السلام عليكم ورحمة الله،
عندي مشكلتان؛ الأولى أن أحلام أختي الكبيرة تتحقق! حلمت مرة أن زوجي يخونني -رغم أني طالبة!-، وفي حلم آخر أني ضعت عن عائلتي أنهم كانوا يبحثون عني، وفي حلم ثالث أني خرجت مع أمي ثم أخذني أحدهم منها واغتصبني!. رأت هذه الأحلام خلال هذه السنة وأنا خائفة حقاً من تحققها حتى باتت تشغل تفكيري، وصرت أحس أني بلا مستقبل وأن حياتي القادمة سوداء قاتمة، حتى صرت أخشى الخروج، فماذا أفعل؟.
المشكلة الثانية أني أعاني خجلاً اجتماعياً. أنا الآن في الصف الأول الثانوي وبدأت هذه الحالة مذ كنت في الثاني الإعدادي، كما أني مصابة بالوسواس القهري مذ كنت في الخامس الابتدائي واختبرت كل أنواعه على مرّ السنين حتى انتهى بالأفكار التسلطية، وهذا الوسواس الذي دمر حياتي حتى صرت لا أخرج بتاتاً، وهو السبب في الخجل الاجتماعي. ذهبت للطبيب النفسي منذ ثلاثة شهور وأخذت دواءً اسمه فافارين وايفكسر، وبعد الزيارة الثالثة رفض أهلي أن أستمر في مراجعته، فقد قالت أمي أحد أقربائها تعالج عند طبيب نفسي حتى دخل مستشفى الأمراض النفسية -"المجانين" كما أسمته أمي-،
وأختي تقول أن الدواء النفسي يدمر خلايا المخ وأني ما زلت في سن المراهقة وأني لن أتزوج لو تابعت الذهاب إليه كما أنها تخاصمني لأني أريد الاستمرار في مراجعته، كما أن مواعيد الطبيب متأخرة فلا نعود للبيت حتى الساعة 11 و 12 ليلاً، فتربط حلم الاغتصاب بذهابي له، ورغم أن أمي موافقة على مرافقتي للطبيب إلا أن ذلك يغضب أختي التي قالت أنهم سيرفعون عليّ قضية حجر ويورثوني قبل موتي! أثناء مراجعنتا للطبيب تعرّفت أمي لإحداهن في العيادة والتي قالت أنها تخضع لتحليل للدم لمعرفة أثر الدواء عليه مما أقلقها جداً.
ماذا أفعل؟
أأذهب للطبيب النفسي أم لا؟.
10/05/2009
رد المستشار
صديقتي،
للأسف أختك تستغل سذاجتك وتلعب بمشاعرك ومخاوفك. دعيني أسألك لماذا تصدقين أنها فعلاً قد رأت هذه الأحلام؟ وكم من الأحلام التي رأتها على مرّ السنين تحقق بالفعل؟ إن حلم الاغتصاب يعني إما أنها تريد الجنس ولكن لا تريد أن تعترف بهذا وتسقط ذلك عليك في الحلم، أو أنها تريد بك العنف (الاغتصاب هو جريمة عنف في المقام الأول وليست جريمة جنس وإنما عنف يحدث عن طريق الجنس)، أو أنها تشعر بالغيرة منك بسبب صغر سنك واهتمام والدتك بك. ومن ناحية أخرى أنت لم تتزوجي بعد فكيف تقولين أن أحلامها تتحقق؟ من هو هذا الزوج الذي خانك في الحلم؟ أما حلم أنك ضعت منهم فيؤكد غيرة أختك منك ورغبتها في أن تكون هي مركز الاهتمام، والدليل على ذلك هو تهديدها لك في حالة ذهابك للطبيب. قلق والدتك حلّه الوحيد هو الحصول على معلومات صحيحة عن الأدوية والتحاليل اللازمة.
تقولين: "أنا خائفة حقاً من تحققها حتى باتت تشغل تفكيري، وصرت أحس أني بلا مستقبل وأن حياتي القادمة سوداء قاتمة، حتى صرت أخشى الخروج، فماذا أفعل؟. المشكلة الثانية أني أعاني خجلاً اجتماعياً. أنا الآن في الصف الأول الثانوي وبدأت هذه الحالة مذ كنت في الثاني الإعدادي، كما أني مصابة بالوسواس القهري مذ كنت في الخامس الابتدائي واختبرت كل أنواعه على مرّ السنين حتى انتهى بالأفكار التسلطية، وهذا الوسواس الذي دمر حياتي حتى صرت لا أخرج بتاتاً، وهو السبب في الخجل الاجتماعي."
كيف تصدقين إحساسك هكذا بطريقة عمياء؟؟ هل من المعقول مثلاً أن أحس من كلامك (لسبب ما أعلمه أنا وحدي) أنك مثلاً عبقرية أو شاذة جنسياً أو داعرة أو قديسة، ثم أصدق إحساسي بدون معلومات أو دليل؟؟ لاحظي أن الله يأمرنا بتقصي الحقائق قبل أن نصدق أي شيء، حتى ولو كان هذا من المفتي أو شيخ الأزهر شخصياً. ما رأيك إذا حلمت أختك بأنك سوف تسعدين في حياتك الناجحة وفي قصة حب ناجحة، هل يا ترى ستقول لك عن هذا الحلم؟؟ هل سيتحقق؟؟ وماذا عن أحلامك أنت؟؟ أليس لديك أحلام يقظة وأحلاماً في المنام؟؟ ماذا عنها؟؟ ولماذا تلغين أهمية رسائلها الرمزية المبعوثة من عقلك الباطن إلى عقلك الواعي عن طريق الأحلام؟؟
من ناحية أخرى، كيف جاءك الوسواس القهري والخجل الاجتماعي؟ من أين أتيا وكيف؟ قد تكون أسئلتي غريبة ولكن من المهم أن تعي بأنك أنت التي ركزت على أفكار معينة وأعطيتها كل هذه الأهمية والسيطرة عليك. ما يسيطر عليك هي أفكارك أنت وبالتالي من حقك أن تعيريها كل الاهتمام أو أن تهمليها كل الإهمال. الخجل الاجتماعي لا يحدث إلا إذا زرعت في نفسك فكرة أن الآخرين سيرون عيوبك ونقائصك ويحكمون عليك حكماً سلبياً بمجرد رؤيتك، هذه أفكار غير منطقية، ولكن من حقك تماماً أن تؤمني بها أو أن تكفري بها.
R03;أرجو أن تتابعي مع الطبيب النفساني وأن تناقشيه في تشخيصه وفي العلاج وأن تأخذي دوراً فعالاً في وصولك إلى الصحة .
وفقك الله وإيّانا لما فيه الخير والصواب.