السلام عليكم
R03;
مشكلتي أني أحب فتىً مذ كنت في الصف السادس، هو أكبر مني بـ 4 سنين تقريباً ومن أقاربي- ابن خالتي. قبّلني أكثر من مرة، كنت حينها صغيرة لا أدرك حجم الخطأ، وحين كبرت قليلاً -في الصف السابع- استنكرت ذاك الفعل منه ومني فضربته حين حاول تكرارها فغضب وخاصمني لمدة سنة، بعدها عاد يتودد لي بحلو الكلام والسؤال عني. سنة تلو الأخرى أعامله بقسوة يقابلها برقيق القول وتنفيذ طلباتي... إلخ، لكن لم يحاول تكرار حركاته تلك معي. الآن عمري 16 سنة، وبعد محاولات منه بدأت أعامله بلطف، لكني محتارة إن كان يفعل ذلك من باب الندم على ما بدر منه في السابق أم هي وسيلة للإيقاع بي؟! هو يؤكد دائماً أنه يريد الزواج مني بعد تخرجي من المدرسة.
أحس أني متناقضة وأحتاج نصيحة؛ أحياناً أنسى حركاته وأحس أنه يحبني حقاً، وأحياناً أخرى أخاف وأقول الأولاد كالثعالب. أنا لا أثق في أحد، فقد تعرضت للاغتصاب وعمري 5 سنوات، وربما لهذا السبب عندي خوف من أي شخص وأحس دائماً أن الشخص الذي أمامي سيؤذيني. مشكلتي أني لا أثق في أحد؟ وهل أعطيه فرصة أم لا؟.
23/05/2009
رد المستشار
الأخت الكريمة، أهلاً بك بيننا.
يبدو أن هذه استشارتك الأولى في موقع مجانين، الموقع الذي يهتم بالصحة النفسية كأفضل استثمار للمواطن العربي.. وأرجو أن يمتد بيننا التواصل لنكون بابكِ للخير والسعادة إن شاء الله.
عمرك ست عشرة سنة تقريباً، وتسألين عن الحب، ومظاهره، وأهدافه، وهذا حقك.
وكان من المتوقع أنك في هذه السن قد كونت مفهوماً واضحاً تجاه الحب، أعجب أن تكبر فتاة في أسرة دون أن تعرف ما هو الحب رغم أنها تتذوقه مع أول صرخة لها في الدنيا!.
الحب هو هذه المشاعر التي توحد بين الناس وتوثق علاقاتهم بعضهم بعضاً، وهو أساس العلاقات في الإسلام، كل العلاقات.
انظري لهذه الآيات القرآنية العظيمة:
(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)(آل عمران:31)
(لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ)(آل عمران:92)
وفي الحديث النبوي الشريف:
(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
إلى آخر تراثنا العظيم.
وأعلم أن قصدك عن الحب هو العلاقة التي تجمع بين الرجل والمرأة، فهي لها أصول وضوابط تضبطها حتى لا تتحول هذه العاطفة السامية النبيلة إلى شهوة محرمة ورغبة جامحة.
إن كان ابن خالتك يحبك ويحترمك، ويخاف عليك غضب الله وسوء العاقبة، ويخشى على سمعتك، لدخل من الباب الرئيسي للزواج وهو أن يطلبك مباشرة، ووقتها ستسألين الأسئلة الطبيعية: هل هو مناسب لك؟ هل هو كفؤ ليدير حياة زوجية وبيت وأسرة؟ هل يتقي الله فيك؟.. إلخ، ثم تستمر الحياة متدفقة في الاتجاهات التي تضمن استقرار البيت والحياة.
أما أن يملأ أذنيك بكلام حلو، فما هدفه من هذا الكلام؟ أن تحبيه وتعامليه بلطف، ثم ماذا؟ هل ينوي الزواج منك؟ أم ينوي أن يجرب قبلات الفتاة الناضجة بعدما جرب قبلات الطفلة الصغيرة؟
راجعي نفسك، وصححي مفاهيمك، وراقبي نفسك ومشاعرك واعلمي أن الله رقيب.
أما عن تجربة اغتصابك وأنت صغيرة فقد آلمني جداً ذكرك لهذا الأمر، وأظنه يستحق منك استشارة خاصة تحدثينا فيه عن هذا الأمر وأثره عليك، هل ما زالت تلح عليك ذكريات هذا الأمر؟ إن كان الأمر ملح داخلك فحدثينا عنه إن أردت.
وفقك الله وجعل أيامك كلها حب واستقرار ورضى من الله.