خلطة فوزية: هكذا نعيش!!
في البداية أشكر لكم موقعكم الهادف ليس لي وحدي ولكن لجميع الشباب لأنه يساهم في حل الكثير من المشاكل أو على الأقل الطريق لحل المشكلة.
لن أطيل عليكم فمشكلتي تتلخص في أنني أحب شخصا ساعدني في أزمة نفسية قد مررت بها منذ قرابة العام. وقد أصبح هذا الشخص كل حياتي وشعرت بعد وحشة الدنيا أنه لدي ما أعيش من أجله كي تصبح لدي حياة أحلم به وأعيش من أجلها.
كما أنني لم يعد لدى الاكتئاب والملل بعد هذا الحب الذي يشعرني بالأمان. مهما وصفت من مشاعر لن أستطيع وصف هذا الحب الذي لا أظن أن هناك حب مثله ولكن.... سبب إرسالي إليكم هو أنني لا أعرف إن كان هذا الشخص يحبني أم لا؟؟؟؟ فحبيبي متزوج ولديه أبناء وهذا في حد ذاته لا يهمني.
المهم أنى أحبه نعم أحبه هذا هو الشخص الوحيد الذي أشعر معه أنني بأمان أشعر بالفرحة بمجرد رؤيته أو عند موعد لقائنا. والآن بعد طرح كافة جوانب المشكلة أكاد أرى دهشتكم من أملي في هذا الحب الذي لا أمل فيه.
أعزائي الأفاضل أملى الوحيد هو الله سبحانه وتعالى الذي أدعوه في صلاتي ووكلته عني في هذا الحب وأدعوه بما آمل فيه فأملي في الله كبير وهو العدل.
بعد كل ما عانيت في حياتي أشعر بأنه سوف يرضيني. وكلما حدثتني نفسي بأنه لا أمل أجد ما بداخلي من إحساس جميل يقول لي بأن الله موجود كما أنني عاهدت ربي بأن أجعله سعيدا مدى الحياة إن شاء الله. في النهاية أود أن أخبركم بأنني لست هدامة بيوت وحياة أسرة ولكنني أحببت ونبينا الكريم قد أحب وتزوج بالعديد من أمهات المؤمنين... فبالله عليكم لا تقسوا علي فأنا لا أستطيع أن أتخيل حياتي بونه وبدون حبه الذي يملأ كياني وأتمنى وأرجو من الله أن يكون هذا الحب متبادل. عذرا على الإطالة وتمنياتي لكم بالمزيد من التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
4/12/2009
رد المستشار
ما زال بعض أصحاب العقول فينا يعتقدون الداء يكمن في مجرد أنظمة التسلط والقهر والفساد السياسي المتسلطة على رقابنا، ولا يكاد هؤلاء العقلاء يدركون أو يهتمون بالخراب والتدمير الذي أصاب عقولنا حصاد فاسد منحط في طرق التدريس، ومحتوى المناهج، وغياب المعلم المحترف، وضعف تمويل العملية التعليمية ماديا ومعرفيا.
وكذلك مضخات التسفيه والتغييب في الإجهال المسمى إعلاما، وغير ذلك مما حولنا إلى أشباه بشر، وبيننا وبين العيش الإنساني سنوات ضوئية!!
هذا بعض ما أيقظته رسالتك يا أختي الكريمة في نفسي، وأنا أراك تقفزين من مقدمات غير راشدة إلى نتائج غير معقولة ولا منطقية، ولا بأس من حشد معلومات غير صحيحة مع الأفكار غير السليمة في خلطة عجيبة أخشى أنها نفس ما يعشش في أدمغة الملايين من أهلنا!!
شخص ساعدك في أزمة مررت بها ووقعت في حبه، ولا سلطان للإنسان على مشاعره ولا قلبه، والنفس مأسورة لأصحاب الجميل دائما!!
لكن أن تقفز هذه المشاعر القهرية لتصبح محور حياتك وأحلامك ومنتهى أمالك، وتمسي الهدف والملاذ، ومخزن التحفيز، ومصدر الإلهام والمعنى والطموح فإن هذا يبدو قفزة أنت وحدك المسئولة عنها، وعن نتائجها، ولم توضحي أسباب استمرارك في مقابلة هذا الشخص!!
وهل هناك كلام بينكما حول مسألة الارتباط بينكما، أو خطوات تسير فيها هذه العلاقة غير واضحة المعالم؟!!
إذا كانت المسألة مجرد خيال جميل يسعد أيامك، ويشفي اكتئابك، ويمدك بطاقة للعمل والحياة، فلا بأس!!
ولكن أنت تطمحين إلى ارتباط وسعادة واقعية مع إنسان لابد أن يجول برأسك سؤال بل ألف سؤال!!
إن الفجوة الهائلة بين أحلامك الجميلة الدافئة وطموحك الواقعي إلى الارتباط بإنسان متزوج ولديه أطفال، ولا تعرفين موقفة من مشاعرك تجاهه، هذه الفجوة لا يمكن عبورها ولا ردمها بقفزة أو قفزات من نوعية (أملي الوحيد هو الله الذي أدعوه في صلاتي)، أو (أملي كبير في الله، وهو العدل)!!
فمن ذا الذي يقول أو يرى أو يقرر أن عدل الله سبحانه يقتضي أن يجمع بينك وبينه في زواج سعيد؟!
إنها أفكارك وقراراتك، وحلولك السحرية الفهلوية التي تريحين بها نفسك من التفكير والأسئلة ووجع الدماغ عن الواقع وتفاصيله بالنسبة لظروفه العائلية أو حتى مشاعره نحوك، ونحن غالبا ما نريح أنفسنا من التفكير المنطقي تاركين للقدر أن يقوم بدوره ويحقق لنا ما نطلبه، ولو دون أي منطق أو مقدمات ناجحة سليمة تؤدي إلى ذلك الذي نريده!!
طبعا أنت حرة تماما في انتظار معجزة، وفي أن تسمي الأشياء بأسماء تريحك، وتربطي بين الأمور على النحو الذي يروق لك، وبالمرة تقولين أن رسول الله قد أحب وتزوج بالعديد، رغم أنه صلى الله عليه وسلم أحب من تزوج، أكثر من يوصف نهجه بأنه تزوج من أحب!!
وزواج الرسول صلى الله عليه وسلم بأمهات المؤمنين لا يعني أن زواجك بهذا الرجل سيكون ممكنا أو سعيدا أو موفقا، أو هو من علامات عدل الله سبحانه، الذي تقولين أنك تنتظرينه!!
ولا أريد أن أزيد إلا إذا أردت!!
هذه تراكيب عجيبة وغريبة، وأساليب مدهشة في فهم وترتيب الإيمان بالله وقدرته وعدله، وأنت لا تنفردين بها وحدك، بل هي خلطة الملايين!!