السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أريد أن أشارككم مشكلتي لعلي أجد عندكم رأياً حكيماً أستطيع أن آخذ به.
إن مشكلتي تتلخص في أن أمي امرأة لعوب وهذا أقل ما يقال عنها؛ فقد فاجأتها ذات يوم وهي تتبادل القبلات مع زوج خالتي وكنت وقتها في السادسة من عمري، لا أعرف ماذا يفعلون ولكن عندما كبرت فهمت وعلمت ما الذي يعنيه ارتداؤها لملابس قصيرة فاضحة وكأنها تتعمد أن تعرض جسدها ليراه الرجال، كنت أخجل من أن يراها أحد من أصدقائي معي، لهذا كنت دائم الابتعاد عنها.
ذات يوم تشاجرت مع أحدهم لأنه قال عنها أنها تبحث عن رجل يكفي رغباتها بعد أن عجز أبي عن هذا، والذي زاد من عذابي أني أشعر أن ما يقوله صحيح. أذكر أني ذهبت يومها إلى أبي وطلبت منه أن يجعلها تغطي ساقيها فأمي ترتدي ملابس تغطّي بالكاد ركبتيها فإذا جلست تعرّت أفخاذها وكان رد أبي أنه لا يجد عيباً فيما ترتديه أمي خاصة وأنه متأكد من سلوكها، كنت في حيرة: هل حقاً يظنها محترمة أم يعلم عنها غير ذلك ولكنه يخجل من قول هذا؟! وعندما غضبت وقلت له أن زملائي في المدرسة يتكلمون عن ملابس أمي العارية، عنفني وقال لي أنه حرّ في زوجته وأني أستطيع أن أفعل ما أشاء في المرأة التي سأتزوجها!
قد تقولون لي أن ما رأيته وأنا صغير قد جعلني أشك في سلوك أمي وأظن فيها السوء حتى الآن، ولكن منذ سنتين ذهبنا للاصطياف وكما هو متوقع فملابس أمي طوال العام شيء وملابسها في المصيف شيء آخر، فهي تذهب للشاطئ بمايوه قصير تخجل امرأة أن ترتديه لزوجها في غرفة النوم! وقد رأيتها بعد وصولنا بيومين واقفة في الشرفة تشير إلى أحد الشباب في المنزل المواجه لنا، وطبعاً معروف ما الذي تريده امرأة في الأربعينيات من عمرها من شاب في العشرينيات.
أمّا إذا ذهبنا إلى مكان مزدحم فتنظر كل العيون إلى هذا الجسد تريد أن تنال منه، وذات مرة كنت ذاهباً معها إلى مكان ما وكان من المفترض أن نستقل المترو سويّاً وطلبت منها أن تركب في عربة السيدات، خاصة وأننا كنّا في وقت الذروة، ولكنها صممت أن تصحبني وحدث ما توقعته حيث قام أحد الرجال بالتحرش بها بطريقة سوقية جذبت انتباه كل الواقفين وهي لا تحرك ساكناً بينما الرجل يحتضنها من الخلف.
هذه هي أمي ذات السلوك المنحرف، وهذا هو أبي ضعيف الشخصية لدرجة أني أحياناُ أشك في نسبي إليه، فمع امرأة مثل أمي لن أتعجب إذا علمت أن أبي نفسه هو من يجلب لها الرجال ليزنوا بها أمامه! أنا أكره الاثنين وأشعر بالخجل والعار من أن تكون مثل هذه المرأة العارية أمي.
08/02/2009
رد المستشار
أهلاً بك،
لا تكره والديك لأن للكراهية وزن كبير سيَثقُل عليك وحدك ولن يساعد في حل مشكلتك ولا في تغيير سلوكهم، وكذلك بالتأكيد لا تشعر بالحرج ولا العار من اتباع سلوك أمك قيماً خاصة تعلي من قيمة الرغبات الشخصية وتتجاهل كل ما يعطل إشباع هذه الرغبات سواء من معايير وأحكام دينية أو اجتماعية، بل تذكر رحمة رب العالمين في قوله "..... وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى...."(الأنعام:164) ".... لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ..."(المائدة:105) واقتد بنصيحته فهو العالم بنفوس من خلق وسبق بالقول أنهم لن يختاروا جميعاً الصلاح ولا يجوز أن يردونا عن قيمنا وتوجهاتنا فنكون مثلهم.
عندما تكون الأم همٌّ فهذا يصطدم مع واحدة من المسلمات الثقافية التي تصور الأم كقديسة ومنارة للقيم والأخلاق والعطاء، ويسبب ألماً لا يعرف الكثيرون كيف يتعاملون معه، تماماً مثلما حدث معك. في هذه الحالات يفيدنا التفكير الواقعي العملي بعيداً عن المسلمات والتعميمات، فنقر بداية أن الأم كباقي البشر قد تضعف وتنحرف وتخطئ، ووحدها تتحمل وزر سلوكها. تعلّم أن تتعامل مع غضبك وإحباطك منهما بطريقة حكيمة فلا تكبته ولا تطلق له العنان فتشك في نسبك بل فكر بمنطقية أنك لست مسؤولاً عن سلوكها ولا عن تقويمها لأنك لا تملك سلطة عليها.
من بين طرق التعامل مع الضغوط هناك استراتيجية تسمى "التجنب" وهي ناجحة ونافعة في بعض المواقف التي لا يملك الفرد فيها سلطة أو قدرة على المواجهة أو التغيير، يكون عندها الحفاظ على النفس هو الهدف من خلال تجنب الضغط، لا ينظر لهذه الاستراتيجية كوسيلة فاعلة في تحقيق السواء النفسي أو الاستقرار إلا أنها الوحيدة المتاحة في بعض المواقف كما تجد نفسك مع أم تتبنى قيماً مختلفة عن قيمك، اعمل على تجنبها كي لا يؤذيك سلوكها مع الحفاظ على علاقة طيبة معها.
الموقف المزعج الذي تجد نفسك فيه هو نصيبك- درسك- لتتعلم محدودية قدرة الإنسان، وضرورة تعلم كيفية التعامل مع ما نعجز عن تحقيقه في الحياة دون أن نضر أنفسنا.
ويتبع>>>>> : رأي حكيم من مجانين مشاركة