السلام عليكم،
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 عاماً، مارست العادة السرية منذ سن 13 عن جهل، كما اقترفت مقدمات الزنا مع من كنت أواعدهم بنية الزواج، وكنت مكرهة على ذلك في الغالب، وأنا نادمة جداً على ذلك.
الآن أنا مخطوبة لإنسان ذي خلق وقد صارحته وتقبلني.. تبت إلى الله والتزمت، إلا أن هذه الذكريات تكاد تقتلني، فهي لا تفارقني وأشعر برغبة في سردها سرداً دقيقاً وأستحي كثيراً، كما أني أعاني من ضيق الصدر والاكتئاب منذ 9 أشهر.
وفي يوم، فيما كنت أتصفح موقعاً إسلامياً قرأت استشارة لشخص يعاني من خيالات جنسية مقززة، حيث يمكن أن يتخيل أنه ينكح أي شخص حتى محارمه، تأثرت لأجله وحمدت الله على أن وساوسي لا تبلغ هذه الدرجة، ولكن منذ فترة أعاني من نفس هذه الوساوس الجنسية البشعة التي تؤلمني!.
أفيدوني جزاكم الله خيراً،
R03;هل ما أعاني منه وسواساً قهرياً؟ وهل أزور طبيباً نفسياً؟.
24/12/2008
رد المستشار
صديقتي،
لكي تكون الأفكار وسواساً قهرياً، يجب أن تكون مستمرة وملحة لدرجة أنها تعطل الشخص وتصيب حياته الاجتماعية والمهنية بشيء من الشلل، إن لم يكن بالشلل الكامل وعدم المقدرة على إكمال يوم أو بضع ساعات دون هذه الأفكار.. وحين تكون الأفكار ملحة ولكن عرضية، فإنها لا تعتبر وسواساً قهرياً.
البشر تلح عليهم صور الماضي لأن هناك درساً لم يتعلموه بعد من خبرات الماضي.. أحد هذه الدروس هو أن أخطاء الماضي لا يمكن محوها من الذاكرة أو من التاريخ، لكن من الممكن التوبة عنها واستبدالها بإصلاح ومغفرة للنفس وللآخرين.. الإحساس بالندم والعار يجب أن يبقى في الماضي.. التوبة الحقيقية لا يمكن أن تتحقق بالكامل إذا كان الإحساس المسيطر هو الندم أو الخزي..
تقولين أنك كنت مكرهة على ممارسة مقدمات الزنا مع من كنت تواعدينهم.. كيف كنت مكرهة؟ في الغالب كانوا يساومونك عن طريق الحب واتهامك بأنك غير صادقة في حبك لهم إن لم تذعني لطلباتهم، وهذا هو الدرس الذي يستحق أن يستمر في ذهنك بدلاً من أحداث الماضي..
الدرس هو أنك لا تحتاجين الحب بأي ثمن، لكن من الممكن أن يضحي الإنسان في سبيل الحب الذي يحفظ له كرامته ويحافظ على مبادئه.
أما ما يحدث الآن، فأعتقد أنك تفتقدين الحب، والذي يصوره عقلك الباطن لك بصورة رمزية في صورة مشاهد جنسية (بسبب المفهوم الخاطئ في المجتمع بأن الجنس هو تتويج للحب).. أحبي نفسك أولاً وبعد ذلك ستجدين الحب الحقيقي.
في حالة ما إذا كانت الأفكار ملحة للدرجة الوسواسية فأنصحك بمراجعة الطبيب النفسي لوصف العقاقير المساعدة المناسبة.. من ناحية أخرى، من المفيد أن تراجعي معالجاً نفسياً للحوار حول أفكارك عن نفسك وعن الماضي، وعن المستقبل للتخطيط له.
واقرئي على مجانين:
وحدي في المنزل: وساوس وتخيلات جنسية
وساوس سب المقدسات والأفكار الجنسية
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.