الإخوة الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، البلد: فلسطين، المحافظة: غزة، الجنس: ذكر، الديانة: مسلم، العمر: 30 عاماً، الوزن: 85 كجم، الطول: 1.75 م، الوظيفة: مدرس، الدخل المادي كافٍ ومريح، النوم: غير مريح وفيه بعض القلق، الأكل: طبيعي، الشهية: طبيعية.
بدأت مشكلتي منذ العام 1999، حيث كنت طالبا في السنة الثالثة في الجامعة. ففي أحد الأيام كنت أدرس مسندًا الكرسي بوضع مائل إلى جدار المنزل، فانزلق الكرسي ووقعت بقوة على رأسي من الخلف، وحدثت غيبوبة لمدة دقيقة، ثم استيقظت وذهبت للمشفى، وعملت تحاليل للدم وصور أشعة للرأس والرقبة، وكانت النتائج كلها طبيعية والحمد لله، وانتهى الأمر عند هذا الحد. بعد هذا الحادث تقريباً بفترة 6 أشهر، وحيث أنني كنت أبذل مجهوداً كبيراً جداً في الدراسة، فبدأت أشعر بصداع شبه يومي، مع توتر وقلق ويزداد ذلك كثيراً أثناء الامتحانات، فذهبت لطبيب الأعصاب، وحدثته بالتفاصيل السابقة، فطلب مني عمل تحاليل جديدة وصور أشعة جديدة للرأس والرقبة وكذلك تخطيط للدماغ EGG، وتبين أن كل شيء طبيعي، فوصف لي بعض المهدئات (مثل XANAX و SORBON) بمقدار 10 أقراص بتركيز 0.25 جرام، ولكن لم أستفد.
تطور الأمر فبدأت أشعر بإرهاق يومي، وسرعة التعب من أبسط مجهود ذهني أو جسمي، وتوتر كبير وقلق وعدم راحة في النوم، بالإضافة إلى الصداع وضيق شديد في الصدر، وسرعة الغضب لأتفه الأسباب والشعور دائماً بالإحباط والسوداوية. ثم تطور الأمر، ففي عام 2003 تقريباً، بدأت تنتابني أفكار ووساوس وهواجس غير منطقية إطلاقاً ولكنها ملحة بشدة ولا أستطيع صرفها (مثل كيف سيفعل سكان الكون إذا انتهى البترول من العالم؟ وكيف سيعيشون؟ وكذلك كيف سأفعل إذا انتهت الحاجة لي في العمل؟... وهكذا)
ثم بدأت أشعر بتعب في يدي اليسرى، وإحساس بضربات القلب بشكل واضح، وكذلك ضربة موازية في الدماغ مع كل ضربة في القلب، بالإضافة إلى الإحساس بانقباض القلب وكأنه أصبح متحجراً داخل الصدر، مع الإحساس بسريان نبضات كهربائية في القلب واليدين، فرجعت لنفس الطبيب عدة مرات خلال السنوات التسع الماضية، وكان وصفه للحالة بأنها اكتئاب بالإضافة إلى وساوس فكرية قاهرة، فوصف لي دواء أعتقد أنه (فلوكسيكير+ زانكس) ولكن دون تحسن يذكر، ثم وصف لي (أنافرانيل + زانكس) عدة مرات، فكنت أرتاح عليهما بمعدل 50-60%، ولكني أعود للانتكاس بعد ترك الدواء لفترة.
وقد استخدمت نفس الدواء السابق (أنافرانيل + زانكس) مراراً دون الرجوع للطبيب وذلك وقت الحاجة لذلك، ولكني أكره هذا الدواء بشدة بسبب أثاره الجانبية التي تمثلت في:
* برودة شديدة لا تحتمل في أطراف الأقدام والأصابع.
* جفاف الحلق واللعاب.
* تغيّر طعم الطعام والشراب في الفم بحيث يصبح غير مقبول.
* صعوبة كبيرة في التبول.
* عدم الشعور بالجوع أو الرغبة الجنسية.
وحيث أنني كنت متفوقاً في دراستي البكالوريوس، وحيث أن عدداً من زملائي أكملوا دراساتهم العليا، فقد التحقت ببرنامج الماجستير في العام 2004، بالرغم من كل المعاناة التي كنت أقاسيها، وهذا أدى إلى زيادة الإرهاق والتوتر بشكل كبير. في العام 2006 ومع أخذ الدواء، بدأت تخف بشكل كبير حدة الوساوس القهرية.
* أعراض الإرهاق والتوتر والقلق وضيق الصدر بدأت بسيطة في العام 1999 ووصلت قمتها في العام 2006، والآن انخفضت حدّتها قليلاً.
* أعراض الوساوس بدأت في 2003 حتى بداية 2006 تقريباً، ثم انخفضت حدّتها بشكل كبير جداً.
* في عام 2007 بدأت أعاني من أعراض القولون العصبي، وقد راجعت طبيب الباطنة، وأخذت العلاج وبدأت حالتي تتحسن بالنسبة للقولون العصبي فقط.
* علاقتي مع أفراد عائلتي طبيعية وحميمة، ولا يشوبها أية مشاكل، كما أنني أعيش في نفس البناية مع عائلتي ولكن في شقة مستقلة.
* ليس لأي من أفراد العائلة أمراض نفسية أو عصبية أو أمراض مزمنة عضوية.
* توفيت أمي قبل حوالي 23 عاماً أثناء الولادة، وتوفي أخي الأكبر بسكتة قلبية قبل حوالي 5 سنوات دون أي مقدمات مرضية.
والآن حياتي تعيسة، لا أشعر بالسعادة إطلاقاً، وإليكم ما أعاني منه حالياً:
1- فقدان الثقة في النفس.
2 - الإرهاق الشديد واليومي بلا انقطاع.
3- وساوس في العمل، مثلاً: إن قمت بعمل أي شيء خاص بي خلال وقت العمل ولو لمدة 10 دقائق، أشعر باختناق وتعب وصداع بعد فترة بسيطة، أو حتى استخدام الانترنت (مع أنه مسموح ومتاح طوال فترة العمل) يسبب لي نفس المعاناة السابقة، أشعر أنني دائماً مقصر بالعمل، مع أن انجازاتي كبيرة وواضحة وبشهادة الزملاء، أشعر دائماً بأنني يجب أن أبذل مجهوداً أكبر بالعمل وهذا يسبب لي التعب والصداع وضيق الصدر...).
4- الخوف من المقابلات؛ الحديث بوجود جماعة حيث يصيبني زلزال عصبي وتعرق شديد، واختناق لدرجة أني لا أستطيع إكمال الكلام..
5- أحتاج لفترة طويلة من النوم في الليل، وبالرغم من ذلك أصحو وأشعر بالإرهاق والتعب منذ الصباح.
6- لدي حساسية مفرطة للكلمات والعبارات التي يمكن أن أعتبرها أنها جارحة، بالرغم من أنه قد يعتبرها غيري بأنها طبيعية، ويحدث بسبب ذلك صداع شديد وقوي يستمر لعدة أيام متتالية.
7- بعد التعرض لأي ضغط نفسي أو عصبي أو حتى مجهود جسماني يصيبني صداع شديد في أماكن متفرقة من الرأس تستمر لعدة أيام.
8- بعد جلوسي على مكتبي للعمل، أشعر بعد حوالي أقل من ساعة بالاختناق وضيق شديد في الصدر وصداع.
9- التردد والحيرة وصعوبة اتخاذ القرارات.
10- أعاني من تأنيب الضمير وجلد الذات بدون مبررات حقيقية مقنعة.
11- تزداد الأعراض السابقة جميعها في أوقات الدراسة والاختبارات.
* لا يخطر ببالي الرغبة في الانتحار أو الموت.
* لا أتعاطى مخدرات أو منومات.
* لا أعاني من نوبات هوس.
* ليس لدي نوبات توهم مرضي.
* أرغب بمساعدة سلوكية ودوائية
* بدأت منذ حوالي شهر أستخدم الأعشاب الطبية المهدئة، وحالياً أشعر بتحسن طفيف.
أرجو مساعدتكم،
وبارك الله فيكم ووفقكم لما فيه خير الإسلام والمسلمين.
08/02/2009
رد المستشار
الأخ الفاضل *محمد* تحية طيبة،
أهلاً ومرحباً بك على موقعك. واضح أنه لا يوجد علاقة مباشرة بين وقوعك على الأرض فجأة وحدوث أعراض القلق والاكتئاب والوسواس لديك منذ عشر سنوات. ما ذكرته لنا من خفقان بالقلب مع إحساسك بنبضه في رأسك، وألم في يدك اليسرى، مع التوتر والقلق ثم السوداوية وأعراض القولون والضيق والصداع والضيق الشديد والتعب لأقل مجهود، وسرعة الإنهاك البدني، ثم الوساوس الغريبة عن العالم- ونفاذ النفط منه- والتردد الشديد والحيرة عند ضرورة اتخاذك لقرار ما، وخوفك من الكلام أمام الناس، والاختناق مع القلق والتوتر من المقابلات، ولوم النفس وتأنيب الضمير وجلد الذات لأتفه الأسباب، وكذلك نوبات الثورة والغضب السريعة دون وجود ما يستدعي ذلك الغضب، ونومك لفترات طويلة ورغم ذلك تستيقظ وأنت متعب وكأنك لم تنم؛ كل هذه الأعراض وغيرها مما ذكرت تعطينا مؤشراً على وجود خليط من الاضطرابات العصابية لديك منها القلق والوسواس والرهاب الاجتماعي مع الاكتئاب التفاعلي، وقديماً بعض نوبات الهلع، وأظن أن وفاة أخيك فجأة منذ خمس سنوات وبلا مقدمات مرضية، وكذلك وفاة أمك وأنت طفل صغير (منذ 23 سنة) قد أثرا نفسياً عليك.
وبناء على استجابتك الطيبة (والتي بلغت 50% - 60%) من التحسن على الأنافرانيل والزاناكس، وهي نسبة جيدة جداً، لكنك ونتيجة الأعراض الجانبية للأنافرانيل أوقفته، والتي تمثلت في:
* برودة شديدة لا تحتمل في أطراف الأقدام والأصابع.
* جفاف الحلق واللعاب.
* تغير مذاق الطعام والشراب في الفم بحيث يصبح غير مقبول.
* صعوبة كبيرة في التبول.
* عدم الشعور بالجوع أو الرغبة الجنسية.
أقترح عليك عقاراً آخر من مجموعة مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية "م.ا.س.ا"، وهو فافيرين أو لفوكس (واسمه العلمي فلوفوكسامين)ـ وبجرعة تبدأ بمائة مجم مساءً يومياً بعد العشاء، تزداد 50 مجم كل أسبوع حتى تصل إلى 300 مجم مساءً يومياً، مع استخدام الزاناكس ربع مجم إلى نصف مجم مساءً يومياً، ثم يمكنك إيقاف الزاناكس تدريجياً بعد شهرين من استخدامه.
واستخدام الفافيرين أو لفوكس سيستمر لفترة لا تقل عن عام ونصف متصلين، مع مراجعتك لأحد المعالجين بالعلاج السلوكي المعرفي خلال فترة علاجك بالفافيرين، مع استخدامك لطرق الاسترخاء، واستخدام جداول العلاج السلوكي المعرفي والتي ستجدها متوفرة على موقع مجانين ضمن مقالات طيف الوسواس القهري.
تمنياتي لك بالشفاء العاجل، وتابعنا بأخبارك.