اكتئاب وإحباط وسمنة مفرطة
أود أن أشكر كل القائمين على الموقع الجميل، ألف شكر لكم وجزاكم الله خيراً.
أنا خريجة 2007، عملت في أحد المدارس الخاصة بعد تخرجي مباشرة لمدة 4 شهور، لم أكن أحب مهنة التدريس، وبعد ذلك تركت العمل نهاية شهر أبريل لتلقي التدريب في أحد الجهات الحكومية، وكان هذا التدريب في مجال الترجمة. استمرت فترة التدريب مدة الـ3 أشهر، ولكن لم يوفقني القدر أن أعمل في هذه الجهة الحكومية وأن أعمل في مجال الترجمة التي أعشقها كثيراً. ربما صدمت لأني لم أعمل في المجال الذي أحبه وأتمناه، وخصوصاً أن كل من كان يدربني كان يشهد لي بالكفاءة والامتياز، فكنت في غاية الحماسة للعمل في هذا المجال ولكنني أكابر ولا أعترف أمام نفسي بالصدمة فيما حدث لي.
مكثت في البيت من شهر أغسطس وحتى الآن لم أرَ الشارع ولم أنزل من بيتي إلا ثلاث مرات فقط.
أنا الآن أعاني من البطالة والفراغ العاطفي والسمنة والمرض، فأنا أعاني من ارتفاع ضغط الدم ووزني الآن 125 كيلو جرام. لا أحب الخروج من المنزل وبالتالي لا أستطيع البحث عن عمل مناسب، أنا الآن أخاف من الخروج من البيت؛ فإذا ما اتفقنا أنا وزميلاتي على موعد للقاء أشعر بخوف هستيري، أتغلب عليه وأخرج من البيت وأثناء لقائنا وحديثنا سوياً أكون في غاية الفرح والسرور وعندما أعود إلى البيت يحدث لي حالة من الاكتئاب والحزن الشديد وربما البكاء دونما سبب أعرفه.
كل ما أقوم به الآن هو العناية بالمطبخ وإعداد الطعام ومشاهدة التلفاز ولكن ليس بصورة كبيرة فلم أعد أهوى المسلسلات والأفلام كما كنت أهواها من قبل، أشاهد البرامج الدينية ومسلسلاً واحداً والأخبار فقط، إلى جانب الانترنت وتصفح الجرائد الإلكترونية باللغة التي أعرفها وأتقنها وترجمة المقالات إلى اللغة العربية ومشاركاتي على الفيس بوك وهي مشاركات متعلقة بالترجمة أيضاً، ومساعدة التلاميذ على فهم اللغة التي تعلمتها وأردت أن أعمل كمترجمة منها وإليها، فأنا أقوم بذلك حتى لا أنسى اللغة. أجلس أمام الانترنت من الساعة 12 صباحاً وحتى السابعة صباحاً! أحيانا يكون هذا الوقت من أمتع الأوقات خلال يومي وأنتظره بفارغ الصبر، ورغم كل هذا فأنا أشعر بالملل والاكتئاب فأنا لم أثبت ذاتي حتى الآن.
أمي رغم أن لديها القدرة المالية ولكنها لا تريد أن تساعدني مادياً لتلقي دروس اللغة الانجليزية والكومبيوتر، أو عمل دبلومة ترجمة لتحسين مستواي العلمي، وهذا يؤذيني كثيراً وأشعر أحياناً أنها تتعمد ذلك حتى أتفرغ للاهتمام بشؤون المنزل والطبخ وإعداد الطعام، خصوصاً نظراً لانشغالها بعملها كمعلمة في إحدى المدارس، فهي تقضي معظم وقتها في المدرسة وإعطاء المجموعات المدرسية وتتجاهل شعوري بالوحدة والإحباط والهزيمة. أنا لم أحصل على العمل الذي كنت أحلم به، ولم يطرق بابي أحد حتى الآن للارتباط والزواج، وهذا يؤلمني كثيراً، وتريد أن تحملني أنا مسؤوليتها في البيت، وكل ما يهمها هو إتمام الأعمال المنزلية.
أبي يعمل في مكان حكومي مرموق ولكنه غائب عنّا ولا يهتم بمشاكلنا الشخصية، يأتي من العمل لينام أو مشاهدة التلفاز أو المذاكرة حيث يعد الآن رسالة الدكتوراة. علاقتي بإخواني الصبيان ليست على ما يرام ويشوبها الصمت التام. أما أخواتي البنات، فعلاقتي بهن جيدة جداً، أتحدث إليهن ويتحدثن إليّ عن كل ما يتعبنا وعن كل مشاكلنا وعن أحلامنا، أنا البنت الكبرى (ترتيبي الثانية بين إخوتي وأخواتي).
أنا أعاني من النسيان وعدم النظام والخمول والكسل؛ أنام بعد الفجر وأستيقظ العصر، أعشق الليل وهدوءه، وأعشق الوحدة، ولا أحب النهار ،لا أحب أن أراه وأرى ضوءه... عندما يأتي الليل تكون أفكاري مرتبة ويكون لي أهداف في الحياة وأحلم بتحقيقها وأعد نفسي بتنفيذها حين الاستيقاظ من النوم، ولكن يحدث لي العكس بعد الاستيقاظ! حيث أشعر بالخمول والاكتئاب الشديد والتعاسة وعدم الرغبة في فعل أي شيء، ولا أجد ما يسعدني في الحياة، أعاني من النسيان أحياناً لا أعرف تواريخ الأيام، وهل نحن يوم الأحد أم الثلاثاء ويجب على أن أستعين بالتقويم لأعرف. بالنتيجة؛ أشعر أني أدور في دائرة مفرغة. بعثت لكم من قبل مشكلة لي بعنوان مشاكل داخلة في بعضها وقمت بزيارة طبيب نفسي في شهر مارس 2008، كنت أعاني من اكتئاب حاد عام 2007 بأكمله، وقررت زيارة الطبيب في مارس 2008، ارتحت كثيراً بعد هذه الزيارة وأصبحت أكثر إيجابية ولكنني انتكست بعد فشلي في الالتحاق بالعمل الذي كنت أتمناه (مترجمة) وعدم اهتمام أمي بطموحاتي العلمية.
علاقتي بالله إلى حد ما طيبة، أحافظ على الصلوات وأستمع للقرآن الكريم وأستعين بالدعاء، ولكن أشعر أحياناً بعدم القدرة على التقرّب إلى الله أو الدعاء، وأتمنى من الله أن يسامحني على ذلك.
لا أريد أن أطيل عليكم كثيراً، وأعتذر إذا ما كان هناك أخطاء لغوية، أو لعرض مشكلتي وأفكاري بشكل عشوائي غير منظم نظراً لحالتي النفسية.
شكراً لسعة صدركم،
وسلامي للجميع.
23/11/2008
رد المستشار
الابنة "دينا" بعد التحية، أهلاً ومرحباً بك على منتداك مرة أخرى.
أشعر يا ابنتي أن مشكلتك قابلة للحل ببذلك لبعض الجهد، أنت بحاجة لاستعادة ثقتك بنفسك وإصرارك على النجاح في مجال الترجمة الذي تحبينه، وأرجو منك ألا تلقي بالمسؤولية على أمك أو أبيك؛ فيكفيهم أنهما علّماك حتى حصلت على شهادتك الجامعية بنجاح، والآن عليك دور مهم وكبير. من المهم أن ترتبي أولوياتك لتنجحي في حياتك الجميلة المقبلة بإذن الله. واسمحي لي بعد أن قرأت الأسطر التي كَتَبتِها أن أساعدك فقط بتقديم اقتراحات شخص مهني ينظر للمشكلة من الخارج، وأظن أن رأيي سيساعدك لو بدأت في التنفيذ دون أن تضعي عقبات في طريق تحسن حالتك وشفائك:
أولاً، حاولي الابتعاد عن لوم الآخرين ولوم نفسك.
ثانياً، تخيّري من إخوانك أو أخواتك من لديه شجاعة المواجهة ليسألوا لك في مكاتب الترجمة عن بعض النصوص التي ستقومين بترجمتها بمهارة في البيت على أن تدفعي لمن يأتي لك بنصوص للترجمة نسبة مما ستأخذينه، تتفقين معه أو معها عليها.
ثالثاً، لا بد من أخذ علاج للاكتئاب وفي حالتك أفضل علاج هو "ويلبيوترين"، على الأقل حبة يومياً 150 مجم صباحاً، لأنه سيقلل شهيتك وسيساعدك على إنقاص وزنك وسيزيد من نشاطك، بأمر الله. من فضلك اعتبري أنك تعملين إعلاناً هنا لمن يريد أن يترجم نصاً ما –لمساعدتك- ولكنك لم تقولي لنا
ما هي اللغة التي قمت بدراستها وإتقانها. بعد فترة من استخدام العلاج يستحب عمل برنامج رياضي تلتزمين به، ويفضل أن يكون في صالة رياضية متخصصة. ابدئي في استكمال دراساتك العليا التي ترغبين فيها بعد أن تتوفر لديك النقود، وعندها سيساعدك والداك لإتمام الدراسات العليا، عندما يشعرون بجديتك في ذلك.
دعواتي القلبية لك بالتوفيق والشفاء العاجل من كل داء وبلاء، واستعيني بالله ولا تعجزي، وفي انتظار سماع أخبار طيبة عنك.