد على ما يخطر بباله، ما لم يقل أو يفعل" حيث تأتي الأفكار امتداداً للفعل مثلما قلت لكم -الأفكار الجنسية والكفرية-، في نفس الوقت تأتي ملازمة لعملية الاستمناء.
أرجوكم ما الذي أمرّ به؟ وهل هذه الأفكار تأتي أحداً غيري؟ ولماذا هذه بالذات؟ لماذا ليس غيرها من الأفكار؟ أريد حلاً، ماذا أفعل؟. الآن الأفكار ليست شديدة في الوقت الحالي، لكن تأنيب الضمير هو الذي سيرجعها في وقت آخر، لذلك كيف أتخلص من تأنيب الضمير هذا على أشياء ما كنت أريد أن أرتكبها -هذا إذا ارتكبتها فعلاً- لأنني الآن لا أعلم ما أمرّ به وما هو! هل أنا مجنون أم مريض فصام أم وسواس قهري، أم أنا أفعلها فعلاً بقصد؟ أنا لا أفهم شيئاً، وضحوا لي أرجوكم.
ملاحظة: أتمنى أن يجيبني الدكتور وائل.
أرجوكم أعطوني تفسيراً لكل كلمة في هذه المشكلة.
26/10/2008
رد المستشار
الأخ العزيز أهلاً وسهلاً بك على مجانين، وشكراً على ثقتك. لا نملك حقيقة أن نعطيك تفسيراً لكل كلمة في هذه المشكلة، ولم نفعل ذلك أبداً لأي من مستشيرينا، فنحن لا نستخدم طريقة الموسوسين في الرد على المشكلة ولو فعلنا لضيعنا الهدف الأساسي من ردنا عليك. فيما يخص أسئلتك التي قدمت بها مشكلتك والتي سنبدأ ردنا عليك بالرد عليها: هل بعد هذا أستحق الزواج، أو أستطيع الزواج؟
بالتأكيد تستحق وإن شاء الله تستطيع الزواج، فقط يفضل ألا تتزوج من أقاربك وألا تتزوج من موسوسة مثلك، وذلك من أجل اتباع العقل وما أثبته العلم الحديث من أثر الوراثة في التهيئة للوسوسة. وبالمناسبة ليست حالتك بدعاً ولا أنت المخلوق الوحيد الذي حدث له ما حدث لك، وبالتالي ليس صحيحاً كل ما بنيته عليه من قولك: (ودائماً أقول لا أحد في العالم يفكر مثلما أفكر، يعني أني أشد الناس كفراً، وأصبحت أتهم نفسي بالكفر الشديد وأني المسؤول عن هذه الأفكار، مع العلم أني أتمنى أن تقطع رأسي لأتخلص منها)، أنا طبيب نفساني واحد وقد وفقني الله في علاج ثلاثة كانوا موسوسين بنفس الصور أو الأحداث العقلية التسلطية التي تربط بين الجنس والدين وبنفس المدى الذي تبلغه معك وبنفس الشكل (والعياذ بالله) يا علاء... وهو شكل من أشكال الوساوس التي نادراً ما يقدم المريض على البوح بها... كان الله في عونك.
كان اثنان منهما متزوجان، وكلاهما ربط بشكلٍ أو بآخر بين لحظة الإرجاز أو القذف وبين المولى عز وجل والعياذ بالله من الشيطان الرجيم، وخبرا ذلك الربط الوسواسي الأحمق كثيراً قبل الزواج إبان إدمان الاستمناء وقليلاً بعد الزواج، وأحدهما أبلغني بعد تحسنه التام من كل أعراض الوسواس القهري ونحن نستعرض التحسن وكيف بلغناه بأنه كان يربط بين الجنس وبين الله غصباً عنه ولم يخبرني بهذا العرض إلا متأخراً ولذلك عزوت تحسنه إلى العقَّار وحده.
هل سيكون الزواج في صالحي أم لا؟ نعم إن شاء الله يكون في صالحك، بل إنه من أيام أبي زيد البلخي ومعروف أن لشريك الحياة دوراً مهماً في الإعانة على الوسوسة، وقد أثبتت دراسات علمية حديثة ذلك، فضلاً عن أن من أهم منافع الزواج في حالتك أن تتخلص من الاستمناء القهري يا علاء.
هل أقول لمن سأخطبها بكل ما جرى معي على مرّ السنين الماضية أم أكتم ما جرى معي في نفسي؟ ليس ضرورياً أن تحكي لها تفاصيل الوساوس الدينية الجنسية لكن من المهم أن تعرفها بمرضك وأن تتفق معها على مساعدتك في العلاج، ودورها مهم كما قلت لك.
أنا لا أستطيع أن أبرئ نفسي من هذا، وفي نفس الوقت لا أستطيع أن أتهمها أيضاً! ماذا أفعل؟ هل أقتل نفسي أم أعتبر أن المرض شيء طبيعي وأنسى الماضي كأن شيئاً لم يكن؟
صحيح، هذا هو الصحيح؛ أن تعتبر الوسوسة ظاهرة طبيعية ولست مذنباً فيها، ولكن عليك أن تطلب العلاج المعرفي السلوكي وربما العقاري أيضاً من طبيب نفساني.
هل أنا كافر أم لا؟ لا قاطعة،
واقرأ في ذلك:
من الوسوسة الكفرية إلى الوسوسة الجنسية
وساوس جنسية وكفرية حتى في الصلاة
الأفكار الكفرية: ذلك صريح الإيمان
الوسوسة الدينية وخرق السماء
وساوس دينية شديدة جدا
ويتبع>>>>>>: ذو وساوس دينية جنسية هل يستحق الزواج؟ م