السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بدايةً، أحب أن أشكركم على هذا الموقع المتميز الذي دخلته صدفة عندما كنت أبحث على موقع جوجل، حيث أعجبني وقد قرأت كثيراً من إجاباتكم، جزاكم الله خيراً على ما تبذلون من جهدٍ وجعله في ميزان حسناتكم.
أريد أن أعرفكم على نفسي؛ أنا شاب عمري 23سنة تخرجت حديثاً من كلية الهندسة، والآن ولله الحمد أعمل في شركة في الأردن.
مشكلتي تتلخص بأني أعاني من الرهاب الاجتماعي؛ بدأت هذه المشكلة معي منذ سن 15سنة، حيث كنت دائماً من المتفوقين في المدرسة لدرجة تحولت حياتي كلها إلى الدراسة، فقليل ما كنت ألعب وأخرج مثل أصحابي حيث كان حلمي أن أصبح مهندساً لكي أعمل وأكسب نقوداً لأن وضع أسرتي المالي حينها محدود، كما أن والديّ كانا يضغطان علي من أجل أن أدرس وأكون مهندساً في المستقبل.
هذا سبب لي مشاكل مع زملائي في الصف حيث كنت محط إعجاب مدرسييّ حيث كانوا يقولون لزملائي ادرسوا مثل فلان، وأني أفضل طالب في الصف، وهذا على ما أعتقد حرك الغيرة عندهم فبعضهم بدأ بشتمي وحتى ضربي واشتدوا في مضايقتي في الصف التوجيهي حيث هذا الصف مهم في الأردن، وأذكر مرة أن الأستاذ قال لي بأني سأكون دكتوراً في المستقبل فرد أحد الطلاب باستهزاء أني سأكون عامل تنظيفات (في رأي أن الشغل ليس عيباً).
لقد كان شتمي يؤثر عليّ، ولكن لن أظلمهم كلهم فكثير منهم أصحابي وطيبون، ومن أساءوا إليّ يعدّون على الأصابع، كما كانت هناك مشاكل مع أخي الأكبر حيث كان يغار مني وكان يشتمني ويسبني، وكما أن عيشي في قرية وعاداتها مثل تهميش دور صغار السن والخوف المفرط والزائد عليهم، حيث كنت أعاني من ذلك وخاصة من قبل والديّ، وأذكر مما كانوا يقولون لي (احذر أن تمشي مع الأكبر منك في المدرسة)، وكذالك قالت لي أمي مرة حتى تمنعني من الذهاب إلى بيت عمي أنه يوجد عصابة تخطف الأطفال وتقتلهم، بالإضافة أن أبي كان يقوم بكل شيء نيابة عني مع أن في داخلي حب أن أقوم به أنا.
كنت أعاني من حب الشباب المزمن، وقد سبب لي فقري الشعور بالنقص... وهذه الأشياء كلها أثرت على شخصيتي؛ حيث أصبحت انطوائياً وخجولاً جداً لدرجة أنني أصبحت وحيداً ومنعزلاً عن الناس، وأصبحت هناك أفكار عديدة تسيطر عليّ ومقتنع بها مثل: أن كل الناس تحقد عليّ وتريد بي الشر لأني متميز، وعندما أمشي في الشارع وفيه سيارة تراودني فكرة أن في السيارة أناس يريدون اختطافي، كما أصبحت أخجل أن أكلم الناس لدرجة أنه عندما يرن جرس الباب أخجل من فتحه، وأخجل من الصعود لسطح البيت، وأشعر أنهم ينظرون إلى حب الشباب في وجهي بقرف، وتجنبت كل المناسبات الاجتماعية فكنت أبكي لأني لست راضٍ عن حالي وعليّ القيام بشيء يخلصني من خجلي.
هذا كله سبب نقصاً في مهارات الاتصال مع الآخرين لدرجة أني أحس أن ليس عندي مصطلحات أعبّر عن نفسي عندما أكلّم الناس، يعني لا أعرف كيف أحادثهم وأدير حديثاً معهم. بقيت على هذا الحال إلى أن دخلت الجامعة، وفي السنة الثانية أعتبرها بداية التغير حيث عزمت على الخروج من خجلي والقضاء عليه لأني يجب أن أكون إنسان نافع ومستقل وناجح في المجتمع بكل وسيلة متاحة، صحيح أن حالتي المادية لا تسمح أن أذهب إلى طبيب نفسي ولكن قمت أول شيء بعلاج مرض حب الشباب والحمد لله تعافيت منه وزادت ثقتي بنفسي؛
عندما لاحظ أصحابي في الجامعة والقرية ذلك، وبدأت أقرأ كتباً عن الخجل وعلاجه وزيادة الثقة بالنفس من مكتبة الجامعة، كما أني اشتريت كتاباً على حسابي وفيه قرأت طريقة لزيادة الثقة في النفس وهي التدريب الذهني والاسترخاء واستخدمتها في المواقف التي أخجل فيها، حيث أتخيل نفسي في مواقف وثقتي في نفسي قوية حيث في الفصل الأخير من الجامعة كان عندي مناقشة لمشروع التخرج، كنت خائفاً من الفشل وعدم القدرة على الكلام والارتباك، خاصة أن المناقشة يحضرها أهلي وأصدقائي فأجبرت نفسي على المشاركة في مناقشتين في مادتين كنت أخذتما بالتزامن مع المشروع فارتبكت في المرتين وتلعثمت وأصبح وجهي أحمراً وتمنيت أن الأرض تنشق وتبتلعني، ومع هذا أصررت على التخلص من الخجل لأني سأناقش مشروع التخرج ولا مناص من ذلك، ولن أنسى تشجيع زملائي لي بعد هاتين المناقشتين وكذلك الدكتور حيث قال لي أنه كان مثلي و يجب علي أن أواجه مخاوفي، كما قمت قبل المناقشة باستخدام التدريب الذهني والدعاء في الصلاة من أجل أن يثبتني الله ويخلصني من خجلي للأبد.
عند يوم المناقشة كنت خائفا جدا جدا جدا ولكن عندما ناقشت ارتبكت في الأول ولكن تماسكت وتحدثت بكل راحة وبعد المناقشة جاء أصحابي إلي يباركون وكذلك قالوا لي مازحين أنهم كانوا يعتقدون أني سوف ارتبك كما في المرات الماضية فكنت مسرورا وسعيد جدا حيث اعتبر هذا بداية النجاح لي والتخلص من الخجل.
كذلك استخدمت الانترنت في الجامعة (موقع جوجل) في البحث عن مواقع تعالج الخجل ومنها موقعكم المتميز.
ولله الحمد كانت فترة الجامعة بداية التخلص من خجلي، حيث تخلصت من الكثير من الأفكار السلبية وتحولّت إلى أخرى إيجابية مثل أني إنسان ناجح ونافع وقوي الشخصية قادر على تدبّر الأمور ومكرم عند الله، وكما أصبح اتصالي مع الناس أقوى وأحسن وبدأت أخرج وأحكي تقريباً براحة مع الناس وأذهب إلى معظم المناسبات الاجتماعية، وها أنا اليوم أشتغل مهندساً في شركة وعلاقتي مع الموظفين ممتازة ولكن ما زلت أعاني من الخجل في بعض المواقف، مثل الحديث أمام جماعة، وأعبّر عن رأيي براحة، وعندما أتحدث مع الناس أحس أن كلامي غير مقنع وأني غير قادر على صياغة كلامي، وأحياناً أتلعثم وأتأتئ ولا يؤثر فيهم، وأحس أني أحاول إسعاد الآخرين على حساب سعادتي لكي يرضوا عليّ، وكما أن عقدة الكلام أمام الناس في مناقشة أو محاضرة ما زالت، وعندي أفكار أني لا أستطيع عمل ذلك.
أشعر بالحسد للناس الذين حولي لأنهم لا يعانون مثلي ويعبرون عن أرائهم كما يشاءون ويتصرفون بشكل طبيعي وأحس بضيق في صدري من ذلك وأني ما زلت بحاجة إلى الكثير من المهارات الاجتماعية اللازمة، وأخاف أن أخطئ وما سوف يقال عني، وما زلت أعاني من الخجل من الجنس الآخر على الرغم من تحسني حيث كنت أخجل من الجنس الآخر كثيراً. لكن والحمد لله بدأت الطريق ولازم أتخلّص من خجلي لأني أحب أن أكون ناجحاً ومحترماً بين الناس، حر الإرادة أفعل ما أريد وأقول ما أريد دون الخوف من أحد أو تأثير منه (طبعاً ضمن حريتي ودون التعدي على حريات الناس).
آسف جداً لأني أطلت كثيراً، ولكن شعرت أني يجب أن أكتب كل شيء بالتفصيل حتى تكون الصورة واضحة أمام حضرتكم وأنا طامع بردكم الكريم على استشارتي وتقديم النصح لي لكي تعمّ الفائدة ليس عليّ فحسب ولكن لتعمّ على زواركم الكرام. وشكراً جزيلاً لكم وبارك الله فيكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
23/11/2008
رد المستشار
الأخ الأردني السلام عليكم، نشكر ثنائكم على الموقع...
إن ضريبة النجاح قد تجعل الإنسان في أوضاع مفاجئة غير مريحة تبعا للبيئة التي فيها الشخص كما هو الحال في منطقتك فقد كنت الطالب المجد والمثل العملي من قبل المدرسين الأمر برمته يخلق الحساد وخاصة أن الأعمار الصغيرة وقلة الخبرة تثير الحسد من أقرانك وبنفس الوقت أثر عليك مضافا لهذا الخوف المفرط من قبل الوالدين زاد الأمر سوءا مضافا له غيرة الأخ الكبير وحالة حب الشباب والاحتجاب عن الناس بحيث أن معاناتك تدخل ضمن نطاق الرهاب، والرهاب حالة شديدة من الخوف الذي لا يستطيع صاحبه أن يسيطر عليه ولا يستطيع الآخرون التخفيف من درجة حدته عن طريق تطمين المصاب.
وتكون عادة ردة الفعل هذه من الرهبة الشديدة في تجاه أمر معين. غير منسجمة أو متكافئة مع ما يحدث عادة هذا الأمر من الخوف و الرهبة لدى الأشخاص الآخرين من الناس والغالب أن يدفع هذا الخوف صاحبة دفعاً شديداً للابتعاد عن الحالة المخيفة، وما تعانيه هو الرهاب الاجتماعي وهو الخوف من الأماكن الكبيرة المزدحمة ولكنه ليس خوفاً من البعد عن المنزل وإنما خوف من التواجد مع الناس الآخرين كما هو حالك بالصعود لسطح المنزل. وتكون النتيجة أن يلزم الإنسان منزله ويفضل أن يكون بمفرده بمعزل عن الآخرين أما أسباب حدوثه هي
1. الحوادث التي تعرض لها الإنسان خلال طفولته وحياته المبكرة
2. الحوادث المؤثرة المؤلمة التي يتعرض لها الإنسان خلال مراهقته
إن قراءاتك لمعالجة الخجل والارتباك أمام الناس تعبر عن إرادة صلبة لتجاوز حالتك مستقبلا ومن العلاجات
تعتبر المعالجة السلوكية للرهاب من أكثر الطرق استعمالاً في علاج مثل هذه الحالات من الخوف، وإزالة التحسس بالتدريج من خلال التشجيع على الاسترخاء وعليك أن تدرب نفسك باستمرار على الاحتفاظ بهدوئك وثباتك في أشد وأقصى الظروف وفي أصعب المواقف وعليك أن تتأمل في خلوتك أنك أمام جمع كبير من الناس، وأنك لا بد أن تقوم بنشاط اجتماعي أمام هذا التجمع كما أن هناك العلاج الدوائي المرافق للعلاج السلوكي وتحت إشراف طبيب نفساني متخصص.
وهناك دواء يعرف علميًا باسم باروكستين لا بأس من أخذه بإشراف الطبيب
إن إتباعك للإرشادات بوجود قوة إرادتك يبشر بأنك ستتجاوز تلك الحالة بسرعة وتجد على موقع مجانين مواضيع عن أنواع الرهاب:
الرهاب الاجتماعي والمحاولات والمتابعات
الرهاب الاجتماعي وعواقب عدم العلاج
الرهاب الاجتماعي قصة نجاح مشاركة
الرهاب السري
هل يجب امتلاك كل الخصال الحسنة؟