تبحث عن الحب، كيف السبيل إليه؟!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أولا: جزاكم الله عنا كل خير على إخلاصكم واجتهادكم في مساعدة الناس وحقيقي مفيش أي كلمة شكر توفي حقكم سوى جزاكم الله عنا كل خير.
وثانيا: أنا ترددت شهور عشان أبعث الرسالة دي لأني بحب أعبر عن نفسي بالكلام أما بالكتابة فبلاقي صعوبة شويه.. لكن هحاول أوصل مشكلتي باختصار وبوضوح وهي:
أني مش متخيلة إن في حد ممكن يحبني أو يعجب بي! وبستغرب جدا وأنا بقرا المشكلات هنا على الموقع وأقرأ أن في شاب بيحب بنت ومعجب بيها وراغب فيها أو بنت تحكي على أن شابا بيحبها جدا أو أن زوجها اللي مكتوب كتابهم راغب فيها بشكل قوي ونفسه يستمتع بيها مش متخيله إن دا ممكن يحصل لي!!
أكيد المشكلة تافهة... بس هيا فعلا بتؤرقني.. أنا بحلم طول عمري بالحب وبالحنان بس مش متوقعة ولا متخيلة أساسا إن ممكن حد يحبني لأني ببساطة مش حاسة أني مميزة بالشكل الكافي اللي يجذب شاب ليا ويخليه يتمنى يرتبط بيا على الرغم من أني على مستوى الشكل الحمد لله أموره وملامحي رقيقة وأنيقة جدا....
بس في نفس الوقت مش باهرة الجمال أو ملفتة للأنظار.. وأما على مستوى الشخصية فأنا محبوبة جدا من كل الناس وعندي أصدقاء كثير.. ولكن في نفس الوقت مش الشخصية الساحرة البارزة في كل مكان اللي تسحر الناس بخفة دمها وروحها وتأسر قلوبهم.. وبالتالي فالمحصلة في النهاية أني بنت عادية شكلا وموضوعا وهي دي المشكلة أني نفسي أحس أني مميزة عن غيري لأني أعتقد أن البنت اللي تتحب لازم تكون مميزة في حاجه سواء شكلها أو روحها وشخصيتها أو نجاحها أو أو.. وأنا مش كدا.
بتعجب جدا لما بلاقي بنات أقل مني شكلا أو في نواحي ثانية ومع ذلك مش عندهم الإحساس اللي عندي وبلاقيهم بيتحبوا وبيرتبطوا إلا أنا عمري ما حسيت إن في حد راغب فيا بشكل قوى وبيحبني وعايز يرتبط بيا وأنا في النهاية بنت ومهما كنت واثقة في نفسي فأنا بردو نفسي أحس أني ممكن يكون مرغوب فيا كأنثى وأني واثقة في أني ممكن أكون حبيبة لحد.....
أحيان كتير برجع المشكلة دي إلى أني لسه مش لاقيت المجال اللي يتيح ليا اختلاط قوي ومباشر بالناس لأني لسه بدرس ومش اشتغلت لكن بردو الإحساس دا تاعبني أوي وطول عمره عندي وبحاول أتغاضى عنه.
نسيت أقول أني لا أعترف بأي علاقة حب بين الولد والبنت إلا في إطار الخطوبة أو الزواج لكن في نفس الوقت مش معقدة بمعنى أني اجتماعية وبختلط بكل الناس ومعنديش اعتراض على الكلام والاختلاط المقـــيد مع الشباب شـــــــــرط أنه يكون في حـــــــدووود ومش بعاني إطلاقا من أي رهاب اجتماعي أو خجل أو خوف أو أي حاجة من دي بل بالعكس جريئة وعندي قدر كبير من الثقة في نفس واللباقة.. ومعنديش أي مشاكل في التعامل مع الجنس الآخر ورغم ذلـــــــــــــك عندي الإحساس دا!!
ممكن يكون الحل مش هنا ولا عند أي حد لكني حبيت أبوح باللي في قلبي لأني تعبانة وبتخيل أني لو اتجوزت هبقى أنا اللي راغبة في زوجي وهو مش راغب فيا خالص.. فأسئلتي هنا من فضلكم هي..
أولا: ليه أنا دوناً عن غيري بحس الإحساس دا؟
وثانيا: مين البنت المميزة في وجهة نظر الرجل؟ وإيه الجوانب اللي أقدر أطورها في نفسي عشان يكون لي وضع متميز بين الناس؟.. علما بأني بحاول أطور من نفسي من خلال القراءة وكثرة الاختلاط بالناس وبحلم بعد التخرج بمستقبل عملي متميز..
وثالثا: إزاي أتغلب على الإحساس دا؟
ورابعا: أنا بسعى إلى أني أشغل كل دقيقة من وقتي بحاجة مفيدة ونفسي ألتحق بنشاط اجتماعي عشان مزيد من الاختلاط بالناس وفي نفس الوقت مزيد من الانشغال.. دا غير الثواب.. لكن مش عارفة إيه هي النشاطات الاجتماعية اللي ممكن تتيح دا؟؟؟
وأخيرا اعذروني رسالتي غير منظمة على الإطلاق وكلامي مش مرتب على غير عادتي لكن الحقيقة أن أفكاري مشوشة بشكل مش طبيعي وحاسة أني عاجزة عن ترتيبها وأتمنى تسمحون لي برجاء أخير:
أتمنى الرد يكون من خلال دكتور وائل أبو هندي حتى لو تأخر الرد.. لأني بقتنع جدا بأسلوبه.. وجزاكم الله عنا كل خير.
08/02/2009
رد المستشار
الغالية علياء:
حقيقة لقد حيرتني بعباراتك! فأنت تقولين: إنك تشعرين أنه لا يمكن أن يحبك أحد مع أنك قلت عن نفسك: (أما على مستوى الشخصية فأنا محبوبة جداً من كل الناس وعندي أصدقاء كثير)!!! كيف لا يمكن لأحد أن يحبك، ثم أنت محبوبة جداً؟!!! الواقع الذي تعترفين به يبين خطأ ما تحكمين به على نفسك، وأظن أن السبب في شعورك هو أنك أنت التي لا تعجبين بنفسك، وليس الآخرين.... ربما لأنك رسمت في مخيلتك نموذجاً مثالياً جداً للفتاة المحبوبة، وحيث تجدين نفسك دون هذا النموذج فأنت تعتقدين أنك لا يمكن أن تكوني محبوبة!
ولعل للصورة الإعلامية للفتيات المحبوبات الساحرات، التي تصور الواحدة منهن تمشي والرقاب كلها تميل لتنظر إليها، أو الكل يسعى ليتقرب منها، وغير ذلك من الصور الخرافية....، لعل لها أثراً عليك في هذا الأمر. ثم إنك تملكين طموحاً وهمة عالية، لهذا مهما فعلت لا ترضين عن نفسك ولا تعجبين بإنجازاتك وتظنين أن الناس ينظرون إليك بنفس الطريقة. وأظنك لو صححت فكرتك عن: من هي الفتاة المحبوبة؟ ستغيرين من نظرتك لنفسك كثيراً.
وأنت تسألين عن الفتاة المميزة من وجهة نظر الرجل، والجواب بكل بساطة: لا يوجد معيار معين لهذا، فلكل رجل ذوقه الخاص به، وقد يعجب رجل بامرأة هي في رأي غيره عادية جداً، ولو لم يكن الأمر كذلك لما تزوجت غير بارعات الجمال، والمتميزات، ولانقرضت النساء القبيحات بل العاديات جمالاً وأخلاقاً، ورغم هذا فكل الرجال يكتشفون بعد الزواج أن المرأة المميزة هي المرأة المطيعة التي تعيش مع زوجها بهدوء وسكينة دون أن (توجع رأسه). أي المرأة ذات الأخلاق العالية إذن! فكل امرأة يمكن أن تكون محبوبة إذا حسنت من أخلاقها!
وهذا الجوانب التي ينبغي تطويرها هي الجوانب الأخلاقية والفكرية فيك، وأنت والحمد لله تسعين لذلك، ولكن هذا يحتاج لوقت حتى يثمر نجاحاً وتميّزاً، كذلك اجعلي نيتك في تطوير ذاتك: إرضاء الله عزّ وجل فقط، لا ليرضى عنك زيد وعبيد، ولا لينظروا إليك نظرة إعجاب، لأنك ستتعبين جداً ولن تحصلي على ما تريدين، فإرضاء الناس غاية لا تدرك. وأيضاً: يمكنك أن تثقفي نفسك في المواضيع الأسرية والتربوية، فهي ستجعل منك زوجة ناجحة، وأمّاً متميزة في المستقبل. ومع كثرة تجاربك وكثرة اختلاطك بالناس في المستقبل، ستزيد ثقتك بنفسك، وستجدين نفسك متميزة فعلاً عن كثير ممن هم حولك.
وأما النشاطات الاجتماعية التي يمكن أن تشاركي فيها فكثيرة جداً، بعضها يمكنك أن تمارسيه مع مجموعة منظمة، كالأنشطة التي تقوم بها الجمعيات الخيرية، والمؤسسات الدينية والاجتماعية، وبعضها يمكنك أن تبتكريه بنفسك، فمثلاً لمَ لا تقومين بدعوة للشابات في عائلتك مرة في كل شهر تتقربن فيها من بعضكن وتناقشن همومكن، ثم تتدرجن لنقاشات في موضوعات اجتماعية وفكرية هامة، ونحو ذلك؟ وقد تذهبن معاً في رحلة في أيام العطل، وربما تستطعن طرح مشاريع خيرية كمساعدة المحتاجين من العائلة، وتعملن واسطة بينهم وبين الموسرين من نفس العائلة، أو تعملن واسطة بين الراغبين في الزواج، كل ذلك ممكن!...، في الحقيقة إذا وضعت هدفاً واضحاً بين عينيك فستكتشفين كثيراً من الأعمال الهامة التي يمكنك القيام بها..
وأشكرك لأنك تفكرين بمثل هذه المشاركات، وهذه إحدى ميزاتك التي لا تشعرين بها والتي تميزك على كثير من الشباب والشابات الذين يمضون حياتهم دون أي هدف أو طموح.
وأخيراً:
فإن المحبة الحقيقية التي يجب أن نسعى للحصول عليها، والتي تضمن لنا خيري الدنيا والآخرة هي محبة الله تعالى لنا، فاحرصي على الأعمال التي تجعل العبد محبوباً عند الله، كأداء الصلوات في أوقاتها، وبرّ الوالدين، ومحبة أخوات لك في الله، وغير ذلك... وإذا أحبك الله فسيقذف محبتك في قلوب أهل السماء والأرض، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبداً نادى جبريل: إن الله قد أحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله قد أحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ويوضع له القبول في أهل الأرض)).
أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً من أحبابه، وأرجو أن يكون فيما ذكرته لك جواباً لأسئلتك، وفقك الله...